خرج بضعة آلاف من المواطنين بميدان مصطفي محمود بالمهندسين تعبيرا عن وفائهم للرئيس السابق حسني مبارك وتقديرهم له علي كل ما قدمه للوطن, وإن كانوا اعتبروا أن الرموز والمساعدين الذين كانوا حوله وراء الإطاحة به لكنهم الآن يتساقطون الواحد تلو الآخر. ومازال طابور الفاسدين طويلا, وتلاحقهم النيابة العامة ليكون مصيرهم السجن عقابا علي ما ارتكبوه في حق البلاد والشعب المصري. وكان نحو خمسة آلاف شخص قد تجمعوا عقب صلاة الجمعة بميدان مصطفي محمود لتكريم الرئيس مبارك في لمسة وفاء أطلقتها مجموعة من الشباب علي الموقع الاجتماعي فيس بوك وأنشأوا جروب أطلقوا عليهم اسم تكريم الرئيس وحددوا أمس موعدا للاحتفاء بالرئيس, وأقام المتظاهرون مسرحا ووضعوا مكبرات الصوت وبدأوا الاحتفال بقراءة الفاتحة علي أرواح شهداء الثورة من شباب52 يناير ومن الشرطة, ثم ظلوا يرددون الهتافات الداعية إلي تكريم مبارك وعدم إهانته, وطالبوا بالتغيير والإصلاح, وأكد المتظاهرون الذين حملوا أعلام مصر أنهم لا ينتمون لأي حزب سياسي, بل إنهم حضروا من تلقاء أنفسهم تقديرا للرئيس وما قدمه من تضحيات للوطن طوال03 عاما, لكنهم شددوا علي أن نجله ورجال الأعمال من الوزراء هم الذين أضاعوا الرئيس, مؤكدين أنه في النهاية هو المسئول عما حدث لأنه هو الراعي.. والراعي لابد أن يعلم جميع أمور الرعية, لكنهم شددوا علي أنه رمز ولا يجب إهانته, وقاموا بإذاعة الأغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت, وقام رجال القوات المسلحة من الضباط والجنود بعمل كردون حول المتظاهرين لتسيير حركة المرور ومنع حدوث أي احتكاكات بين المتظاهرين حتي لا يندس بينهم أحد وتحدث اشتباكات. في الوقت الذي قامت فيه أجهزة الأمن بالجيزة بإشراف اللواءين فاروق لاشين مساعد الوزير لأمن الجيزة, وكمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بتسيير حركة المرور حتي لا تحدث اختناقات تعوق المواطنين. ومن جهة أخري شهدت كباري الجيزة, خاصة كوبري الجامعة, وقصر النيل, و6 أكتوبر, وعباس, توافد آلاف المواطنين في مجموعات كبيرة ترفع صور شهداء الثورة متجهين إلي ميدان التحرير للاحتفال بنجاح الثورة, وقدم هؤلاء الأشخاص في مجموعات من مناطق إمبابة والهرم والعمرانية والعجوزة والمنيب سيرا علي الأقدام وهم يرددون شعارات النصر, وعلي الرغم من كثرتهم فإنهم اتسموا بالنظام ولم يغلقوا الطرق في أثناء سيرهم, وهذه هي أخلاق أبناء الثورة, حتي إن البعض منهم لم يستطع إدراك صلاة الجمعة بميدان التحرير فقاموا بالصلاة علي الكباري, أما أكثر المناطق ازدحاما فكانت منطقة جنوبالجيزة حيث حضر الآلاف من أبناء محافظات الصعيد للاحتفال مع شباب الثورة بميدان التحرير وظلوا يتوافدون بأعداد غفيرة وهم يحملون أعلام مصر ومرددين هتافات النصر والأغاني الوطنية, كما حضرت مجموعات كبيرة من مدينة6 أكتوبر إلي ميدان التحرير بأتوبيسات وسيارات واستخدموا آلات التنبيه للتعبير عن فرحتهم حتي وصلوا إلي ميدان التحرير.