أصبح يوم11 فبراير.. يوما للخلاص, ورمز الفجر الجديد لثورة الشباب, فأعاد الروح لمصر وشعبها الذي طالما طاله الكثير من المهانة والإذلال, وتهدد في أمانه وأمنه عقودا لم يتعرض لها في تاريخه, عندما قفز علي سلطاته الحثالة واللصوص والطبالون والراقصون علي كل لون, وأصبح المثال في العري والسرقة والفساد والوساطة, حتي إن المواطن كان يحس بأن مصر ليست بلده حيث لا سلطان إلا للصوص, وانسحب ذلك في مختلف المواقع حتي لدي كثير من أجهزة الرقابة التي نامت وأفسدت, فأصبح الشعب لايملك مقدراته, وأصبحت الهجرة حلم شريحة كبيرة من الشعب باحثين عن موطن آخر, حتي لو كان بطن البحر غرقا, او حتي الانتحار بعد أن ضاقت الدنيا بنا جميعا, وهربا من واقع مظلم وظالم. روح الفجر الجديد جاءت بقدر الله عز وجل عندما فاض الظلم علي قلوبنا ونفوسنا, وبزغ جيل جديد بروح جديدة, نراها عمليا في ميادين الثورة بطول مصر وعرضها, شباب تنبعث منه روح النصر والعزيمة, والابتسام للمستقبل الذي حجب عنهم كثيرا, وزالت الكآبة التي أصبحت مميزة لوجه الانسان المصري. شباب أعطانا المثل الأعلي في زمن لم نستوعبه, فهذا فكر متدفق وإيمان بأن المستقبل مشرق لامحالة.. لامكان لليأس ولكن للعمل المنظم الذي تقوده التكنولوجيا والبحث العلمي للحاق بالمستقبل علمنا الشباب أن التضحية بالدماء والروح هي الوسيلة الأولي لإسقاط الطغاة.. وأن الصدور العارية, تستطيع مع العزيمة أن تهزم اعتي الأسلحة بدمها وارادتها... فتعلمنا أن الأماني مازالت ممكنة. الثورة كشفت أيضا أن جيش مصر مازال الأمان الحقيقي لكل الشعب, فهو الذي انحاز اليه ودعمه وانتهي الي أخذ الأمور, لأنه الثقة تاريخا ونصرا.. قيادات الجيش أثبتت أننا دخلنا عصر نهضة حقيقية انتظرناها كثيرا لنخرج من الأزمة التي تحاصرنا ولنقفز الي مستوي الدول التي سبقتنا. تحية لكل مواطن في هذا البلد الطيب, دفع ودعم هذه الثورة بكل طاقته, وروحه وشبابه, من أجل حرية واستقلال مصر وقرارها ومستقبلها, ولنبدأ فجرا جديدا لم يحدث في تاريخ مصر والعرب.