يا عيني علي النادي الأهلي.. وقد حلت به بركات السيدة زوجتي.. فتدهورت أحواله.. وتدحرجت به الدنيا.. فإذا به بعد الفتوحات الكروية في الداخل والخارج.. والانتصارات المدوية.. والأرقام القياسية.. وفي غمضة عين يتحول من ناد عملاق.. تخشاه الفرق المحلية والعربية والأفريقية والعالمية.. إلي مجرد طيب وابن حلال.. يمشي بجوار الحيط.. بلا مخالب أو أنياب.. يفتقر للمهاجم الهداف.. والمدافع العنيد.. وقد صار ملطشة تتنافس أندية القاع في التلاعب به.. وتتنافس الأندية المغمورة في استعراض عضلاتها أمام لاعبيه الغلابة.. ناهيك عن التعادلات المتكررة.. التي وضعته في المنطقة الرمادية.. لا هو ينافس علي القمة.. ولا هو مهدد بالهبوط.. حاجة كده لا لون ولا طعم ولا رائحة.. فعليه العوض ومنه العوض..!! كنت أتفرج يوما علي إحدي مباريات الأهلي في التلفزيون. علي اعتبار أنني مشجع من منازلهم.. بعيدا عن زحمة المباريات وهتافات الجماهير التي تخدش الحياء.. حاولت السيدة زوجتي تغيير القناة لمشاهدة الفيلم العربي.. فاعترضت بشدة.. قلت لها أن مشاهدة مباريات الأهلي هي متعتي الوحيدة في الحياة.. ثم أنها شاهدت الفيلم العربي سبع مرات علي الأقل.. وألقيت عليها درسا في واجبات الزوجة المخلصة.. التي تساند زوجها في السراء والضراء.. وضرورة أن تشجع النادي الذي يعشقه كنوع من المشاركة الأسرية والتضامن العائلي.. وإذا كانت عوامل الحب والعيال قد فشلت في الربط بين القلوب.. فلتكن الرياضة إذن هي الرباط المقدس بيننا..! من الواضح أن محاضرتي المؤثرة قد لعبت دورها.. لأن زوجتي جلست بجواري تسألني عن معني' الأوفسايد' والفرق بينه وبين' الأوت' ولماذا تتوتر الأعصاب مع أننا نعرف أن الحكاية لعب في لعب..!! فرحت وتحمست لانضمام المدام إلي الأسرة الرياضية.. فأهملت الماتش.. وجلست أشرح لها أسرار المعارك الكروية.. والخطط الاستراتيجية في الملعب.. وتفاصيل الغزوات الكروية الهامة.. من الواضح أنني نجحت بدرجة جيد جدا.. لأن السيدة زوجتي أعلنت بعضمة لسانها أنها سوف تهجر المسلسلات والأفلام العربي.. وسوف تنضم إلي القبيلة الحمراء.. كبيرة للمشجعين.. تسانده في مشواره الطويل من أجل انتزاع البطولة..! ومن يومها ونتائج الأهلي في النازل.. ومستوي لاعبيه في تدهور.. والخلافات بين صفوفه تتصاعد.. ولم تفلح المحاولات بتغيير المدرب بآخر.. تم الاستعانة بالخبراء المستوردين من بلاد بره.. ضاع النادي يا ولداه.. صار ملطشة حقيقية.. وهو النادي الذي لم يكن يعرف سوي البطولات والانتصارات..! ومع أنني قرأت وسمعت كثيرا عن حكايات العين التي' تفلق' الحجر.. وعن الحسد الذي هو أقوي من السحر.. إلا أنني لم أتصور أبدا أن إنضمام مشجع فرد إلي ناد عملاق يمكن أن يعرقل المسيرة والمشوار بهذه الصورة الواضحة.. التي لا تحتاج إلي قرائن أو أدلة دامغة..! أنا شخصيا.. ومن باب الانتماء للنادي الأهلي.. أفكر في تشجيع الزمالك وإقناع زوجتي بذلك.. عسي أن تحل بركاتها بالقلعة البيضاء.. فيهبط مستواه.. وتنفجر الخلافات بين صفوفه.. ويتدهور مستو لاعبيه.. ويفوز الأهلي بالدوري!!