رغم أنه أمر معتاد في البرلمان التركي.. إلا أن ما حدث بجلسته الأخيرة كان مثيرا وفريدا, فبعد أن دقت الساعة تشير إلي منتصف الليل. حيث هرع النواب تاركين مقاعدهم متجهين نحو اليسار. وفي المقابل هب نظرائهم من أقصي اليسار ليلتقوا جميعا في وسط القاعة, وهنا اندلعت المعركة, ولم يشفع صراخ رئيسة الجلسة في تهدئة الساخطين الغاضبين, بيد أنهم استمروا يتبادلون اللكمات والركلات, ويسقط نائب.. وعلي الفور تم استدعاء سيارات الإسعاف وأما رئيس الوزراء فقد التقطته أيادي حراسه من مكانه تحوطا لتطورات قد لا تحمد عقباها. أما سبب الثورة فتمحور حول تلك المعلومات التي سربها حزب العدالة الحاكم, ووجدت طريقها للصحف كبيرة وصغيرة علي السواء, وفيها أعيد تذكرة الرأي العام بأن زوجة رئيس الحكومة السيدة أمينة هانم تم منعها من دخول المستشفي العسكري الشهير والمعروف باسم جاطا لزيارة فنان مشهور كان يرقد مريضا بها, لأنها ترتدي الحجاب.. ورغم أن نواب الحركة القومية اليميني لا يمانعون الذروبان غطاء الرأس بل يؤيدونه, إلا أن الذي أثار حفيظتهم توقيت إعلان الواقعة التي مر عليها ثلاث سنوات, هنا صرخ واحد منهم قائلا: إن الباسبكان طيب رجب أردوغان وبعد أن قويت شوكته يريد أن يبرز عضلاته من جديد أمام الجيش والهدف بث الفتنة بين طوائف الشعب ومؤسسته العسكرية.