علي غرار ماحدث في ثورة25 يناير في مصر, والتي اصبحت نموذجا يحتذي به, واتسع صداها طوال ثمانية عشر يوما, حققت فيه هذه الثورة انجازا تاريخيا, سيظل يدرس في المحافل الدولية, فقد تلقي عشرات الالاف من الفلسطينيين. علي صفحات ال فيس بوكدعوات للانضمام لحملات جديدة تحت عنوان الشعب يريد انهاء الانقسام والاحتلالوهي حملات اطلقته اطر شبابية في الضفة الغربية وقطاع غزة من بين حملات اخري مشابهه تجري الآن محاولات لتوحيدها في اطار واحد. وعلي الفور انضم اكثر من عشرة الاف فلسطيني للحملتين الاكبر, والعدد في حالة ارتفاع وتزايد, ينتمون لاحزاب سياسية, وزراء سابقون وعناصر امنية وصحافيون وناشطون مجتمعيون. ويستلهم الشباب الفلسطيني من هذا التوجه التجربتين التونسية والمصرية, وسلاحهم الاول فيها الفيس بوك, وترفع الحملة شعارات الشعب يريد انهاء الانقسام والشعب يريد انهاء الاحتلال والتمسك بالثوابت الوطنية.. عودة الحرية والاستقلال.. عنواننا للوحدة الوطنية والاحتكام لانتخابات ديمقراطية نزيهه سبيلا للتداول السلمي للسلطة. لقد انعشت هذه الحملات الامل في نفوس الفلسطينيين, وحددت اهدافا قالت ان المظاهرات لن تتوقف من دون تحقيقها, ودعت للبدء سويا اصلاحا جذريا وشاملا للطيف السياسي الفلسطيني بناء علي مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات, وتصر الحلة علي رفع شعر لابد ان نتفق وان نجتمع وان نتوحد من اجل كل فلسطيني هناوهناك وفي كل مكان, فمازال هناك ستة ملايين فلسطيني يحلمون بالعودة الي ديارهم المسلوبة والاحتلال لايفهم الا لغة القوة, ولنكن اقوياء, ومصدر قوتنا هو توحدنا واجماعنا علي قيادة موحدة تستطيع ان تقودنا الي بر الامان بكل عزة وكرامة. لقد اشعلت ثورة شباب التحرير فتيل اليقظة في الشعوب المجاورة, لتستلهم منها العبر خاصة ماتميزت به من تحضر ورقي وجسارة وصبر, الامر الذي يفتح باب الامل علي مصراعيه لحملة شباب انهاء حالة الانقسام الفلسطيني الذي مزق جسد الوطن, كما ان ماجري في تونس ومصر, ويجري في جميع عواصم الدول العربية الهم العديد من المفكرين في التساؤل عن موعد حدوث انتفاضة شعبية سلمية في الضفة الغربية تتفجر في وجه اسرائيل لارغامها علي انهاء الاحتلال, فالانتفاضة الشعبية لاتساهم فقط في انهاء الاحتلال, ولكنها تساهم اكثر من اي فعل اخر في انهاء الانقسام. وفي اسرائيل دعت صحيفة هارتس حكومة نتنياهو الي تغيير سياستها في الشرق الاوسط بما يوازي الواقع الجديد للشعوب العربية, وطالبت الحكومة الاسرائيلية باتخاذ خطوات نحو السلام منها تفكيك المستوطنات, وترسيم الحدود مع الفلسطينيين, والبدء في عملية السلام المتجمدة لبناء الثقة مع اشعوب العربية. ربما تشكل حملات الفيس بوك التي بدأها الشباب الفلسطيني لانهاء الانقسام والاحتلال الصحوة والتنبيه لما الت اليه احوال الفلسطينين, وتؤتي ثمارها, اذا لم تنه فتح وحماس الانقسام, فالشعب الفلسطيني مفاجيء بعاداته, ولايمكن توقع تحركاته, تماما كما حدث في الانتفاضة الاولي عام1987 والتي استمرت لاكثر من ستة اعوام فاجأت بها العالم وجعلته يعرف بحقوق هذا الشعب لاول مرة في تاريخه.