حوار عبدالقادر إبراهيم : محمد ناجي جدو إنسان بسيط للغاية, متواضع لحد النهاية, تنساب الكلمات من قلبه قبل لسانه مثل طريقة لعبه. ولأن جدو هو هداف إفريقيا ودخل التاريخ من أوسع الأبواب بإحرازه خمسة أهداف متتالية في أقل زمن ممكن للاعب كرة قدم, فكان لابد أن نجري معه حوارا مفتوحا من القلب. في البداية سألته: بدايتك بحوش عيسي ثم دمنهور فالاتحاد يعرفها الجميع,ألم تفكر في نهايتك مع الكرة؟! طبعا فكرت في توقيت الاعتزال خاصة عندما توالت الإصابات, لكن إيماني بالله ووقوف زملائي بجانبي مع الجهاز الفني ودعاء أسرتي كانوا السبب في الاستمرار, أما النهاية مع الكرة فواردة في أي وقت لأن دوام الحال من المحال, وأتمني أن تكون نهايتي سعيدة مع الكرة. حصلت علي هداف إفريقيا.. فهل وصلت إلي سقف الطموح؟ أحمد الله علي حصولي علي لقب هداف الأمم الإفريقية, ولقب أحسن بديل بالبطولة, وأعترف بأن اللقب الإفريقي كان بالنسبة لي معجزة تحققت من السماء, ومن ثم لابد أن أثبت أنني علي قدر هذه المسئولية خلال السعي للحصول علي لقب هداف الدوري هذا الموسم. هل حقيقة ستستمر مع الاتحاد السكندري؟ الله هو مقسم الأرزاق فإن كان رزقي هنا في بلدي فسوف أبقي بالاتحاد, وإن كان في بلد آخر سأذهب بموافقة مجلس إدارة النادي والجهاز الفني, ولكن في كل الأحوال أنا باق بالاتحاد حتي نهاية الموسم. وإن كان رزقك في بلدك ولكن في ناد آخر غير الاتحاد.. هل ستوافق؟ الأمر هنا مفوض للمسئولين عن عقدي لأني سألتزم به حتي نهايته, بعدها سأنظر في أي عقود أخري حتي وإن كانت محلية. سبق أن أعلنت أنك تتمني اللعب للأهلي؟ ومن في مصر لا يحب ولا يتمني اللعب للأهلي. هل يعني ذلك أنك لم توقع للأهلي أو للزمالك وأنت في أنجولا؟ كيف أوقع معهما وأنا أصلا موقع مع الاتحاد لموسمين.. هل تريد إيقافي. لكن يمكنك أن توقع علي استمارات انضمام لسنوات مقبلة؟ لم يحدث ولكي يرتاح الجميع أقول إنني شخصيا أحلم وأتمني وأفضل الاحتراف الخارجي وعلي الترتيب إما في إسبانيا, انجلترا, البرتغال, هولندا. لم تذكر فرنسا, تركيا قبرص, ألمانيا.. لماذا؟ لأن العيش بإسبانيا أو انجلترا أو البرتغال سيكون أسهل, ففي الحياة بصفة عامة هناك أفضل كما أن لي أصدقاء بهذه الدول ممكن أن يساعدوني. ألا تخشي الفشل من الاحتراف الأوروبي وأنت طبيعتك ريفية طيبة؟ بالعكس كم من زملائي بالريف ناجحون في أوروبا وأمريكا ولديهم أعمال خاصة ناجحة جدا, وحياتهم المالية والأسرية مستقرة جدا؟ تجارب عمرو زكي وميدو.. ألم تخفك؟ علي الإطلاق لأن كل واحد له شخصيته وطموحه, وهناك اختلافات في السلوك الفردي والعام, وإن قسم الله لي الاحتراف بإذن الله سأكون عند حسن ظن الجميع. لماذا قلت لشادي محمد زميلك إنك تشعر بأنك في حلم وطلبت منه أن يقرصك؟ ( ضحك) فعلا أشعر بأنني في حلم, ولا أصدق ما يحدث لي.. ففي يوم واحد مثلا تكريم من محافظ الإسكندرية, ثم الظهور في أكثر من برنامج تليفزيوني علي الهواء إلي جانب حب كبير من الجميع لي في الشارع, والمطعم, وفي كل مكان أذهب إليه. هذه بداية حياة النجومية.. فكيف ستحياها؟ بالبساطة نفسها وبالتواضع نفسه لأني أعلم أن الغرور بداية السقوط. هل ستعمل بالنصائح التي قالها لك لبيب محافظ الإسكندرية؟ بكل تأكيد سأعمل بها لأنه طلب مني ضرورة الاستمرار في التدريب بقوة بالحفاظ علي صحتي والنوم مبكرا وعدم الوصول لمرحلة الغرور وكلها أشياء مهمة وسوف أطبقها. لذلك قلت إنك تبحث الآن عن شريكة حياتك؟ ( ضحك قائلا) ياريت.. بصراحة أبحث عن بنت الحلال وأتمني أن أدخل عشر الزوجية بسرعة لكي أستقر عائليا لكن بعد أن أطمئن علي أخواتي ومع حج والداي. محافظ البحيرة أهداك شقة, ومحافظ الإسكندرية أهداك مبلغا ماليا, وهناك سيارات هدايا.. كيف ستتصرف بها؟ أولا حمدت ربي سبحانه علي نعمه, وأوجه الشكر لكل من قدم لي هدية, وأوعده بالحفاظ عليها.. أما بالنسبة للسيارات فهي واحدة حتي الآن ولم أتسلمها وهي مهداة من صاحب معرض سيارات قال إنه سوف يهديها لمن يحرز هدف فوز مصر بالبطولة, والحمد لله كانت من نصيبي. وما أكبر هدية تعتز بها؟ بصراحة أكبر هدية من الله كانت لحظة وقوفي أمام الرئيس مبارك ولم أصدق أنني أمامه وأسلم عليه ولم أصدق أنه يمنحني وساما لأن كل ذلك بالنسبة لي كان بمثابة حلم سألت الله أن يتحقق.. والحمد له حققه لي. هل قلت شيئا للرئيس مبارك؟ شكرته علي الوسام والمكافأة وأعجبت جدا ببساطة سيادته وبتعليقاته خفيفة الظل لزملائي وللجهاز الفني وحسن معاملته للجميع كأب كبير. ماذا تقول لحسن شحاتة؟ أقول له شكرا فأنت صاحب نجوميتي الآن, وأنت والدي منحتني الفرصة للتألق وإثبات نفسي وتأكيد موهبتي وبصراحة أقول هو صاحب الفضل في تطوير أدائي خاصة داخل المنطقة الحرجة أمام المرمي والحمد لله أنه وثق بقدراتي. وكابرال ماذا فعل معك؟ كابرال البرازيلي أعاد اكتشافي وهو الذي فتح خزانة موهبتي عن طريق منحي الثقة في الأداء وعلمني كيفية التحرك السليم والواعي في اللحظات الصعبة وكيفية التحرك بالكرة وبدونها. وماذا ستفعل مع الجماهير؟ والله جميلهم فوق دماغي ولن أنساهم أبدا فهم بالنسبة لي الزاد والزواد ولا أعرف كيف سأعيش بدونهم الآن.. أو حتي بعد الاعتزال. وأسرتك ماذا تقول لهم؟ أتمني أن أرد لأمي ولأبي جزءا مما قدماه لي منذ كنت طفلا ثم شابا حتي الآن وأنا رجل أحتاج إليهما وأسأل الله أن يوفقني لإسعادهم جميعا. كلمة أخيرة.. لمن؟ للإعلام الذي نقلني من المحلية للإفريقية ثم للعالمية وأتمني منه أن يعذرني إن أخفقت وينصفني إن أجدت لأن الإعلام مؤثر جدا في الدنيا كلها.