زلزال ثورة الشباب, موضوع ندوة مركز رامتان الثقافي والذي شارك فيها نخبة من المثقفين والفنانين, أكدوا فيها أن ثورة 25 يناير بمثابة زلزال حقيقي علي كل المستويات في مصر بعد أن استنفد المصريون كل وسائل الصبر علي الفساد والظلم, مؤكدين. أن هذا الزلزال سوف يضرب كل أنواع الطغيان في العالم العربي فيما لا يزيد علي عشر سنوات وأن ثورة مصر لها دور في حركة الثورة العربية الكبري ونهضة الأمة العربية لتبعث القومية العربية من جديد. هذا ما أكده محمد نوار مدير المركز مشددا علي ضرورة أن نجعل من حلم الثورة دافعا للتنمية والتقدم بعد أن زالت الغمة مطالبا بمحاسبة من خربوا الوطن وبددوا جهود أبنائه ومستقبلهم حتي لم يكن أمامهم سوي الهروب إلي القرية. وأضاف الكاتب المسرحي يسري الجندي أننا في بداية الثورة ويجب أن نستكمل عناصرها لأن رحيل الحاكم ليس معناه رحيل النظام, وهي مرحلة صعبة وحتي لاتختلط علينا الأولويات يجب أن نحدد أهداف كل مرحلة بداية من انتخابات المجالس النيابية إلي انتخاب رئيس للجمهورية, وأن نحكم صوت الضمير الذي عشنا به وعاش الشعب من مئات السنين, بمساندة جيشه البطل في الحرب والسلم, والذي تدخل في اللحظة الحاسمة, وأن الثورة يجب ألا تقتصر علي الجانب السياسي بل يجب أن تمتد للجوانب الفنية والثقافية لأن هذه الثقافة تعالج الواقع الصعب الذي نعيشه وتكون دافعا للتنمية والفهم لدي الشارع والأجيال الجديدة وأن هذه الثقافات تؤثر في المتغيرات التي تأتي بعد التطهير من دنس الفاسدين, فيكون تأثيرها أفضل للبناء الصحيح. وقال: إنه لاتوجد ثورة تتقدم دون وعي لأهدافها ولاتكون الأهداف ناجحة إلا بالنقد الذاتي ومحاسبة من تسببوا في افساد الحياة السياسية. وأضاف الفنان التشكيلي عز الدين نجيب أن ما يحدث الآن يشبه الحلم الجميل فالانسان المصري يعيش الآن أزهي وأروع لحظات العمر بذهاب الظلام وانحسار الواقع المرير الذي تجرعناه كثيرا بلا أمل في ثورة أو انفجار.. وجاءت إرادة الله علي يد أبنائنا الشباب لتكون ثورة شعبية من وسيلتها أجهزة الاتصال والتكنولوجيا ويكون الوسيط بينهم هو الفيس بوك الذي ربط عقول الشباب في صمت وتحت الأرض, لتزول دولة الزواج غير الشرعي بين المال والسلطة فالمال الأعمي تزوج السلطة المتغطرسة دون صوت للعقل, وظنوه طبيعيا إلا أن إرادة الله تتدخل وقت أن يعجز البشر وكانت مفاجأة للجميع. وأضاف الفنان التشكيلي: أن الثقافة والفكر يبدأ الآن دورهما بعد التطهير فقد عاش الجميع لحظة ميلاد الثورة في ميدان التحرير بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وكانت لحظة الشرارة باعثا لالتهاب المشاعر في مختلف وسائل الفن والأدب والشعر والموسيقي والغناء وكلها إبداعات تبعث من المثل العليا والعادات والتقاليد والإدراك الواعي لثورة 25 يناير عندما تحول الشعب بقوة ضد الفساد والاحباط واليأس واندفع نحو المشاركة الإيجابية بالعطاء والأمل في الغد, فانكسر جدار الخوف حتي تفجرت قدرات الإنسان المصري الحقيقي الذي أسأنا الظن به فإذا به يواجه الرصاص بالصدور العارية وهي ايام لم نعشها في ثورتي 1919 و 1952