كتب:أحمد عبدالمقصود لن تعود الحركة السياحية الي التدفق مرة أخري إلا اذا صدر بيان رسمي مصري عن المناطق السياحية الأكثر أمنا للسائحين وخاصة مناطق الأقصرأسوانجنوبسيناء البحر الأحمر والقاهرة. هذا ما أكده رئيس هيئة تنشيط السياحة عمرو العزبي وطالب به العديد من خبراء السياحة. والذين أجمعوا أن إعجاب العالم بالثورة الحضارية للشعب المصري لا ينفي خوفهم عن زيارتها الآن في ظل عدم الحديث عن الأوضاع الأمنية من المسئولين المصريين. ولعل هذا ما أكده بيان وزارة الخارجية الفرنسية عن رفع القيود عن التنقل جوا, أما بريا خصوصا في وسط مصر فلا ينصح به وقالت إن الإقامة في مناطق البحر الأحمر مسموح بها بينما شمال سيناء مازالت تشهد توترا وينبغي تفاديها. وأكدت الخارجية الفرنسية أن تصاعد الحركات الاحتجاجية والدعوات الي التظاهر تؤثر علي ظروف الإقامة في مصر خاصة في القاهرة والإسكندرية وفي المدن التي تشهد تظاهرات مستمرة. هذا بيان الخارجية الفرنسية, ومعظم دول أوروبا لا تخرج في بياناتها عن هذا السياق.. فجاءت جميع هذه البيانات مقلقه غير مطمئنة للسائح, لأنه شعر أن حريته في التنقل مقيدة. ولعل استطلاع الرأي الذي أجري في ألمانيا كما يوضح عمرو العزبي يؤكد هذا الطرح حيث أظهر أن05% من الألمان مازالوا غير مطمئنين لزيارة مصر رغم أعجابهم الشديد بالثورة المصرية. أما ماركو سانتيني مدير العمليات بأكبر شركات السياحة الإيطالية فيؤكد أن مصر من أهم المقاصد السياحية التي يتهافت علي زيارتها السائح الإيطالي وان معظم السائحين الذين كانوا متواجدين بمصر يوم52 يناير رفضوا العودة الي ديارهم وأصروا علي استكمال رحلاتهم, خاصة أن مناطق البحر الأحمر كانت بعيدة تماما عن الأحداث, ولكن الخارجية الإيطالية وشركات السياحة المنظمة أقنعتهم بضرورة العودة حتي تهدأ الأمور ويعود الأمن مرة أخري. ويطالب ماركو وزارة الخارجية المصرية بأن تسارع وتخاطب جميع دول العالم وتؤكد لهم أن مصر الآن آمنة ومستقرة وان يتم ذلك في مؤتمر صحفي عالمي. وفي معرض السياحة بميلانو والذي بدأ فاعلياته أمس, تحاول الشركات المصرية علي حد قول علي طه الخبير السياحي أن تستثمر الوجه الحضاري للثورة في إقناع شركات السياحة الإيطالية لإعادة تسيير رحلاتها الي مصر والي البحر الأحمر بصفة خاصة وقال في اتصال هاتفي من ميلانو إن الشركات الإيطالية أبدت تعاونا كبيرا ووعدت بتسيير رحلاتها بداية من الأسبوع المقبل الي مناطق البحر الأحمر التي تعدوا أكثر أمنا للسائحين الآن ومن جهة أخري, توقع عمرو العزبي رئيس هيئة تنظيم السياحة المصرية, أن يقوم الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن زيارة مصر خلال الأسبوع المقبل. وقال إن الهيئة تقوم الآن بالاستعانة بشباب ثورة52 يناير لإعادة تدفق السياحة الي مصر مرة أخري, وذلك من خلال لجنة إدارة الأزمات التي تدير حوارات عبر شبكة الإنترنت مع مختلف دول العالم, نحاول من خلالها أن نؤكد أن المظاهرات التي تشهدها مصر الآن هي مظاهرات فئوية سلمية تطالب بزيادة مرتبات, وليس لها أي تأثير علي حركة السائح. وفي حالة رفع الحظر كليا عن مصر يؤكد العزبي أن الحركة سوف تعود جزئيا بفضل نظام بيع الدقائق الأخيرة المعروف عالميا 'lastminute' لأن وقت توقيع عقود الصيف انتهي بانتهاء شهر فبراير, ولكن هذا النظام يتيح لنا الحصول علي نسبة ليست بقليلة من حجم السياحة, خاصة أن مصر مقصد سياحي جاذب لكثير من دول العالم.وحذر الخبير السياحي محمد النجار من قيام بعض شركات السياحة المصرية المشاركة في بورصة ميلانو الآن من ضرب الأسعار تحت ستار الأزمة لأن مصر لا تعاني من إرهاب يستهدف السائحين بل أنها قامت بثورة شهد لها العالم كله وقال إن تخفيض الأسعار لن يكون الحل ولن يكون من السهل العودة بالأسعار مرة أخري مع الاعتراف بأن أسعار السياحة المصرية متدنية أصلا. ويشير عمرو العزبي الي أن مصر سوف تستقبل اليوم أول طائرة قادمة من هولندا الي فنادق البحر الأحمر وأن هناك شركة طيران ألمانية مازالت تسير رحلاتها منذ بداية الثورة وحتي الآن إيمانا منها بأن الحركة ستعود وبسرعة الي ما كانت عليه. وأخيرا فقد اتفق خبراء السياحة علي ضرورة صدور بيان رسمي من جميع الجهات السيادية يؤكد أن مصر آمنة ولا توجد أي مخاطر في شوارعها أو في مناطق الجذب السياحي المختلفة.