عواصم عالمية : تباينت ردود افعال المحللين والخبراء السياسيين والاقتصاديين في انحاء العالم حول خطاب الرئيس حسني مبارك الذي ألقاه أمس الأول- الخميس- واعلن فيه تفويض سلطاته الي نائبه عمر سليمان. ففي الوقت الذي قال فيه كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش ان خطاب مبارك هو آخر ما نحتاجه للانفصال عن النظام المصري المستمر منذ30 عاما, باعتبار أن التغييرات الشكلية لا تكفي للوفاء بمطالب الشعب المصري بالديمقراطية وحقوق الانسان, أكد سيباستيان سبيو جاربراه المدير التنفيذي لمؤسسة دامينا أدفايزورز من جانبه ان مبارك فقد تأييد غالبية الشعب المصري والولايات المتحدة والجيش, وأن رحيله في نهاية المطاف عن الرئاسة حتمي رغم الجدل المحيط ببروتوكول خروجه من السلطة. وألمحت مؤسسة ستراتفور جلوبال انتيليجنس فوركاستنج إلي أن مبارك ربما لا يزال يحاول التشبث بالسلطة لكن هذا لا يعني انه ليس لدي الجيش خطة, وأضافت أنه من المرجح أن يكون الجيش قد توقع رفض المعارضة التام لتنازلات مبارك المحدودة, ومن ثم فإن الساعات المقبلة ستبين ما اذا كان هذا هو رد الفعل الذي ينتظره الجيش لاضفاء الشرعية علي تدخله أم لا, لأنه اذا لم يتدخل الجيش فإن السيناريو التالي المرجح هو خروج المظاهرات عن نطاق السيطرة. وفي هذا الصدد, قال إليوت ابرامز الزميل البارز لدراسات الشرق الاوسط في مجلس العلاقات الخارجية: أخشي ما أخشاه انه اذا لم تنته المظاهرات أن يبدأ الجيش بالانقسام بسبب هذا. وتساءل برايان كاتوليس خبير في شئون الشرق الاوسط في المركز من أجل التقدم الامريكي في واشنطن والمستشار غير الرسمي للبيت الابيض: ماذا سيحدث في الشوارع وكيف سيتعامل الجيش معه؟ وجاءت إجابته سريعا: يبدو لي أن الجيش يرسل إشارات مختلفة.. ففي وقت سابق ذكرت تقارير ان قادة عسكريين بارزين قالوا للمتظاهرين ان جميع مطالبكم ستلبي, هذا بوضوح لم يكن الواقع اذا استمعت لكلمتي مبارك وسليمان.. هذا يوحي لي ببعض احتمالات بوجود انقسامات داخلية. وفي السياق ذاته, أكد روبرت سبرنجبورج أستاذ شئون الامن الوطني في كلية الدراسات العليا بالبحرية الامريكية ان هذا الخطاب يعتبر خطوة استفزازية بشكل كبير, حيث هناك رجال يائسون علي استعداد للمقامرة بمصير الامة من اجل مصالحهم الشخصية.. انها لحظة سيئة جدا في تاريخ مصر. ومن الناحية الاقتصادية, أعرب جون سفاكياناكيس خبير اقتصادي في البنك السعودي- الفرنسي عن اعتقاده أن المستثمرين الدوليين سيستعدون لما هو أسوأ لانهم سيبدأون الآن في توقع تدهور حاد في الوضع السياسي بما يعني أن العملة ستنهار وسوق الاسهم ستنهار وانهم سيخرجون من مصر باعداد كبيرة. وفي غضون ذلك, قال ريتشارد ألشيشين محلل الأسواق مؤسسة ليند- والدوك بشيكاجو كان الامر به قدر من المفاجأة بالنسبة لنا في الاسواق.. وأسواق النفط سيكون لها رد فعل.. المناقشات المطولة مستمرة الآن, ومن ثم فإن أي عدم استقرار في الشرق الاوسط يعني ارتفاعا في أسعار البترول. وفي النهاية يري بيتر بيوتل رئيس كاميرون هانوفر في نيو كانان بولاية كونيتيكت الأمريكية ان خطاب مبارك لم يفعل شيئا لتهدئة معارضيه, بل توقع أن تتواصل الاحتجاجات وأن تنتقل إلي أجزاء أخري من الشرق الأوسط الغني بالبترول.