علي عياد:من يتدبر القرآن الكريم ويتأمل محكم آياته يدرك في غير عسر أن الإسلام يقدس الحرية ويمقت الاكراه حتي لو كان ذلك وسيلة الي حمل الناس علي اعتناق الإسلام نفسه . ونجد ذلك واضحا في قول الله تعالي لا إكراه في الدين وفي توجيهه للنبي صلي الله عليه وسلم: لست عليهم بمسيطر أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين. ما علي الرسول إلا البلاغ ذلك أن الايمان أمن وطمأنينة, فكيف يكون التخويف والترهيب سبيلا الي الايمان؟ وعبادة الله والخضوع لأوامره ونواهيه لا يكونان علي الوجه الصحيح إلا بعد التحرر من الخوف والتسلح بحق الحرية والتفكير والتدبر والنظر, واذا كان الاعتبار الانساني لا يقوم إلا بالحرية, فإن المسئولية القانونية الكاملة لا تتقرر إلا للأحرار وتنتقص هذه المسئولية اذا انتهت هذه الحرية أو كانت ضربا من الشعارات الزائفة. وقد جعل الاسلام الشوري وهي من مقومات الحرية علامة المجتمع المؤمن, وأمر الله نبيه بها وشاورهم في الأمر ولا يعرف الإسلام طاعة مطلقة ولا حكما مقدسا وافترض الإسلام حدوث الخلاف بين الحاكم والمحكوم كنتيجة طبيعية وحتمية للحرية التي يتمتع بها معتنقوه, وجعل الإسلام مقاومة الجور والظلم فريضة, لأنهما من أشد الأمور التي تهدد الحرية. وفي مبدأ الحرية يقول القرآن الكريم كما مر بنا: لا إكراه في الدين وفي مبدأ الإخاء الإنساني وحق المواطنة: إنا خلقناكم من ذكر وأنثي إنما المؤمنون اخوة وفي مبدأ المساواة إن أكرمكم عند الله أتقاكم وقد وضع النبي صلي الله عليه وسلم سياجا يحمي الحرية في قوله: لا ضرر ولا ضرار فحريتك تبدأ من احترامك لحرية الآخرين. نسأل الله عز وجل أن يعزنا بالإسلام وأن يعز الإسلام بنا, وأن يضفي علي مصر وأمتها الأمن والأمان والسلام مع النفس والآخرين حتي يتفيأ الجميع رجالا ونساء وشبابا ظلال الحرية والعدل والمساواة.