يكتسب الحوار مع رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد جون لوي إيكرا أهمية خاصة بعد عودته لإدارة البنك من القاهرة بعد خمس سنوات قضاها بعيدا عن مصر التي يقول إنه عاد إليها مشتاقا وأنه افتقد أمان شوارعها. واكثر ما يشغل بال رئيس البنك قضايا التنمية في القارة الإفريقية وتقدمها واعرب عن رغبته في مقابلة الرئيس حسني مبارك ليستمع الي نصائحه ويعرض عليه مقترحاته في تنمية القارة الإفريقية بما يسهم في خدمة القضايا السياسية والاقتصادية وقال ان الدول الإفريقية التي تصل حجم استثماراتها الي ما يزيد علي10 مليارات دولارعليها ان تتجه الي تعزيز التعاون مع الدول ذات الاقتصاديات البازغة كالهند والصين والبرازيل مشيرا الي ان هناك مشروعا جديدا بالتعاون مع الأممالمتحدة ومنظمة الغذاء العالمية بقيمة100 مليون دولار لحل ازمة الغذاء في الدول الإفريقية. وكشف عن وجود مباحثات مع بنك الاسكندرية والبنك الاهلي لتمويل مشروعات مشتركة في البنية الاساسية.وهذا هو نص الحوار. * بعد عودة رئاسة مقر البنك من القاهرة ما أهم الخطط التوسعية خلال الفترة المقبلة؟ { لدينا حاليا122 مساهما منهم البنك المركزي وبنوك مصريةاخري وكذلك بنوك إفريقية وغير إفريقية ونسعي لزيادة عدد المساهمين لزيادة قدرة البنك علي التمويل ويصل رأسمال البنك المصرح به الي750 مليون دولار والرأسمال الحالي للبنك هو400 مليون دولار وحجم الاصول يصل الي1.6 مليار دولار وهناك خطة لزيادة رأسمال البنك المكتتب بقيمة300 مليون دولاربعد دخول شركاء جدد واجتذاب شركاء مساهمين من كافة انحاء العالم ومن المتوقع زيادة قيمة اصول البنك الي ملياري دولار بعد دخول المساهمين الجدد مما يساهم في زيادة حجم التمويل للدول الإفريقية * ما حجم القروض التي منحها البنك للدول الإفريقية وخطة البنك الجديدة وفقا لميزانية2011 ؟ { مع نهاية عام2010 تجاوزت إجمالي القروض المقدمة للدول الإفريقية مبلغ6.1 مليار دولار بينما اجمالي القروض المستهدفة لعام2011 فقد تم تحديدها بمبلغ ملياري دولار. * هل هناك نية لتمويل مشروعات مشتركة مع البنوك المصرية؟ { هناك مباحثات تجري حاليا مع محمود عبد اللطيف رئيس بنك الاسكندرية وطارق عامر رئيس البنك الاهلي لتنفيذ مشروعات مشتركة بين مصر والدول الإفريقية وهناك نية لتمويل مشروعات تخدم البنية الاساسية ومشروعات اخري قائمة بالفعل لتصدير معدات مصرية للقارة الإفريقية. * دعنا ننتقل إلي أسباب تراجع معدلات النمو في القارة الإفريقية الي حوالي النصف؟ { الازمة الماليه العالمية تمثل اهم اسباب تباطؤ معدلات النمو فقبل الازمة كانت معدلات النمو اكثر من5% وقد تراجعت الي اقل من3% بعد الأزمة اي انها تراجعت الي النصف تقريبا و يرجع ذلك الي اعتماد إفريقيا علي السوق الاوروبية والامريكية سواء في الواردات او الصادرات وعندما قامت الدول العظمي التي بدأت المشكلة والأزمة من عندهم قاموا بتخفيض حجم الانشطة الاقتصادية مع الدول الاخري ولهذا انتقلت الأزمة المالية إلينا. * وما الدروس المستفادة من الأزمة وما السياسات التجارية التي تنتهجها الدول خلال الفترة المقبلة؟ { يجب ان نتعلم كيفية تعزيزنمو التجارة البينية بين الدول الإفريقية حتي لا نتأثر بمشاكل الدول العظمي بشدة وهذا هو الدور الذي يلعبه البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد للتأكد من ان الدول الإفريقية تعمل معا والبنك حاليا يركز علي زيادة عمليات التمويل لتنمية التجارة مع الدول البازغة كالهند والصين والبرازيل والدول الإفريقية عليها تعزيز التعاون مع هذه الدول فمثلا الصين خصصت مبلغا بقيمة200 مليون دولار لتمويل المشروعات المشتركة بينها وبين الدول الإفريقية من خلال البنك تشمل صادرات من الصين للدول الإفريقية حيث نقوم بتمويل معدات في مجالات الاتصالات والزراعة والكهرباء وقد تم استخدام جزء من القرض في تمويل مشروعات كهرباء في اثيوبيا وكوت ديفوار. * ما دور البنك في حل مشكلة الغذاء في القارة الإفريقية؟ { ازمة الغذاء ليست في إفريقيا وحدها بل هي أزمة عالمية وأحد اهم أسباب الأزمة هو اتجاه سكان العالم نحو الاستثمارات الصناعية مما اثر علي مساحة البقعة الزراعية في العالم مع تنامي تعداد السكان ويعمل البنك بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة ومنظمة الغذاء العالمية من خلال برامج مشتركة في حل مشكلة الغذاء وزيادة نسبة الرقعة الزراعية والعمل علي زيادة عمليات التخصيب في الارض وقد تم الاتفاق علي تنفيذ مشروع يسمي ثورة المساحات الخضراء لإفريقيا والذي يتم تحت رعاية كوفي أنان السكرتير العام الأسبق للأمم المتحدة وسيبدأ تطبيق البرنامج خلال بداية عام2011 والمشروع بقيمة ما يزيد علي100 مليون دولار بهدف توفير الغذاء في الدول الإفريقية من خلال تمويل مشروعات التنمية الزراعية واستخدام مخصبات التربة. وقد بدأنا في تمويل مشروعات في مالاوي وزيمبابوي ولدينا استعداد لتمويل دول اخري. * كيف ننمي الاستثمارات في المجالات الصناعية في الدول الإفريقية؟ { حجم استثمارات الدول الإفريقية ضخم جدا حيث تعدي59 مليار دولار في2009 ويصل حجم الاحتياطيات الخارجية النقدية لدي الدول الإفريقية الي469 مليار دولاروبالتالي هذا السؤال مهم جدا لان الدول الإفريقية لا تصدر منتجا نهائيا حيث تصدر منتجات خاما مثل الزيت الخام والكاكاو والقهوة والشاي والبذور وهذا ما يحاول البنك القيام به من خلال تمويل مشروعات التي تهدف الي تصدير منتج إفريقي متكامل. * ما مدي مساهمة نمط التكامل الإقليمي الذي اتخذته بعض الدول الإفريقية في تنمية اقتصاديات القارة؟ { التكامل الإقليمي يمثل فرصة جيدة للدول الإفريقية لكي تحقق هدف الاتحاد واتخاذ قرارات موحدة تسهم في تنمية القارة,ونحن ندعم منظمات التكامل الاقليمي حيث تمثل خطوة نحو اتحاد يجمع الكوميسا والإكاس والساديك والايكوايس ومغريب وهذا المجتمع الإقتصادي يمكن ان يساهم في تنمية القارة السمراء من خلال استخدام نسبة10% اي جزء من الاحتياطيات الخارجية النقدية التي تمثل469 مليار دولار خاصة وهذه الاموال توجد إما في اوروبا او امريكا وفي حالة استخدامها لتطوير إفريقيا سوف تتقدم ونقضي علي العديد من العوائق خاصة ان احصائيات منظمة النيباد رصدت احتياج القارة الإفريقية من الاستثمارات الي55 مليار دولار سنويا. * العديد من المستثمرين لديهم تخوف من الاستثمار في الدول الإفريقية فما رأيك؟ { احب ان اوضح اولا ان انطباعات المستثمرين ان إفريقيا ترتفع نسبة المخاطر فيها خاطئة وعندما يتم حساب خسائر القطاع المصرفي في إفريقيا تكون اقل بكثير من الخسائر التي لحقت بالجهاز المصرفي العالمي في الدول العظمي وبالتالي فإن فتح الاعتمادات المستندية لا يمثل اي خطر علي المستثمرين بل ان المخاطر تكون علي جهات التمويل المتمثلة في البنوك والمؤسسات المالية الضامنة وهذا هو الدور الذي يقوم به البنك في منح قروض للتمويل وتتراوح نسبة الفائدة مابين5% الي8% وتتم عمليات التمويل بالدولار واليورو. * ولكن مازالت هناك عوائق في البنية الاساسية مابين الدول الإفريقية مما يعوق حركة نقل البضائع { هذا امر مختلف وكما ذكرت فان توجيه جزء من الاحتياطيات النقدية الخارجية للدول الإفريقية سوف يساهم في القضاء علي العوائق مما يساعد علي زيادة التبادل التجاري وهذه احد برامج منظمة النيباد.