أشادت مصر بالتضامن الإفريقي العربي, مؤكدة أن إفريقيا داعم رئيسي للمواقف والحقوق العربية ومساند لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال. جاء ذلك خلال الكلمة التي وجهها الرئيس مبارك للدورة العادية السادسة عشرة لمؤتمر الاتحاد الإفريقي أمس بأديس أبابا وألقاها نيابة عنه السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية, وموضوعها نحو وحدة وتكامل أكبر من خلال القيم المشتركة. وأكد أن القمة تأتي في توقيت بالغ الدقة خاصة أن عام2011 هو عام حاسم بالنسبة للسودان الشقيق, مع تعدد ومحورية الاستحقاقات التي يجب انجازها خلاله والمتعلقة بشكل العلاقة بين الشمال والجنوب, والتوصل الي تسوية نهائية وشاملة لأزمة دارفور, مما يتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمساعدة الأشقاء شمالا وجنوبا علي عبور هذا المفترق المهم في تاريخ السودان. وأضاف الرئيس, أنه علي الرغم من أن الأشهر الأخيرة قد شهدت احراز تقدم كبير بين الشريكين في السودان, خاصة بعد إجراء استفتاء تقرير المصير للجنوب, إلا أن عددا من القضايا الأخري المهمة لايزال عالقا, بما في ذلك استكمال ترسيم الحدود, ووضعية منطقة أبيي, وتقاسم عوائد النفط, وكلها أمور تحتاج الي تفاهمات لا غني عنها بين الأشقاء من الجانبين للحفاظ علي الاستقرار بدعم افريقي ودولي مكثف. وقال لقد تطور المفهوم الإفريقي للقيم المشتركة قبل تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية ثم مع إنشاء الاتحاد الإفريقي, حيث انطلقت هذه القيم خلال الكفاح ضد الاستعمار من السعي للحرية والاستقلال, لتمتد نحو قيم ومفاهيم أكثر عمقا بعد الاستقلال, مثل تعزيز الوحدة والتضامن, وصولا الي ارساء دعائم الحكم الديمقراطي, والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية, وكلها قيم ومبادئ تعكس وعي القارة بروح العصر وقيمه ومبادئه, كما تعكس تطلعها لتحقيق السلم والاستقرار والتنمية. وأشار الي أن مصر أسهمت في صياغة مشروع إعلان القمة, الذي يدعو الي تعزيز الالتزام بهذه القيم الإفريقية المشتركة ورفع وعي الشعوب الإفريقية بها. وقال الرئيس: يتعين أن نولي الاهتمام الواجب بتعزيز المشاركة الشعبية وبناء القدرات وتطوير المؤسسات, وقال إن تحقيق رؤية الاتحاد الإفريقي لهذه القضايا المهمة, هو أمر لا خلاف عليه, مادام جاء في إطار السعي للمزيد من الاتساق والتفاعل بين آليات وأجهزة الاتحاد الإفريقي. وأكد إنني أجدد باسم مصر الإشادة بالتضامن الإفريقي العربي.. فمازالت إفريقيا داعما رئيسيا للمواقف والحقوق العربية, ومساندا لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال, حتي ينال كامل حقوقه المشروعة, ويتمكن من العيش بسلام واستقرار داخل حدود دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وأشاد بالجهود الإفريقية لاحتواء النزاعات التي تشهدها القارة, في برهان آخر علي تمسكنا بقيمنا المشتركة. وفي هذا السياق, فقد اقترحت مصر علي دورتنا الحالية إنشاء واستضافة مركز للاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات, ويتضمن المقترح تصورا لإنشاء هذا المركز, الذي أثق بأنه سيعزز قدرات قارتنا علي بناء السلام, ومنع الانزلاق مجددا الي دائرة العنف والصراع, كما سيمثل هذا المركز تجسدا لملكية إفريقيا لمبادرات تعزيز وبناء السلام, مع تأكيدي استعداد مصر لتوفير كل فرص النجاح له من خلال ما ستوفره من امكانات علي أرضها, ومن خلال اتصالاتها مع الشركاء الدوليين.