اهتم الاسلام بإقامة المجتمع القوي البعيد عن الامراض الاجتماعية الذي تسوده القيم الروحية ويشعر فيه الأفراد بالمسئولية والواجب الملقي علي عاتقهم وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم حريصا علي اتباع الأصول والقواعد التي جاءته من عند الله عز وجل في مجال المسئولية. كما قال النبي صلي الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وتوضيحا لذلك يقول الدكتور محمد محمود هاشم عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالزقازيق إن الاسلام حدد للفرد المسلم صفتين مهتمين إحداهما صفة فردية شخصية تتجه إلي التكاليف ويسأل الفرد فيها عن نفسه وجسمه وعلمه وروحه وماله.. والأخري الصفة العامة الجماعية التي يكون فيها عضوا في مجتمعه ولبنة في بنائه وقد عني الاسلام بالصفة الجماعية وظهر ذلك في قوله تعالي ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون وقال عز وجل إن ابراهيم كان أمة وقد أصبح الانسان بهذه الصفة الثانية مسئولا عن صلاح المجتمع الذي يعيش فيه وتقديم العون لأفراده وتهيئة أسباب الخير والبعد عن الشرور والآثام وكفالة السلامة والوحدة وتحقيق السعادة والرفاهية للمجموع وفي هذا يأتي قول النبي عليه السلام لا يكن أحدكم إمعة يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أسأوا أن تجتنبوا إساءاتهم لأن الفرد مسئول بصفته عضوا في المجتمع فهو مسئول عن سلامة وطنه والحفاظ علي مكانته وتتعدد جوانب المسئولية كما يضيف الدكتور محمد أبوهاشم ومنها: المسئولية أمام الله وهي الدينية فيحاسب الانسان علي كل ما اكتسبت يداه لقوله سبحانه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وهذه أخطر مسئولية الانسان أمام نفسه وضميره وقلبه وهي المسئولية الاخلاقية التي نماها الاسلام فقال رسول الله عليه السلام حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. المسئولية أمام الناس وهي أمانة اجتماعية لقوله عز وجل وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون وقد أوضح النبي عليه السلام مسئولية الوظيفة العامة فقال إنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامه الا من أخذها بحقها وأدي الذي عليه فيها وبهذا حمل رسول الله الناس جميعا مسئولياتهم دون استثناء فرد لمنصب يتولاه أو لوظيفة يعتليها.