صلاح غراب : الإخوان المسلمون كبري الحركات الإسلامية المعاصرة, نادت بتطبيق الشريعة الإسلامية, ووقفت متصدية لسياسة فصل الدين عن الدولة. وبعد ثورة25 يناير.. قررت انشاء حزب سياسي يقوم علي أسس مدنية وأعلنت أنها لا تسعي إلي الأغلبية في مجالس الشعب أو الشوري. والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء, هو أحد القيادات الإسلامية بجماعة الإخوان المسلمين, وعضو مكتب الإرشاد السابق ومجلس الشوري العام وله الكثير من الآراء المعارضة التي لا تروق لقيادات الجماعة. هل كان الأخوان وراء ثورة25 يناير؟ بداية, لا يمكن أن تنسب هذه الثورة إلا لشباب مصر, ثم لحق بهم الشعب, ولا يمكن أن تنسب إلي فصيل بعينه أو أي حزب من الأحزاب, حيث خرج الملايين من كل ربوع مصر, والمناطق النائية يعبرون عن غضبهم ورغبتهم في استرداد حريتهم وكرامتهم. كان شباب الاخوان مشاركا في الثورة كأي شاب, ومصر أكبر من أي فصيل ومن أي حزب, لا الإخوان ولا الوفد ولا التجمع ولا أي حزب كان له الفضل في إشعال هذه الثورة. ترفعون دائما شعار مشاركة لا مغالبة, وقد أعلن الإخوان عن عدم تقديم مرشح لرئاسة الجمهورية, والمشاركة بنسبة03% في الانتخابات البرلمانية المقبلة.. كيف تواتيكم الفرصة للمغالبة في ظل إشراف قضائي كامل وانتخابات حرة نزيهة وتصرون علي المشاركة؟ هذا شيء يحسب للإخوان وليس عليهم, وهو موقف نبيل يجب أن يفعله الجميع, ويجب علي كل القوي الوطنية أن تسلك مثل هذا المسلك, وعنوانه تغليب مصلحة الوطن العليا علي المصلحة الحزبية, سواء للأشخاص أو للمؤسسة, إن طهارة الثورة تقاس بتغليب مصلحة الوطن علي المصالح الآتية, وهذا شيء يقدر للاخوان. متي يرفع الإخوان شعار مغالبة لا مشاركة؟ أتمني ألا يرفعوه أبدا بأي حال من الأحوال, لأن مصر ليست مثل أي دولة ولها طبيعة خاصة, ولن تستقر مصر وتسود فيها الحريات والعدالة والحب والتعاون إلا بأن يحكمها من يمثل كل المصريين, ولابد أن يدرك الذي يحوز علي الأغلبية مثل هذا الأمر, ولن يقدم الاخوان أغلبية في أي انتخابات مقبلة, فالائتلاف الوطني هو الذي يمثل مصلحة مصر, بعيدا عن الانتهازية السياسية والأنانية, إن الوطن يكون أكثر استقرارا وأكثر غني وثراء لو أن الذي يحكمه ائتلاف وطني. يذهب البعض إلي أن منصب الرئيس لا يهم الإخوان, ولكن رئاسة الحكومة هي الأكثر أهمية لكم.. إلي أي مدي تتفق مع هذا الرأي؟ لا يهمنا هذا ولا ذاك, ولكن سيكون لنا دور في انتخاب الرئيس الجديد, وليس بالضرورة أن يكون الرئيس من الإخوان. إلي الحضارة الإسلامية, وأنا لا أتصور أي حزب, حتي لو كان يساريا أو شيوعيا, يقوم علي غير الحضارة الإسلامية, وأفرق هنا بين الحضارة والدين, الدين هو المسلم والمسيحي والشيعي والسني. أما الحضارة الإسلامية, فهي التي تشارك كل المصريين في بنائها, وبالتالي لابد أن تكون هي المرجعية لكل الأحزاب, مرجعية مختارة وليست مفروضة, ولا يوجد في الاسلام نفسه دولة دينية ولا حزب ديني, وإنما دولة مدنية, ولم يحدث هذا في تاريخ الإسلام. لكم رأي خاص بفصل الدعوة عن الحزب.. لماذا؟ لن تكون جماعة الإخوان حزبا, ولن يكون الحزب الذي يؤسسه عدد من الإخوان فرعا من الجماعة أو جناح لها, بمعني أنه لابد أن يرتهن بمواقف الجماعة, وأبلغ دليل علي ذلك النقابات المهنية عندما دخلها الإخوان, كانت تدار بجمعياتها العمومية ومجالسها لا من جماعة الأخوان, وأنا ضد الذين يقولون بفصل الدعوة عن السياسة, ولكن بفصل الدعوة عن الحزب, وليس بالضرورة أن ينضم كل أفراد الإخوان إلي الحزب الجديد. قامت ثورة25 يناير وتكللت بالنجاح وحققت معظم أهدافها, والآن تستكمل الثورة في كل مؤسسات الدولة التي عشش فيها الفساد.. والإخوان كمؤسسة من مؤسسات الدولة هل تحتاج لتصحيح أوضاعها وترتيب لأولوياتها. لا شك في أن تغول الأمن وعدوانه علينا كحركة إسلامية بالزج في المعتقلات والسجون ومصادرة أموالنا, كل ذلك كان نتيجة تعديل اللوائح بالتمرير والانتخابات بالتمرير, الذي أصبح لا محل له من الإعراب الآن, ويجب أن يتم إصلاح هذا, ويجب أن تعاد الانتخابات في جو طبيعي ونقي نتفس فيه عبير الحرية, وليس الآن, فالوقت الآن لمصلحة الوطن. هل من رسالة تطمين يوجهها الإخوان لجموع الشعب؟ أقول بكل إخلاص وصدق إننا سنظل خدما للشعب نحافظ علي مصالحه, ونعتبر أنفسنا جزءا أصيلا منه, ونعتبره صاحب الفضل علينا وليس نحن أصحاب الفضل عليه, وسنظل منكرين لأنفسنا وذواتنا, ويكفينا شهادة الشعب للإخوان, حينما اختلط بهم, ونسجل بكل نقاء تقصيرنا في حق شعبنا, لأنه يحتاج إلي مزيد من التضحيات أكثر مما أعطيناه.