تعتبر محافظة سوهاج من المحافظات الغنية بالآثار لجميع العصور وبخاصة العصران الفرعوني والبطلمي ومازال العديد من مواقع هذه الآثار في باطن الأرض لم يتم الكشف عنه بعد لعدم توافر الاعتمادات المالية تارة, أو لعدم ادراجها في خطة البحث والتنقيب تارة أخري.. الأمر الذي يعرض بعض هذه المواقع لمحاولات السرقة والنهب من لصوص الآثار في ظل الغياب الأمني الذي تشهده البلاد في الوقت الراهن. ويعد من أهم المواقع الأثرية المهمة بالمحافظة معبد أبيدوس بمركز البلينا والذي تعرض لمحاولات نبش يدوي شمال المعبد ونبش عن طريق لودر جنوب المعبد واستخراج بعض الطوب اللبن منذ أيام, كما يقول زين العابدين زكي دياب مدير منطقة آثار سوهاج, مضيفا لاندري إن كان تم العثور علي آثار وسرقتها من عدمه إلا أنه بعد ذلك تم تأمين الموقع بمدرعة من القوات المسلحة واتخاذ الاجراءات الأمنية بقدر المستطاع في ظل الغياب الأمني بجميع المواقع من خلال الاستعانة بعمال للحراسة بعضهم مسلح والبعض الآخر غير مسلح بالاضافة لشرطة السياحة والآثار بقدر الامكان. وقال مدير الآثار إن عمليات التنقيب تتم بصورة عشوائية مما يهدد سلامة القطع الاثرية ولذلك خاطبنا المجلس الأعلي للآثار لتوفير تعزيزات أمنية للمناطق الأثرية المهمة الأخري. وأضاف ان المنطقة تراقب عمليات حفر الأساسات للمنازل في العديد من المدن والقري مثل مدينة المنشاة التي انشئت فوق مدينة بطلمية ومدينة أخميم التي انشئت فوق مدينة قديمة بها آثار لجميع العصور وبخاصة الفرعونية والبطلمية. وفي ذات السياق هناك حالة من القلق علي مستقبل مشروع استكمال الكشف عن معبد رمسيس الثاني القابع أسفل جبانة المسلمين بمدينة أخميم والذي يضارع معابد الكرنك بالأقصر بعد عودة الاهالي للدفن بها مرة أخري بعد أكثر من8 شهور من الدفن بالجبانات الجديدة بحي الكوثر والتي تكلفت ملايين الجنيهات, الأمر الذي اعاد المشروع لنقطة الصفر وبات يهدد التراث الانساني والحضاري للمدينة بالخطر؟! ويبقي السؤال.. إذا كانت الأيام التي سبقت ثورة52 يناير قد شهدت العديد من عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار داخل المنازل بالعديد من القري والمدن في ظل الوجود الأمني رغبة في الثراء السريع.. فكيف يكون الحال في الوقت الراهن في ظل الغياب الأمني؟! لا شك أن الأمر يتطلب تكاتف الجميع للتصدي لمحاولات سرقة تراثنا الانساني والحضاري قبل فوات الأوان.. اللهم فأشهد.. اني بلغت؟!