متي تنتهي التحقيقات في حوادث الاعتداء علي المتظاهرين خلال الأيام الأولي للثورة؟ طبقا لما تداولته وسائل الإعلام فقد تفاوت تعداد إصابات العيون بين1200 إلي5 آلاف حالة . لكثرة وتنوع الإصابات مابين إطلاق الرصاص المطاطي والخرطوش والمواد الكيماوية الحارقة الي الاصطدام والضرب المباشر علي الوجه والرأس. ويقول الدكتور عصام الطوخي مدير المعهد القومي للعيون إنه علي مدي أيام الثورة تم تحويل أكثر من ألف حالة للمعهد منها من تعرض لإصابات سطحية للعين بسبب القنابل المسيلة للدموع وتم علاجهم دوائيا ومنهم من احتاج لتدخل جراحي لإنقاذ العين. وللأسف فإن عددا كبيرا من المصابين تعرضوا لتلف وتهتك العينين خاصة يوم جمعة الغضب والأربعاء2 فبراير المعروف بيوم غزوة الجمل, وهو ما لا يمكن علاجه خاصة في حالات قطع العصب البصري وضمور العين. نظرا لقربه الجغرافي من مسرح الأحداث فقد استقبل مستشفي قصر العيني- كما يقول الدكتور عمرو صلاح رئيس قسم الرمد- عددا هائلا من الحالات يقارب المائتين خلال الأيام الأربعة الأولي للثورة, كما تم إعداد أكثر من6 غرف عمليات في قسم الطوارئ للتعامل السريع والفوري مع الحالات ويجب الإقرار أن حالات كثيرة فقدت بصرها تماما بسبب الإطلاق المباشر والمتعمد للرصاص علي حدقة العين, والذي يعد جريمة بكل المقاييس, حيث تم الحكم علي هؤلاء المتظاهرين بالإعاقة مدي الحياة, خاصة وأنه الي يومنا هذا لايمكن تعويض أو علاج قطاع في العصب البصري أو زرع عين بديلة. وعالميا تجري حاليا في بعض الدول المتقدمة تجارب علي ما يسمي بالعين الصناعية خاصة للحالات التي تعرضت لتلف تام بشبكية العين, حيث نشرت إحدي الدراسات الدولية منذ أيام عن فريق بحثي بألمانيا يضم عددا من أطباء العيون والمهندسين تمكنوا من تصميم شرائح دقيقة وحساسة للضوء من المواد الجديدة والتي تتراوح أبعادها بين3 مم طول وعرض وتتكون من1500 ديود لقياس شدة الضوء وتوصيل إشارات كهربية الي المخ عبر العصب البصري لترجمة الضوء والصور القادمة للعين. وفي الوقت الراهن هناك بعض النتائج الإيجابية للحالات الأولي فقدت بصرها حيث تمكنت من الرؤية من جديد. من ناحيته يستبعد الدكتور يحيي صلاح أستاذ جراحات العيون فاعلية هذه التقنيات خاصة أنها في مراحلها البحثية الأولي, كما أن التجارب تشترط أن تكون حالة العين والعصب البصري جيدة. ويضيف إنه رغم أن العين محمية بعظم الوجه والجفون إلا أنه كانت هناك أنواع متعددة أكثرها كانت إصابات الرصاص الخرطوش والمطاطي الموجه مباشرة للوجه والذي أدي الي حدوث انفجار وضمور للعين, وهي من نوعيات الإصابة التي لا يمكن علاجها ويتطلب الأمر تدخلا جراحيا لوقف النزيف مثل عمل جراحات تجميلية في المستقبل. المجموعة الثانية هم من تعرضوا لطلق بجانب العين تسبب في قطع العصب البصري وهي أيضا من الحالات التي فقدت بصرها ولايمكن علاجها وإن كانت تحتفظ بشكل العين, أما المجموعة الثالثة فهم الأكثر حظا والذين تعرضوا لإصابات بجوار مركز الإبصار وانفصال شبكي دون حدوث قطع في العصب البصري وقد تم علاجهم جراحيا بإصلاح شبكية العين. ويضيف الدكتور يحيي صلاح إنه للأسف فإن معظم إصابات الرصاص الحي أفقدت المتظاهرين بصرهم, كما أدي استخدام الرصاص الخرطوش الي تناثر كرات الرصاص في المخ والجيوب الأنفية مما استدعي إجراء أكثر من جراحة لإنقاذ حياة هؤلاء المرضي. وعما يتم في المرحلة الراهنة لمساعدة المصابين يقول الدكتور إيهاب سعد أستاذ جراحات العيون إنه يتم حاليا التعاون مع المؤسسات والجمعيات الأهلية لتأهيل المصابين بكف البصر نفسيا واجتماعيا ومهنيا حتي يستطيعوا مواصلة حياتهم, خاصة وأن معظمهم لن يتمكن من العودة لممارسة مهنته الأولي. إضافة لذلك من المقرر إقامة مؤتمر علمي دولي بطب قصر العيني أوائل إبريل تحت عنوان إنقاذ عيون المصريين لمناقشة الجديد في علاج إصابات الحوادث والتظاهرات إضافة الي جمع الدعم المادي لمساعدة المصابين.