مازالت هناك حيرة في ميدان الجبلاية الكائن به اتحاد الكرة فيما يتعلق بتوفير مرحلة من الإعداد للمنتخب الوطني قبل لقاء نظيره الجنوب إفريقي في المباراة المقررة يوم25 مارس المقبل بالعاصمة جوهانسبرج ضمن الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية التي تنظمها غينيا الاستوائية والجابون بداية العام المقبل. وتشهد الساحة حاليا تضاربا في التصريحات بين مسئولي الاتحاد وأعضاء الجهاز الفني بعد إلغاء مباراة أمريكا الودية التي كان مقررا إقامتها اليوم بالقاهرة بسبب الأحداث الجارية في مصر حاليا ورفض الجهاز الفني للمنتخب نقل المباراة خارج مصر, كما كان مقترحا إقامتها في لندن, وبعدها ظهرت تصريحات من المدير التنفيذي لاتحاد الكرة بأن هناك تفكيرا في أن يكون هناك معسكر بديل في وقت لاحق للفريق قبل المباراة, ولكن رغبة مجلس إدارة اتحاد الكرة في عودة إقامة مباريات الدوري العام, وما أعلن عن نية لعبها بدون جمهور, جعل الأمور كأنها لم تكن, حيث نفي أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الوطني وجود أي اتفاق علي برنامج معين للمرحلة المقبلة, وقال أحمد سليمان مدرب حراس المرمي إن ما يدور بين الجهاز الفني حاليا هو مجرد اتصالات تليفونية فقط في ظل الحالة الراهنة وعدم وجود أي اجتماع يضم أعضاء الجهاز الفني في الفترة الماضية, وبالتالي الأمور غير واضحة ولا يوجد اتفاق نهائي علي شيء. في حين اختفي حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني عن التصريحات خاصة بعد الهجوم الذي تعرض له أخيرا لوجوده في التظاهرات المؤيدة للرئيس مبارك وفضل انتظار موقف اتحاد الكرة فيما يتعلق بانتظام الدوري أولا, في قرار حمل مضمونه مخاوف من الزج بالمنتخب الوطني ليفتح هو باكورة نشاط كرة القدم في توقيت تبدو فيه الصورة ضبابية ومشتعلة داخل البلاد, باعتبار أن أعضاء المنتخب هم جزء لا يتجزأ من الشعب المصري والحالة النفسية للجميع قد لا تسهم في شيء في الوقت الحالي إلي جانب أن إقامة أي معسكر تدريبي فقط دون لعب مباريات ودية سيكون شيئا غير مفيد. يذكر أن منتخب مصر يمثل المركز الأخير في المجموعة السابعة من التصفيات برصيد نقطة واحدة بعد لعبه مباراتين تعادل في إحداهما مع سيراليون وخسر في الثانية من النيجر, بينما تحتل جنوب إفريقيا صدارة المجموعة برصيد4 نقاط, تليها النيجر برصيد3 نقاط, وفي المركز الثالث سيراليون بنقطتين. وفي ظل هذه الحيرة التي تحيط بموقف المنتخب الوطني, حاول البعض اتخاذ الموقف كذريعة من الآن للحديث عن مخاوف من الخسارة أمام جنوب إفريقيا ووجود مبررات مسبقة وغير حقيقية تحسبا لأي شيء, ولكن كل ذلك يخرج بشكل مكتوم كالعادة. وأمام المشهد الحالي لا يملك أعضاء المنتخب الوطني سوي الانتظار حتي تتضح الرؤية, والأمل الوحيد الآن يتعلق فقط بعودة مباريات الدوري المصري للانتظام, وأن كل ما يثار حاليا من تصريحات هي أمور غير منطقية, ولاسيما الخاصة بإطلاق مسئولين باتحاد الكرة كلاما عن إمكانية إقامة معسكر خارجي للفريق قبل مباراة جنوب إفريقيا بعشرة أيام أو أكثر, وهذا بالتأكيد أمر صعب وقد يكون مستحيلا, حيث يسبق المباراة باسبوع إقامة مباريات ذهاب دور ال32 لبطولتي الأندية الإفريقية, ومن المفترض أن يخوضها ويشارك فيها أربعة أندية مصرية يشكل لاعبوها الكيان الأساسي للمنتخب الوطني, كما أن إحدي هذه المباريات ستقام بالخارج, ويلعب فيها الزمالك ستقام بالخارج ويلعب فيها الزمالك بدوري الأبطال علي الأرجح مع الإفريقي التونسي الذي تعادل أخيرا في مباراة ذهاب الدور التمهيدي2/2 مع الجيش الرواندي علي ملعب الأخير وأصبحت فرصته هي الأقرب للتأهل لمواجهة الزمالك الذي فاز هو الآخر4/ صفر علي ستارز الكيني. ووفقا لظروف مباريات الأندية يمكن القول, أن الأمر الوحيد الواضح حتي الآن هو أن تقوم الأندية المصرية الأهلي الذي يلعب بدوري الأبطال والإسماعيلي وحرس الحدود في كأس الكونفيدرالية بتحديد يوم18 مارس لاقامة مبارياتها بذهاب دور ال2 ببطولتي إفريقيا لأن الأندية الثلاثة ستلعب في مصر علي أن ينضم لاعبيها في اليوم التالي للمنتخب الوطني ليسافر في اليوم ذاته إلي جوهانسبرج ويمتلك5 أيام هناك يستعد خلالها للمباراة في أجواء هادئة تساعده كذلك علي التأقلم مع ظروف الأجواء هناك وينضم إليه في نفس توقيت وصوله لاعبي الزمالك علي هناك مباشرة, تلك هي الصورة الحقيقية المتوقع حدوثها.. حتي لا نتوه وسط حيرة تصريحات ميدان الجبلاية!!