كشف كتاب جديد في الأسواق الأمريكية أمس النقاب عن أن وكالة المخابرات المركزية الامريكية سي.آي.إيه أقنعت سويسرا بإتلاف أدلة تضم ملايين الصفحات تتناول قيام العالم النووي الباكستاني الشهير عبد القدير خان بمساعدة ايران وليبيا وكوريا الشمالية علي امتلاك تكنولوجيا نووية حساسة. ويتناول الكتاب, الذي يحمل عنوان تداعيات, ومن تأليف الزوجين الامريكيين كاثرين كولينز ودوجلاس فرانتز, قصة الشبكة النووية غير المشروعة التي أنشأها عالم الفلزات الباكستاني الذي يعتبر علي نطاق واسع أبو برنامج الاسلحة النووية في باكستان. واعترف خان عام2004 بأنه باع لايران وكوريا الشمالية وليبيا تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم التي يمكن استخدامها لانتاج وقود للمفاعلات السلمية أو تصنيع اسلحة ذرية, وتم تقييد تحركات خان منذ اعترافه بذلك. ويقول المؤلفان إن الولاياتالمتحدة أقنعت الحكومة السويسرية بتدمير أدلة كان من الممكن أن تساعد محققين تابعين للامم المتحدة علي تحديد المدي الكامل لنشاط خان في السوق السوداء, ويقولان إن واشنطن فعلت ذلك لإخفاء أخطاء وقعت فيها وكالة المخابرات المركزية الامريكية وأدت إلي ازدهار شبكة خان. وأضاف المؤلفان أن الوكالة الامريكية تعقبت أنشطة خان لسنوات بفضل عائلة سويسرية تورطت في تقديم التكنولوجيا النووية التي كانت عنصرا مهما في شبكة خان, وجندت الوكالة العائلة السويسرية. وتمكنت وكالة المخابرات المركزية الامريكية من اختراق شبكة خان من خلال العائلة السويسرية التي تحمل لقب تينرز, لكن واشنطن فشلت في التصرف بالسرعة الكافية لوقف ما وصفه فرانتز لوكالة رويترز بأنه وصول أخطر تكنولوجيا في العالم إلي أخطر الأنظمة. وقال فرانتز وكولينز في كتابهما إن الوكالة الامريكية حاولت تخريب البرنامج النووي الايراني في أثناء مراقبتها لخان, لكن الايرانيين اكتشفوا علي ما يبدو الأعطال في المعدات وعالجوها. ونقل المؤلفان عن محقق سويسري عمل في قضية خان قوله إن واشنطن أرادت إتلاف الادلة التي جمعت أثناء مداهمات علي منزل العائلة السويسرية ومكاتبها, وهي تشمل ملفات كمبيوتر وأقراصا صلبة ووثائق, وأضاف أنها أقدمت علي ذلك لإخفاء غبائها. وأضاف إنهم مسئولون عن انتشار هذه التكنولوجيا النووية.. لا يمكنك أن توقفه الآن.. أفراد عائلة تينرز طلقاء ولديهم حالة هوس بالكمبيوتر ويعيشون في دول عدة وينسخون كل هذا الملفات. ونفي جورج ليتل, وهو متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الامريكية, فكرة فشل الوكالة في إدارتها لشبكة خان. وقال ردا علي ما جاء في الكتاب: لقد كانت عملية إعاقة شبكة عبد القدير خان تمثل نجاحا حقيقيا في المخابرات, ولعبت فيه وكالة المخابرات المركزية دورا مهما. وقال متحدث باسم وزارة العدل السويسرية إن حكومته لم تفعل شيئا لإفساد تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شبكة خان. أما الوكالة الذرية نفسها التي يوجد مقرها في فيينا فلم تعلق علي الامر. يذكر أن محللين ومسئولين في الاممالمتحدة قالوا في السابق إن شبكة خان, التي تخصصت في مساعدة دول علي الالتفاف علي العقوبات الدولية, تسببت في أكبر أزمة انتشار نووي خلال عصر الذرة. وهذا الكتاب هو ثاني أعمال فرانتز وكولينز حول شبكة خان, والاثنان يعملان في مجال التحقيقات الصحفية.