واصلت دراما الفيضانات تطوراتها المأساوية أمس بولاية كوينز لاند الأسترالية, حيث غمرت مياه الفيضانات العديد من المنازل في مدينة توومبا أمس, لترتفع الخسائر البشرية بالولاية إلي14 قتيلا فضلا تضرر200 ألف آخرين. كما أكدت السلطات المحلية ارتفاع منسوب مياه الفيضان ليصل إلي مترين فضلا عن كونها محملة بالأوحال, الأمر الذي دفع فرق الإنقاذ لتوزيع أجولة من الرمال علي سكان المناطق المنخفضة موجهة لهم تحذيرات من احتمال تدهور الأوضاع. وطلبت الشرطة من قائدي السيارات الابتعاد عن الطرق في جنوب شرق الولاية المكتظة بالسكان, حيث يوجد أهم ساحلين يرتادهما السياح في أستراليا وهما جولدن كوست وصن شاين كوست. وذكر المتحدث باسم مركز الإنقاذ والحريق بالمدينة أنه تلقي عددا قياسيا من مكالمات الأغاثة-90 مكالمة- معظمها لأفراد محاصرين داخل سياراتهم التي جرفتها مياه السيول أو وسط الأشجار وآخرين تحفهم المياه من جميع الجهات ولا يجدون سبيلا للنجاة. وأضاف المتحدث نفسه أن فريق الإغاثة استطاع إنقاذ البعض, ولكنه لازال يبحث عن آخرين, ولعل ما ضاعف المأساة هو مداهمة المياه للمدينة دون إنذار مسبق من الأجهزة المختصة. ويعد الفيضان آخر حلقات مسلسل المياه الغزيرة التي تداهم البلاد منذ أسابيع مع نهاية نوفمبر الماضي لتصيب الحركة المرورية في الولاية بالشلل التام مع تدمير السكك الحديدية والطرق بالكامل وتوقف العمل في كافة القطاعات الصناعية والزراعية, مما دفع المسئولين إلي تقدير حجم الخسائر التي خلفتها الفيضانات مع تكاليف تشييد بنية تحتية جديدة ومنازل لإيواء المشردين بنحو خمسة مليارات دولار. وعلي الصعيد الأمريكي, اجتاحت عاصفة ثلجية جنوبالولاياتالمتحدة, مما تسبب في انقطاع التيار الكهربي ودفع شركة دلتا إيرلاينز- التي تتخذ من أتلانتا في ولاية جورجيا مقرا لها- لإلغاء أكثر من1400 رحلة جوية فضلا عن الفوضي التي شهدتها الطرق وأدت لوقوع مئات الحوادث في ولايات مثل تكساس ولويزيانا وأركانساس في الجنوب وولاية مسيسيبي في وسط البلاد وولاية ألاباما. وكانت درجات الحرارة قد بلغت أمس14 درجة مئوية تحت الصفر في العديد من الولاياتالأمريكية, بدءا من ولاية أوهايو في الجنوب إلي ولاية ألاباما في الشمال وهو أمر نادر الحدوث. وفي الوقت ذاته, واصلت درجات الحرارة انخفاضها في الهند لتقتل13 شخصا أمس, ويرتفع بذلك عدد ضحايا البرد القارس هناك منذ بداية موجة الصقيع قبل ثلاثة أسابيع إلي مائة شخص. وفي أمريكا اللاتينية, واجهت تشيلي أمس زلزالا بقوة 5,9 درجة علي مقياس ريختر, وذلك دون أن ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا أو أضرار مادية جراء الهزة الأرضية. ويأتي هذا الزلزال بعد مرور8 أيام علي زلزال آخر قد ضرب المناطق الواقعة وسط تشيلي وبلغت قوته 7,2 درجة علي مقياس ريختر. وعلي صعيد متصل, أعلن المتحدث باسم مركز إدارة الكوارث في سيريلانكا أمس أن الأمطار الغزيرة التي هطلت علي أجزاء من البلاد وأدت لوقوع انهيارات أرضية وفيضانات أودت بحياة تسعة أشخاص, فضلا عن تشريد مئات الآلاف. وقال المتحدث نفسه نحن نتوقع هطول المزيد من الأمطار, كما أننا طلبنا المساعدة من البحرية والجيش والقوات الجوية لمساعدة ضحايا الفيضانات وتوفير إمدادات الغذاء. وأضاف أن أكثر من4000 منزل تضررت بسبب الفيضانات في حين انهار974 منزلا. وهو ما اضطر الحكومة السريلانكية إلي بناء180 مخيما مؤقتا لاستقبال نحو70 ألف شخص اضطروا لمغادرة منازلهم, ولكن الآلاف الآخرين أقاموا في مخيمات مؤقتة و مدارس ومعابد أو مع أقاربهم أو أصدقائهم. وقال مسئولو هيئة الأرصاد إن الظروف الجوية تعد غير معتادة مقارنة بالأعوام السابقة. كما صدرت تحذيرات للمقيمين في أربع مناطق من احتمال وقوع انهيارات أرضية. وكثفت الأممالمتحدة من المساعدات الغذائية لضحايا الفيضانات في إقليم إيستيرن عن طريق تقديم أكثر من500 طن من المواد الغذائية ومنها الدقيق. وفي كوالالمبور, أكد متحدث باسم الشرطة الماليزية أن ثلاثة أطفال لقوا مصرعهم غرقا وتشرد أكثر من3300 شخص آخرين بعد غرق منازلهم بمياه الفيضانات شمال شرق البلاد.