الديمقراطية هي المطلب الجوهري والاساسي لثورة52 يناير وليس أدل علي ذلك من أن شباب مصر الذين اشعلوا شرارة الثورة قد توحدوا علي ضرورة اسقاط النظام, بكل ما ينطوي عليه هذا النظام من قوي قمعية ومطاردة للحريات واهدار لحقوق الانسان. وفي ظل هذا النظام السلطوي القمعي الذي استمر نحو ثلاثة عقود نمت واتسعت شبكة عنكبوتية للفساد والافساد. وجري نهب لثروات مصر لصالح قلة من أعوان النظام وأذنابه, وافقار الغالبية الساحقة من ابناء الشعب. وكم كان وجدان ثوار52 يناير صافيا ونقيا عندما طرحوا الديمقراطية مطلبا أساسيا. ذلك أن الديمقراطية تعني أول ما تعني اجراء انتخابات حرة ونزيهة, وتستهدف أول ما تستهدف تداول السلطة. ومن ثم تسد المنافذ علي امكان قيام أي نظام سلطوي وديكتاتوري. وإذا ما تحققت الديمقراطية فانها ترسخ بالضرورة فكرة العدل الاجتماعي. ولذلك فان أدبيات النهوض بالمجتمع تشير الي التلازم الوثيق بين الحرية والعدالة الاجتماعية. وما يتعين الاشارة اليه, في هذا السياق, أن صفوة المثقفين والمفكرين المصريين منذ منتصف القرن التاسع عشر كانوا يدعون للديمقراطية والحرية والعدل ويناهضون الحكم المطلق. وبرغم أن السلطان كان جائرا والحاكم مستبدا, الا انهم لم يكفوا عن الدعوة للديمقراطية. وكانت كتابات وافكار أحمد لطفي السيد شاهدا علي ذلك. وقد نهج نهجه مثقفون كثيرون. ويشير هذا الي أن فكرة الديمقراطية فكرة محورية في العقل الجمعي المصري وقد اطلقها شباب52 يناير وصارت شعارا وعنوانا لمصر المستقبل. ولم يعد في وسع اية قوة أن تلتف عليها أو تفرغها من مضمونها الاساسي تداول السلطة عبر انتخابات حرة. وبهذا تنهض مصر وتتقدم وتحقق لكل ابنائها مجتمع الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.