لن أبدأ بالاشادة الي طهارتكم وهبتكم المصرية الخالصة... ولن أبدأ بالترحم علي الشهداء ودمائهم الزكية.. فكل ذلك أمور مفروغ منها... وكلها جزء من فاتورة وتكلفة الخروج بمصريتكم من دائرة الشعارات الي عالم الفعل والحركة. واذا كنت أختار أن أخاطبكم فلأنني عمريا وصحيا قد تخطيت مرحلة المشاركة الميدانية, ولو أنكم أثرتم في نفسي ذكريات كفاح شباب مصر في الثلاثينيات والاربعينيات ضد الاحتلال البريطاني, وسقط منا عشرات من طلبة الجامعات وتلاميذ المدارس الثانوية مما جعلنا نحتفل كل عام بيوم(31 نوفمبر) ذكري الشهداء والآن.. نحتفل كل(52 يناير) بذكري شهداء جديد.. ليتني كنت جزءا منه..!! واذا تساءلتم عن المخاطبة من خلال الحفيد وائل غنيم.. أقول لكم عن حق أنه كان الشرارة المميزة التي فجرت البركان... وذلك من خلال تطويع التقدم التكنولوجي في عالم الاتصالات, ولأنه أثبت أنه مصري طاهر لم يطله دنس السياسة ومؤامراتها... لا هو.. ولا من استمعوا الي رسالته ذات العطر المصري الجميل..! ولماذا أخاطبكم..؟ أخاطبكم لأعرض عليكم بعض الآراء التي تعن لي من خلال تجربة طويلة تصل الي نحو تسعة عقود من الزمان.. قد تفيد.. وقد لا تفيد ولكنها لا تضر..!! ومن هنا فأنني أعرض عليكم وصايا سبع.. وعليكم أنتم وحدكم أن تقرروا الاستجابة.. أو.. عدم الاستجابة. أولا ابقوا علي هبتكم ملكا لكم.. ولا تسمحوا لأي أفراد أو مجموعة أن تتولي قيادتكم.. فلكل منهم أغراض في نفس يعقوب.. لقد بدأتم كشباب مصر.. فابقوا كذلك.. وليكن شعاركم الوحيد مصر.. أولا وثانيا وثالثا.. وحتي آخر العد..! ثانيا لقد تحركتم.. وتحركت معكم الأمة.. ويأتي الآن دور التنظيم والانطلاقة.. بكم.. ومن داخلكم.. دون مداخلات.. ولا تداخلات..!! ولتكن الخطوة الأولي الاتفاق فيما بينكم.. وأكرر فيما بينكم.. علي اختيار52 منكم بنات وبنين كمجموعة تأسيسيةيناط بها التحدث باسمكم.. كمايناط بها تحديد مسارتكم.. سياسة, اقتصاد, ثقافة, حياة.. استعينوا بخبراء أن أردتم.. ولكن تأكدوا أن الناتج منكم ولكم. ثالثا أعلنوا أنكم تنشئون حزبا مصريا خالصا اقترح له مسمي حزب مصر الجذورEgypt'sRootsParty وعلي الدولة أن توافق علي انشائه فورا.. تضعون له لائحة مصرية خالصة.. وهو أمر ليس به صعوبة كما قديصور لكم بعض الانتهازيين أو أصحاب المصالح ولابد هنا من تشكيل مجموعة منكم للبت في طلبات الانضمام للحزب.. حرصا علي بقاء نقاوته ومصريته..!! رابعا في ادارتكم للمرحلة المقبلة لابد لكم من الأخذ بعدد من المباديء التي تدخل في تحديد معالم اللعبة السياسية.. أذكر منها ليس علي سبيل الحصر .. (1) في كل الأمور لايوجد ما هو مطلق وبالتالي فالأمور السياسية تقاس بما هو نسبي لمصر..(2) يجب أن يتصف العمل السياسي بالمرونة والكر والفر.. وبالتالي لا تسمحوا بالاعلاء.. لا لكم.. ولا عليكم, واضعين نصب أعينكم الآية الكريمة ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..(3) يجب أن يتصف العمل السياسي الناجح بالنمو وفق متداليات هندسية تتواءم فيما نستهدفه لمصرنا في عالم اليوم.. وفي عالم الغد.. ما نستهدفه لكل مصري ومصرية.. اليوم وغدا!! خامسا لا تسمعوا لعبارات التحريضية المسمومة.. فهي كالحبة الرفطاء: مظهرها أملس وبطنها السم..!! إن هبتكم باقية ومثمرة إن أرادوا.. وإن لم يريدوا!! إن الهدوء والابتعاد عن مظاهر الفوضي هو طريقكم للنجاح.. وقد اصبح الباب مفتوحا علي مصراعية..!! عودوا الي الحياة العامة.. ولكن استمروا في ممارسة مصريتكم.. وذلك حتي تعود مصر بكم ومن خلالكم الي حياة تتطور وفق المنظومة التي أصبحت أملا علي وشك التحقق..!! إن البقاء في ميدان التحرير وغيره لايجب أن يصبح هدفا أو أسلوبا.. كان رحلة.. ولابد أن تعقبه مراحل لكل منها مواصفات وأزمات!! لقد اعتمدتم علي التكنولوجيا الحديثة في الاتصالات.. فاستمروا علي نهجكم..!! سادسا لا تنسوا أبدا أن هناك من يتربصون بمصر في الداخل والخارج..!! لا تتيحوا لهم فرصا وانما أوضحوا لهم من خلال أعمالكم ومسيرتكم أن مصر القوية والرائدة ستظل دائما قوية ورائدة.. وأن مصر تقود بأبنائها.. وأنها لا تنقاد..! سابعا لابد أن تكون لديكم اقتناع تام بأن مصر لديها طاقات لا تنفد.. وأن لديها امكانات لا حصر لها.. وأن الأمر بداية ونهاية يتوقف علي كيفية استخدام هذه الطاقات والامكانات.. لنصل الي مجتمع النحل المصري.. حيث الكل يعمل.. والكل يحيا.. والكل ينعم..!! وتمسكوا في جميع الأحوال بمباديء مصر, وتقاليد مصر.. عودوا بمصر الي مصر!! الله معكم يا جيلنا الجديد.. إن مصر منكم وبكم..... وتحيا مصر..