حذر خبراء جراحات العظام من الكسور المضاعفة والمفتتة عالية الطاقة, التي تنتج عن حوادث السيارات, والتي تضاعفت في الفترة الاخيرة, وذلك لصعوبة التعامل معها جراحيا. لانها تحتاج لخبرات خاصة ووقت اطول لالتئام العظام والجروح, حيث تشهد حوادث المرور في مصر ارتفاعا متزايدا اذ بلغت22 الفا و793 حادثة في عام2009.. واشار تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الي ان ذلك يشكل زيادة بنسبة8.9% علي عام2008.. ولم يشر التقرير الي عدد الضحايا والمصابين في هذه الحوادث الا انه قال ان عددهم الاجمالي يفوق عدد الشهداء في الحروب, التي خاضتها مصر مع إسرائيل منذ عام.1948 الدكتور جمال احمد حسني, خبير جراحات العظام, والاستاذ بكلية الطب, يؤكد ان الفترة الاخيرة شهدت زيادة نسبة الكسور الشديدة والمضاعفة والمتفتتة عند الاطفال والبالغين, ويرجع ذلك لزيادة حوادث السيارات في الفترة الاخيرة والتي تؤدي الي نوعية معينة من الكسور تعرف بالكسور عالية الطاقة, حيث ان السرعة التي تكون عليها السيارة اثناء وقوع الحادثة تؤدي لتولد طاقة قوية في مكان الإصابة او الكسر, وتتضاعف قوة تلك الطاقة مع زيادة السرعة, وفي حالة الكسور عالية الطاقة فإن الكسر يكون مصحوبا بتفتت في عظام المصاب وفقدان جزء كبير من الدورة الدموية المغذية للعظمة, بالاضافة لحدوث تهتك في الانسجة الخارجية للجلد والعضلات وغطاء محاق العظام, وقد يطول الامر الي قطع الاعصاب والشرايين الموصلة للاطراف, بالاضافة الي احتمال حدوث كسور في مراكز النمو, ومن المعروف ان كسور مراكز النمو قد تؤدي الي قصر او اعوجاجات وتشوهات مع النمو حتي لو تم علاجها بطريقة صحيحة100%, بالرغم من ان علاج الكسور عند الاطفال بشكل عام يعتمد اساسا علي العلاج التحفظي دون عمليات, وذلك لما تتسم به عظام الاطفال من قدرات في الالتحام غير موجودة لعظام كبار السن من البالغين مثل القدرة علي التعديل, حيث انه يمكن ان يكون هناك بعض الانحرافات عند التئام الكسور ولكن مع النمو تختفي تماما. ويضيف د. جمال حسني: بالنسبة لهذه النوعية من الكسور المتفتتة والكسور المضاعفة فانها تستلزم اسلوبا آخر وخبرة خاصة في التعامل معها, وذلك حتي لايتم زيادة حجم المشكلة عن طريق الاسلوب الجراحي المستخدم, ولذلك يفضل عدم القيام بعمل فتحات جراحية كبيرة, او تسليك العظام من الانسجة المحيطة, وذلك حتي لايزداد حجم الاصابة.