كتب:أحمد سعيد طنطاوي علي بعد56 كيلومترا شمال القاهرة, انطلق شباب قرية ملامس التي تتبع مركز منيا القمح بالشرقية, حاملين بداخلهم روح الثورة التي انطلقت في ميدان التحرير, عازمين علي اعطاء صورة لقريتهم تعبر عن التغيير الذي انتقل الي كل شبر بمصر. استلهم الشباب من الثورة القضاء علي الفساد فقرروا أن أول مراحل القضاء عليه هو القضاء علي انتشار القمامة والمخلفات في شوارع القرية, حتي يري القاصي والداني قرية جديدة تتجمل, وحتي يشارك الجميع بعد ذلك كبيرهم وصغيرهم مع الشباب. بدأ مجموعة من شباب القرية نشاطهم الجمعة الماضية بتوفير مجموعة من الكاسحات والجليدرات والجرارات الزراعية بقمطوراتها لنقل القمامة خارج القرية, وتشكلوا في مجموعات كل واحدة أمام منازل المكونين للمجموعة, تناولوا المقشات والمكانس والمقاطف بسعادة وفرحة كلما تم تنظيف كل شبر من قريتهم, بعد التنظيف حاولوا بعدة جنيهات جمعوها من جيبوهم الصغيرة تحقيق أحلام كبيرة, بزرع عدة شجيرات مكان القمامة. تحدثوا مع خطباء الجمعة للتنبيه علي المواطنين بأن اليوم سيغير وجه قريتهم الصغيرة, وخطب المشايخ, وحثوا أهل القرية علي اماطة الأذي عن الطريق, وأن النظافة من الايمان, وبمجرد انتهاء الخطبة انطلق الكثيرون لخدمة قريتهم الصغيرة وتنظيفها وتطويرها. أحمد ومحمد ومصطفي وعلاء وشريف وأمجد واسلام, لا تهم الأسماء في هذه الحالة الجميلة المتناغمة بين هؤلاء الشباب وكلما تحاول أن تقترب منهم وتعرف بقية أسمائهم لا يردون ولا يهمهم أن تعرف اسم عائلاتهم, فكل همهم التغيير, والوقت قد حان لأن مصر كلها تتغير. والتطوير في قريتهم لا يقتصر فقط علي إزالة القمامة والتشجير, ولكن أحلامهم تصل الي عنان السماء حين يقولون لك انهم يحلمون بمستشفي متخصصة تخدم كل القري المجاورة, والقضاء علي علي الأمية في القرية في خلال عام واحد وعمل مركز ثابت للتبرع بالدم, وغيرها من الأحلام الكبيرة.