كلنا نعرف أن صاحب هذا' الإفيه' الأشهر في السينما المصرية هو الشاويش عطية, لكن معظمنا نسي اسمه الحقيقي: رياض القصبجي! كان كمساريا في السكة الحديد. قدم استقالته من' الميري' الذي كان يدر عليه دخلا ثابتا وغامر بدخول الفن والتمثيل الذي لم يكن يأكل منه أصحابه الشهد والبقلاوة كما يحدث الآن. ولد1903 في الإسكندرية وكان بيت السفاحتين الشهيرتين' ريا وسكينة' بجوار بيته مباشرة في' قسم اللبان' وتوفي23 أبريل1964 وظل جسده مسجي علي الفراش فترة طويلة لأن أسرته لم تكن تملك تكاليف الجنازة! كان ضخم الجثة, طيب القلب, أطلقت عليه فاتن حمامة اسم' سيد قشطة' من باب المداعبة طبعا وقدم مع إسماعيل ياسين أشهر القفشات مثل' هو بغباوته' و' مخالي شيل' و' يا جماعة اللي اسمه مخالي يرد.. حاكم الراجل ده أنا عارفه.. ده مؤذي', لكن ماذا عن الافيهات الحقيقية التي نالت منه بعيدا عن التمثيل؟ المدهش أن هذا الفنان الجميل كان مشهورا في الوسط الفني والصحفي بالبرود الشديد' ولا الانجليز في زمانهم' الذين هم أهل البرود, فكلامه قليل, وانفعالاته شحيحة, ولا شيء يثير غضبه! ذات مرة كان يملأ استمارة وأمام خانة الجنسية كتب كلمة' مصري' وكان بجانب عملاق الكوميديا حسن فايق الذي قال له: - انت هتروح في داهية لأنك مزور! - سأله رياض مندهشا: ليه؟ - أجاب فايق ضاحكا: - عشان إنت مصري.. بس دمك انجليزي! في مرة أخري تأخر القصبجي عن موعد مع أصدقاءه, فسألوا زميله الفنان سيد سليمان عن عنوان منزله, فقال لهم: ده ساكن في تلاجة! وذات مرة كان عليه أن يمثل دور شخصية باردة ضمن أحداث فيلم ما, فقال له المخرج: عاوزين أبرد من كده في الفيلم فرد عليه القصبجي ببرود وجدية: مفيش أبرد من كده فقال المخرج مقتنعا: خلاص.. ما تمثلش.. خليك طبيعي! وفي أحد الأيام ذهب الشاعر الطبيب إبراهيم ناجي' مؤلف قصيدة الأطلال التي تغنت بها أم كلثوم' لمعالجة أحد المرضي في منزله, فوجد عنده رياض القصبجي. كانت حرارة المريض مرتفعة للغاية, فقال المريض: إيه رأيك يا دكتور أحط علي راسي كمادات ساقعة, فرد د. ابراهيم ناجي ضاحكا: علي إيه كمادات.. ما تخلي رياض يحط ايده علي رأسك شوية!