كتب بهاء مباشر: دعا مجلس الشوري إلي اصدار تشريع جديد لحماية الوحدة الوطنية وحماية الجبهة الداخلية والسلام الاجتماعي يستوعب ماحدث في الفترة الماضية من احداث, ويحقق الانضباط التام ويأخذ في اعتباره ان النظام الديمقراطي يقوم علي أساس المواطنة. وأكد المجلس في تقرير اللجنة الخاصة المشكلة لدراسة بيان رئيس الجمهورية الذي ألقاه امام الاجتماع المشترك لمجلسي الشعب والشوري خلال افتتاحه للدورة البرلمانية انه قد آن الأوان لاصدار تشريع لمكافحة الإرهاب ليضع الأمور في نصابها ويحد من الجرائم الإرهابية. وأوضح المجلس في تقريره الذي يناقشه في جلساته التي تستأنف الاثنين المقبل أن هناك العديد من القوانين والتشريعات التي تحتاج إلي تعديل وتحديث حتي تتلاءم مع التطورات والتغييرات الحديثة التي شهدتها البلاد أخيرا. وشدد التقرير علي ضرورة ارساء دعائم الدولة المدنية علميا وعمليا, وإعلاء مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان وتعزيز استغلال القضاء وضمان مشاركة سياسية واسعة ترتكز علي دور قوي للأحزاب السياسية الشرعية ومؤسسات المجتمع المدني وتعميق الوسطية والاعتدال ومتابعة ذلك في مؤسسات التعليم والإعلام والثقافة والشئون الدينية بعيدا عن التطرف والعنف. وطالب المجلس بتعزيز المنظومة الوطنية لحقوق الإنسان بما يكفل لها مزيدا من الفاعلية في اظهار حقيقة التطورات الاصلاحية التي تجري في مصر, والرد بمصداقية وبالسرعة المطلوبة علي ماتتعرض له من انتقادات أو استفسارات من جانب بعض المؤسسات والمنظمات الدولية. وفي الشأن الخارجي أكد مجلس الشوري في تقريره ان القضية الفلسطينية تعد القضية المركزية التي تتحكم في مستقبل المنطقة, وتستند تحركات مصر بشأنها إلي مسئوليتها الإقليمية من ناحية, والتزاماتها العربية من ناحية أخري ومصالحها القومية من ناحية ثالثة خاصة ان بعض انماط التفاعلات المتعلقة بها والتي تأتي من اتجاه قطاع غزة تحديدا تمثل مساسا مباشرا بأمن مصر القومي. وحذر المجلس من ان الوضع الحالي الذي تمر به المسألة الفلسطينية يمثل خطورة شديدة علي الاستقرار في الشرق الأوسط بما يمس مصالح كل الأطراف في ظل الطريقة التي تتعامل بها الحكومة الإسرائيلية الحالية مع فكرة التفاوض, كما ان الموقف الذي تتخذه القوي الكبري يستند إلي نوع من عدم الإدراك الكامل لما يمكن ان يسفر عنه الجمود الراهن. وقال ان المنطقة قد تشهد موجة من التوترات العنيفة التي يصعب توقع اتجاهاتها في المرحلة الثانية, وانه علي كل الأطراف ان تتحمل مسئوليتها.ونبه مجلس الشوري في تقريره إلي ظهور موجة جديدة من التدخلات الخارية في شئون المنطقة العربية وهو ماقد يفاقم الموقف الحالي الذي يشهد اصلا تدخلات دولية وتدخلات إقليمية في شئون عدة دول عربية.ودعا مجلس الشوري إلي احتضان الدولة الوليدة المستقلة في جنوب السودان حال الاتفاق عن الانفصال عن الشمال, بذات قدر احتواء مصر لدول الشمال الجار المباشر في علاقة متوازنة ومتكافئة تدعم الجنوب ماديا والشمال سياسيا وألاتترك مصر فرصة لتسرب قوي معادية لها تجاه أي من الدولتين علي نحو يعطل المصالح المشتركة معها, وفي مقدمة ذلك الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل.