الوادي الجديد- حمدي مبارز قد لا يعرف الكثيرون أن محافظة الوادي الجديد تضم أكبر عدد من المواقع الأثرية التي تنتمي لمختلف العصور علي مستوي الجمهورية, وربما يرجع ذلك إلي الحقيقة المؤلمة والمتمثلة في أن هذه المناطق الأثرية المهمة ليست مدرجة علي خريطة السياحة بالشكل اللائق. مما أدي لضعف السياحة الداخلية والخارجية وبالتالي عدد السائحين والليالي السياحية في الوادي الجديد. وهناك أكثر من20 موقعا أثريا وفقا للأرقام والإحصاءات الصادرة من الهيئة العامة للآثار منتشرة في ربوع محافظة الوادي الجديد وجاهزة للزيارة, إلا أن العديد من هذه المواقع غير مسجلة فهي بدون حراسة كافية أو صيانة مما يجعلها عرضة للسرقة والنهب وعوامل التعرية الجغرافية المختلفة. وحتي المواقع الأثرية المكتشفة والمسجلة في الهيئة تعاني من ضعف الحراسة وعدم وجود مظاهر حياة حولها أو رصف الطرق المؤدية إليها مما يجعلها بلا قيمة حقيقية, والكارثة الأكثر خطورة هي وجود العديد من المواقع الأثرية غير المسجلة متناثرة في مختلف مدن وقري الوادي وقد تمكن اللصوص وتجار الآثار من نهبها وتكوين ثروات طائلة من خلالها. ويقول المهندس حمدي عثمان مدير منطقة آثار غرب الداخلة أن الآثار المسجلة كلها تخضع للحماية ويقوم مسئولو الآثار دائما بتسجيل كل ما يكتشف فورا وتوفير الحماية اللازمة له ولكن المواقع التي لم تسجل قد تتعرض لمحاولات السرقة ونحن دائما نطلب تشديد الحراسة ونسعي بكل جهدنا لحماية المواقع الأثرية من عوامل التعرية كما تقوم المحافظة بتوصيل المرافق إلي المواقع ورصف الطرق المؤدية إليها وتوفير الخدمة للسياح, إلا أن الأمر يتطلب مزيدا من الجهود لتحقيق أقصي استفادة من آثارنا الكثيرة التي تمثل كل العصور. ومن بين المواقع الأثرية المهمة في الوادي الجديد يأتي معبد هيبس, وجبانة البجوات ومعبد الناضورة ومعبد الغويطة ومعبد دوش وآثار اللبخة ومعبد بربيعية وآثار البشندي وآثار أسمنت وآثار المزوقة وقرية القصر الإسلامية وآثار بلاط الفرعونية وعين أصيل ومعبد دير الحجر, إضافة إلي متحف الآثار بالخارجة ومتحف التراث الشعبي بالداخلة. ويعتبر معبد هيبس هو الأثر الوحيد في العالم الباقي من العصر الصاوي الفارسي, وهذا المعبد يمثل أهمية خاصة حيث يمثل عصورا أخري مختلفة منها العصر الفرعوني والفارسي والبطلمي والروماني, ويرجع تاريخه إلي العصر الفرعوني الأسرة26 ومعظم أبنيته تمت في عهد الفرس. ومعبد هيبس اسمه الأصلي هبت وهي كلمة فرعونية تعني المحراث وهي تؤكد ازدهار الزراعة قديما بالمنطقة التي كانت سلة غلال مصر, ويقع هذا المعبد عند مدخل مدينة الخارجة وقد شيد علي مساحة قدرها798 مترا مربعا, ويبلغ طوله42 متر وعرضه19 مترا. ومنذ اكثر من28 عاما وبالتحديد منذ عام1982 تقريبا أغلق المعبد أمام الزوار والسياحة بسبب مخاوف من تساقط قطع من الأسقف والجدران نتيجة تسرب المياة الجوفية أسفل المعبد. وكما يوضح مدير منطقة آثار الخارجة بهجت أبو سديرة فقد قامت العديد من بعثات وزارة الثقافة والمجلس الأعلي للآثار بزيارة الموقع واختلفت الآراء حول طريقة إنقاذ المعبد واستقر الرأي علي نقل المعبد إلي موقع آخر قريب وبالفعل تم اعتماد مبلغ50 مليون جنيه من قبل وزارة الثقافة وتم إسناد العملية لإحدي الشركات المتخصصة, وما إن بدأ العمل حتي تعالت الصيحات من جانب الخبراء بالتحذير من خطورة نقل المعبد واستمر الجدل حول كيفية إنقاذ المعبد فأرسل المجلس الأعلي للآثار العديد من البعثات والخبراء لدراسة الموقف, وتوقف العمل وظل المعبد محاطا بالشدات الخشبية والمعدنية طوال العقود الثلاثة الماضية فمتي يتم فك الأخشاب ورفع الشدات من حوله