كلما هممت بالكتابة عن حادث رأس السنة الدامي بالإسكندرية, كنت أفضل التأجيل حتي لايغلب الانفعال علي التعقل, وربما ألجمت الصدمة لساني ويدي, لأنني أشعر من وقتها بخوف شديد علي وطني ومستقبل ابنائي فيه بعدما بلغت فظاعة التآمر الخارجي واستهدافه من قبل اعدائه, حدا يستوجب الانطلاق من الخوف كرد فعل مبدئي سلبي, إلي العمل الجاد, وبكل السبل من أجل حماية مصر التي صار بعض ابنائها بكل اسف يجهلون قيمتها وقدرها ومقامها, ويقدمون انفسهم مطية للإرهاب الدولي المتشح بعباءة الإسلام في مؤامرة واضحة لاشعال الفتنة!! يعلم الاخوة الأقباط قبل غيرهم أن اخوانهم في الوطن من المسلمين هم درعهم الواقية وسندهم الأول, وان الحكومة والشرطة المصرية هي الحماية الحقيقية لهم في افضل صورها الممكنة, ثم ان المرجعية الإسلامية الأولي الأزهر الشريف تقوم بدور هائل في توعية الجميع بأخطار الفتنة وأهمية الوحدة الوطنية وحماية المسلمين لإخوانهم الاقباط وحرمة الاعتداء عليهم. ولن تستطيع امريكا أو اشباه البرادعي خارج مصر ان يكونوا احرص عليهم من إخوانهم المسلمين داخل الوطن الذي نعيش جميعا في ظله, همومنا واحدة واحلامنا واحدة, وكما يقول البابا شنودة: مصر وطن يعيش داخلنا وليست وطنا نعيش فيه, ولذلك فإنه وبعد ان تهدأ الانفعالات وتتكشف الصورة الحقيقية لأبعاد تلك المؤامرة الخسيسة, لابد ان تختفي بلا رجعة تلك المظاهرات القبطية التي تحتك برجال الشرطة, فهم مصدر امننا جميعا, ارواحهم علي اكفهم من أجل حماية المصريين, الأقباط والمسلمين علي السواء, خاصة ان احدا منهم لم يقصر في اداء الواجب. واختتم بتعليق اعجبني للشيخ الدكتور قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء في المملكة السعودية وهي أعلي سلطة دينية في بلاد الحرمين الشريفين, حيث قال إن هذا الفعل يندرج في إطار ما تأباه شريعة الله ويستنكره كل مسلم من قتل للنساء والأطفال وغيرهم ممن عصم الله دماءهم واموالهم واعراضهم من المسلمين ومن غير المسلمين, وان الأخطر من ذلك الفعل ان تنتهك حرمات الله باسم الإسلام, فهذا من التشويه لدين الله تعالي. فقد عاش أهل مصر, المسلم منهم وغير المسلم في أمن وأمان منذ فجر الإسلام, والتاريخ شاهد علي ذلك.