قضت مصر والمصريون ليلة لم تشهدها في السابق, قضت مصر والمصريون ليلة انفلت فيها الأمن, تلاشي جهاز الشرطة, فتحت الابواب للسجناء والبلطجية, فعاثوا فيها فسادا, لم أكن مثل اي مصري آخر اتصور أن مصر يمكن ان تشهد ليلة كليلة الأحد, شعر المصريون الذين عاش أجدادهم في ظل دولة مركزية منذ آلاف السنين اقول شعر المصريون بفقدان الامن بعد أن تلاشي جهاز الشرطة في ساعات قليلة, نظر المصريون حولهم فجاء صوت أبنائهم قادة المؤسسة العسكرية, خاطبهم المتحدث باسم وزارة الدفاع وطالبهم بأن يتولوا حماية منازلهم وممتلكاتهم الي حين تمكن وحدات القوات المسلحة من الانتشار, كان سباقا مع الزمن, البلطجية وعصابات السلب والنهب, والتشكيلات الاجرامية المنظمة تقوم بعمليات سلب ونهب وترويع للمواطنين من ناحية, وابناء المؤسسة العسكرية ينتشرون في أنحاء البلاد ويطالب المتحدث باسم وزارة الدفاع شباب مصر ورجالها بالتصدي للخارجين علي القانون والذين يمارسون اعمال البلطجة, ووضعت القوات المسلحة ارقام خطوط هاتفية ساخنة لتلقي طلبات الاغاثة واقدمت علي تخصيص قناة النيل للاخبار لتلقي الاستغاثات وربطتها مباشرة بغرفة عمليات, وطوال الوقت كانت تشد من أذر شباب مصر كي يقوم باعمال التأمين الذاتي للممتلكات الخاصة والابناء والأسر. افتقاد الشعور بالامن من المصريين امر جديد للغاية, كما ان وجود اسئلة مفتوحة دون نهاية واضحة او إجابات شافية امرا قاسيا, عموما جاء قرار تعيين اللواء عمرسليمان في منصب نائب الرئيس وتعيين الفريق احمد شفيق رئيسا للحكومة ليبث الطمأنينة في نفوس المصريين ويعيد السكينة الي قلوبهم, فكل منهما ينتمي إلي المؤسسة العسكرية, وله سجل حافل في الانجاز والعمل من اجل مصر والمصريين في تقديري أن الهم الأول للمصريين الآن هو استعادة الامن والامان الي مصر ونفوس المصريين. وبعد ذلك الحديث عن التغيير, حدوده, مداه اطاره الزمني, الوتيرة التي سيجري وفقها, وربما نصل الي صيغة تجمع حكمة وخبرة الشيوخ, اندفاع وعنفوان الشباب, فمثل هذا المزيج سيولد في تقديري صيغة نموذجية تأخذ مصر إلي الامام بحق. [email protected]