متابعة : محمد عبداللطيف: بعد أن عادت الحركة الطبيعية إلي شوارع القاهرة, وانتظمت حركة المرور بعيدا عن ميدان التحرير, قام عدد كبير من المتظاهرين الموجودين بالميدان بنصب الخيام لحمايتهم من الأمطار. وفي الوقت الذي قل فيه عدد الحاضرين للميدان صباح أمس قاموا بتنظيم أنفسهم لتنظيف الميدان ورعاية الأطفال, حيث أطلقوا أسماء علي الأيام, وعلي سبيل المثال اليوم الثلاثاء أطلقوا عليه يوم التشجير والنظافة, والأربعاء يوم الطفل, والجمعة القادمة يوم الأحرار. ومن داخل الميدان قال محمود32 سنة إنه لم ينتم لأي حزب, ولكن شقيقيه خالد وعلاء كانا من ضمن المتظاهرين فذهب معهم, وبات ليلة قاسية وسط البرد القارس, حيث شعر بأن الجميع بالميدان أخوة.. ولكن كان هناك تفاوت في التفكير بين الشباب والآخرين الذين حضروا من مختلف البلاد للمشاركة, بعد قيام البلطجية التابعين لعدد من نواب مجلس الشعب بإطلاق النيران علي المتظاهرين من الشباب والشيوخ لأن ذلك كان له تأثير سلبي علي الحرية والديمقراطية في مصر, وتساءل كيف يتم إطلاق النيران علي الشباب الأعزل في الميدان, أنهم كانوا يلقون عليهم الطوب والحجارة فقط.. ولم يطقلوا الرصاص, وطالب بسرعة محاسبة كل من أسهم في ترويع الشباب وذويهم وساعد في مقتل العديد منهم الذي بلغ عددهم40 شخصا تقريبا. كما طالب محمد عبدالرحمن28 سنة بسرعة القصاص, وتقديم ضابط الشرطة الذي أطلق النيران علي الصحفي أحمد محمود بداخل دار النشر, أثناء وجوده بمكتبه أمام وزارة الداخلية, وقال إنه لم يشترك في التظاهر منذ بدايتها, ولكن بعد هذا الشاب الذي ترك طفلة عمرها10 سنوات, قرر النزول إلي الميدان, وأوضح أنه لن يغادر الميدان هو ومجموعة من أصدقائه إلا بعد تحديد الجاني, مؤكدا أنه من ضمن حراسة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي, أو من حراسة وتأمين وزارة الداخلية وهو برتبة نقيب شرطة. وقال إنه يطالب اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الجديد بتقديم هذا الضابط للمحاكمة وأنه يعلم بنزاهة اللواء محمود وجدي منذ أن كان مديرا لمباحث العاصمة. وأشار علاء37 سنة إلي أنه لم ينضم إلي جماعة الإخوان, ولكنه سلفي ومشارك من البداية مع الشباب, مؤكدا أنه لم يتوقع أن هذا العمل سيتم بهذه البساطة, ولكن المظاهرة في القاهرة وسط الميدان, والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد, والغلاء, وعدم توفير فرص العمل, والمسكن الملائم, وضعف الرواتب, وارتفاع الأسعار, هو الذي ساعد علي مشاركة الجميع, حيث توجد بعض الأسر بالكامل. وقال مصطفي رضوان محاسب37 سنة إنه في طريقه إلي الذهاب لمنزله, وشارك منذ اليوم الأول, وكان يتردد هو وعدد من أصدقائه, ولكنهم بعد يوم أمس اقتنع بما قدمته الحكومة في التحقيق مع الوزراء الذين تضخمت ثرواتهم بشكل كبير, وإقالة الآخرين من مناصبهم, مؤكدا أنه انقطع عن عمله في الوقت, الذي يقوم بالانفاق علي أسرته, وأسرة شقيقه الذي لقي مصرعه في أحد حوادث الطرق. وفي الجانب الآخر كان عدد كبير من الشباب يقومون بتأمين الدخول والخر وج واغلبهم ينتمون الي جماعة الاخوان المسلمين, وان هناك مجموعة اخري مكلفة بتقديم الخدمات الجماهيرية مثل الاذاعة وفض المنازعات التي حدثت مع بعض الشباب, مؤكدين انهم لن يرحلوا من الميدان الا بعد تنفيذ مطالبهم وهي محاكمة الوزراء وضرورة الرحيل واعادة كل الاموال التي نهبها الوزراء واقاربهم واصدقاءهم الي خزانة الدولة, حيث تساءل د. محمود عن كيفية قيام احمد عز بسحب7 مليارات جنيه من البنوك و عدم سدادها, وطالب بسرعة محاسبة باقي الحيتان من رجال الاعمال. المرور بعيدا عن الميدان ومن ناحية اخري عادت حركة المرور الي شوارع القاهرة بعد تحويل خطوط سير السيارات بعيدا عن ميدان التحرير. اكد اللواء عمر جمجوم مدير الادارة العامة لمرور القاهرة ان توجيهات اللواء اسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة بناء علي تعليمات اللواء محمود وجدي وزير الداخلية تم عمل التحويلات المرورية بعيدا عن مداخل ومخارج الميدان مع وجود الخدمات الامنية والمرورية بالشوارع لتسير الحركة المرورية طوال الفترة من السابعة صباحا حتي الثامنة مساء لضباط المرور وباقي ضباط المباحث والامن العام خلال24 ساعة.