شهدت جميع محافظات الجمهورية أمس مظاهرات حاشدة فيما سمي بجمعة الغضب شارك فيها عشرات الآلاف من الشباب من الجماعة المحظورة والمعارضة والقوي السياسية. انطلقت من المساجد والميادين والشوارع الرئيسية بعواصم المحافظات وبدأت بصورة سلمية وهتافات تطالب بالإصلاح والتغيير ثم ما لبثت أن تحولت الي صدامات عنيفة مع قوات الأمن التي حاولت تفريق المتظاهرين بالقنابل المسيله للدموع والرصاصات المطاطية مما أوقع عددا من الضحايا ومئات المصابين من المتظاهرين ورجال الشرطة بعضهم إصابته خطيرة, كما شهدت بعض المحافظات أعمال شغب واسعة وتخريبا وإحراقا لبعض المنشآت العامة والخاصة كان أبرزها بالقاهرة التي شهدت إحراق بعض مقار الشرطة ومنها قسم شرطة البساتين وإطلاق سراح جميع المحبوسين داخله وكذلك مقر شرطة النجدة بشرق القاهرة وعدد كبير من سيارات الشرطة, كما شهدت الإسكندرية أعمال تخريب وإتلاف كبيرة للمنشآت والمتاجر والسيارات, كما قام المتظاهرون بأقتحام وإحراق عدد من مقار الحزب الوطني في عدة محافظات واتلاف محتوياته وقد ردد المتظاهرون مطالبهم بالتغيير والإصلاح الشامل اقتصاديا وسياسيا وهم يطوقون الشوارع, مطالبين الأهالي بالأنضمام اليهم. شهدت الساعات الأولي من بعد ظهر أمس احتدام الصدام بين المتظاهرين وقوات الأمن, خاصة بالمناطق الشعبية بمحرم بك والعطارين واللبان والقباري والورديان, وعمت الفوضي معظم الشوارع الرئيسية بوسط المدينة التي لم تشهد سوي العشرات من سيارات الإسعاف التي تسرع في اتجاه المستشفي الجامعي وبعض المستشفيات الخاصة لنقل المصابين والحالات الحرجة من المتظاهرين ورجال الشرطة, وقام عدد من المتظاهرين بإيقاف سيارات التاكسي إجباريا لنقل المصابين من الشوارع الجانبية, وفرضت قوات الأمن طوقا أمنيا بالمناطق الرئيسية بمحرم بك خاصة بشوارع بوالينو والإسكندراني وتوقفت حركة الترام والأتوبيسات ووسائل النقل الخاصة. وقد رفعت المستشفيات حالة الطوارئ القصوي لاستقبال المصابين, ومنعت قوات الأمن الصحفيين ووسائل الإعلام المتنوعة من دخول المستشفيات, وفي ميدان الشهداء وشارع إسماعيل مهنا اللذين شهدا أكبر تجمع للمتظاهرين, تم إطلاق قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع, وقذائف مطاطية لمواجهة أعمال التخريب, وفي المقابل قام المتظاهرون بإلقاء الطوب والحجارة علي رجال الشرطة والسيارات الخاصة بهم, مما أدي إلي إصابة عشرات المتظاهرين وعدد من قوات الأمن المركزي, وأن بعض المصابين في حالات حرجة وخطيرة, الأمر الذي أدي إلي وفاة بعض الأشخاص خلال المصادمات. وعلي الجانب الآخر شهدت الشوارع حالة من الفوضي والارتباك وسير السيارات عكس الاتجاه, بالإضافة إلي آثار القنابل المسيلة للدموع التي أدت إلي انتشار سحابة كثيفة غطت شوارع وسط المدينة, ونتج عنها حدوث حالات اختناق وإغماء للمواطنين داخل الوحدات السكنية, خاصة مرضي الصدر. كما ازداد الموقف اشتعالا في الإسكندرية بعد انتهاء المتظاهرين من أداء صلاة العصر برغم الأطواق الأمنية المضروبة في كل مكان بالمدينة, فقد تجمهر عدد كبير من الشباب بمنطقة وسط المدينة وركبوا سيارات ميكروباص وتوجهوا لمبني المجلس المحلي وقاموا بتجع قطع كبيرة من الأرصفة والبلاط وقاموا بقذف المبني المغلق وتحطيم نوافذه الزجاجية, ثم انطلقوا في صخب مع عدد كبير من الشباب إلي ميدان محطة مصر حيث توجد محطة القطار الرئيسية وقاموا بتجميع أنفسهم والصراخ بصوت عال: سلمية.. سلمية في إشارة إلي رغبتهم في التظاهر بسلام, ثم قاموا بأداء الصلاة, وفي سياق آخر ادعي مجموعة من المتظاهرين قيامهم بإحراق نقطة المرور الموجودة أمام سنترال محطة مصر وإخراج دفاتر المحاضر وحرقها أمام الجمهور, بينما قام آخرون بسرقة محتويات مخازن الإزالة بما تضمه من كراسي وعربات خشبية وهم يصرخون سيبونا منهم لله, هذا وقد أكد مسئولون بمستشفي أحمد ماهر وصول8 جرحي علي إثر الإصابات تم نقل ثلاثة منهم في حالة حرجة إلي المستشفي الجامعي, بينما يتلقي الآخرون الإسعافات الأولية لإصابات في الظهر والقدم. وقام المتظاهرون برشق مباني القنصليات الأجنبية الموجودة بمنطقتي محطة الرمل والمنشية بالحجارة ومن بينها القنصلية الفرنسية والإيطالية ومحاولة احراق النيران فيها. هذا وتتصاعد حدة الاحتجاجات والمظاهرات في شارع شامبليون بمنطقة الأزاريطة حيث يوجد بعض المباني التابعة للأمن, فقد تجمع المئات من المواطنين محتجين بينما قام الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وقنابل الدخان لتفريقهم.