أحمد عبدالمقصود : رغم محاولات اجهاضها وتشويهها في وسائل إعلام أصبح فيها الكذب حصريا, جاء ثلاثاء الصمود ليفوق أمالهم في تراجع الثورة.. أمواج هادرة من المصريين يبحثون عن الحرية تدفقوا الي ميدان التحرير.. كسروا حاجز المليون وأعلنوا في كبرياء وعناد إننا صامدون. ميدان التحرير أصبح الآن مثل علبة السردين.. الجميع هنا يسير وفقا لنظرية الدفع الذاتي.. ميكرفون الاذاعة المحلية يعلن والساعة قد قاربت الثامنة مساء عن بدء التوجه الي شارع مجلس الشعب, ويطلب المتحدث من المتظاهرين التوجه مباشرة الي هناك للتظاهر السلمي, اندفعت الي هناك وبجواري الفنان خالد أبوالنجا, غير مصدقين, لنصل أمام مجلس الشعب أكثر من20 ألف متظاهر يهتفون بسقوط المجلس وحله فهم يعتبرونه رمزا للفساد ويهتفون بسقوط وزارة أحمد شفيق وغلق أبوابها الي أجل غير مسمي. داخل أسوار مجلس الشعب ومجلس الوزراء لم يكن هناك غير موظفين مدنيين أغلقوا الأبواب خشية احتلال المتظاهرين لأروقة المجلسين.. ولكن المتظاهرين اكتفوا باحتلال الشارع وبدأوا في نصب الخيام أمام الأبواب الرئيسية. وماهي إلا دقائق معدودة.. حتي امتلأ شارع مجلس الشعب عن آخره.. وتدفقت البطاطين والخيام ليصبح شارع مجلس الشعب جزءا لا يتجزأ من ميدان التحرير. .. ضمت مظاهرات شارع مجلس الشعب اتجاهات سياسية مختلفة ومتناقضة ولكن59% منهم لا ينتمون الي هذه الاتجاهات أو الأجندات كما يروق للبعض استعمال هذا المصطلح التآمري هذا ما أكده المهندس شادي الحمودي أحد الشباب الذي لا ينتمي لأي تيار ويعترف انه من الشباب الثوري الذي طالب بهذا التغيير وسعي اليه, مشيرا الي ان كل هؤلاء الشبان يتحاورون ويختلفون, ولكنهم في النهاية يتفقون علي حب الوطن ولن يرضوا عن رحيل النظام بديلا, والتضحية من أجله مهما كان الثمن. وقال: إن تواجدنا داخل شارع مجلس الشعب ماهو إلا تصعيد جديد وردع لمفاوضات ولجان ترتيبها لإطالة أمد التغيير. أم سيدة أراحت قدماها علي الرصيف المقابل لمجلس الشعب, فقدت ابنتها منذ ستة شهور بعد صراع طويل مع مرض الفشل الكلوي.. طرقت جميع الأبواب الحكومية لتعالجها علي نفقة الدولة.. فهي لا تملك قوت يومها حتي تدفع مصاريف علاج أبنتها. كانت سيدة تحتاج الي غسيل كلوي ثلاث مرات اسبوعيا, بحثت الأم عن العلاج علي نفقة الدولة.. تاهت ولم تجد من ينجدها غير يد عضو مجلس محلي, طلب منها5 آلاف جنيه مقابل علاج ابنتها علي نفقة الدولة, تسولت في الشارع.. وساعدها ولاد الحلال.. واستطاعت تجميع المبلغ المطلوب.. وذهبت الي منزلها لتنزف البشري الي ابنتها فوجدتها قد فارقت الحياة. أصرت أم سيدة علي ان تنضم الي الثائرين في ميدان التحرير.. وأشارت الي عدد من النسوة يجلسن الي جوارها وقالت: كلنا هنفضل هنا.. لحد ماناخد بتار ولادنا اللي ماتوا من الجوع والمرض.. لحد مايمشي الفساد من البلد.