السلوم من عاطف المجعاوي: شهد منفذ السلوم البري أمس توافد أكثر من أربعة آلاف مصري من العاملين في ليبيا عائدين من جحيم المواجهات هناك تاركين أموالهم ومتعلقاتهم. وروي العائدون تفاصيل ساعات الرعب التي عاشوها في المدن الليبية المختلفة التي سادها العنف والنيران والرصاص المتطاير الذي يخترق أجساد الأبرياء, وأكدوا وجود الكثيرين من المصريين في ليبيا يريدون العودة لكنهم لا يجدون وسيلة للوصول إلي السلوم. وبدت الفرحة غامرة علي وجه العاملين المصريين بمجرد رؤيتهم علم مصر يعلو بوابة منفذ السلوم البري, وقامت إدارة المنفذ باتخاذ جميع التسهيلات لهم لإنهاء إجراءات دخولهم البلاد في أقصر وقت. كما عبر المنفذ من ليبيا أيضا أتوبيس ينقل مواطنين أتراكا كانوا يعملون في واحدة من مصافي البترول في مدينة بنغازي ولم يستطيعوا السفر جوا لإغلاق المطار بالمدينة. وقال أحد العائدين واسمه محمد رسلان محمد نجار مسلح من أسيوط: كنت أعمل في أحد المشروعات التي يتم تشييدها في منطقة أبوعطنة وفوجئت يوم أمس الأول( الاثنين) بدخول مجموعة من الشباب الليبي يحملون السلاح الذي سرقوه من أحد معسكرات الجيش, وحاولوا حرق المبني وأطلقوا الرصاص في الهواء علي مساكن العاملين المصريين فهربنا تاركين أموالنا ومتعلقاتنا, وتمكنا من ركوب سيارة أجرة حتي منفذ السلوم بعد أن قام الأهالي طوال الطريق بتفتيشنا وسمحوا لنا بالعودة إلي مصر. وقال محمد علي محمود, عامل خرسانة من المنيا, كنت أعمل في بنغازي وبمجرد أن شاهدت النيران تشتعل في المباني الحكومية والأهالي يحملون السلاح ركبت أول سيارة أجرة متجهة إلي السلوم وفي طريقنا وجدنا أكثر من25 جثة لليبيين وتشاديين ومصريين ملقاة علي الطريق في طبرق, وطلب منا بعض الليبيين حمل الجثث إلي مبني بجوار الطريق وشكرونا وطلبوا منا إخفاء أموالنا في أماكن غير ظاهرة حتي لا يتم سرقتها من جانب بعض البلطجية بالطريق.