مهما يكن من أمر ما جري بكنيسة القديسين بالإسكندرية:( عملية انتحارية أو سيارة مفخخة) فإن الأيام الماضية أثبتت أن الفضائيات المصرية( الرسمية والخاصة) كانت علي قدر المسئولية الإعلامية المنوطة بها في مثل تلك اللحظات الفارقة, وتجلي ذلك بوضوح في برامجها المختلفة علي مدار الأيام الماضية, فتناولت الحادث من كافة جوانبه وهاجمت منفذيه ومن يقفون وراءهم وأبرزت قيم المواطنة ونبذ التعصب والتعايش في جو من الحب والسلام سواء من خلال الحوارات واللقاءات أو حتي من خلال النبرات والأوصاف المستخدمة في نشرات الأخبار التي اتسمت بالنقل المباشر من موقع الحدث ورصد صور إنسانية بالغة وان كان يؤخذ عليها تكرار الضيوف في اكثر من برنامج وبعيدا عن تلك الملاحظة فان كثيرا من البرامج قد شهدت تميزا في تقديم تغطية رائعة للحادث أبرزها ما جاء في برنامج' الحياة والناس'من تقديم رولا خرسا علي قناة' الحياة2, من التأكيد علي أن أول ضحايا التفجير كان مصريا مسلما يبيع المصاحف أمام المسجد المجاور للكنيسة بشارع خليل حمادة بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية, كما تم نقل صور حية من داخل الكنيسة ولقاءات مع عدد من أبنائها ممن تصادف وجودهم وقت الحادث الذي وقع بعد مرور ربع ساعة فقط من ميلاد العام الجديد حيث روي كلا منهم لرولا خرسا كيف تحول المكان من ساحة للصلاة والدعاء وهم يستقون تلك المناسبة الجميلة إلي بركة من الدماء تمتليء بالجثث والأشلاء وصرخات الرعب والفزع وكيف تدافع المسلم إلي جانب المسيحي نحو المكان محاولين إنقاذ ما يمكن إنقاذه كما تدافعوا إلي التبرع بدمائهم لإنقاذ المصابين ولم تكتف رولا بهذا القدر من التغطية الناجحة للحادث فزادت بانتقالها بكاميرا البرنامج إلي المستشفي حيث يرقد المصابون واستمعت منهم إلي شهاداتهم علي الواقعة وهي تحاول التماسك كي لا تفر دموعها علي حالهم, وان كان غالبية من شاهدوا تلك الحلقة قد ذرفت أعينهم الدمع وهم يتخيلون عبر الشهادات المختلفة فظاعة ذلك العمل الاجرامي من كافة جوانبه والتأكد من كونه عملا يستهدف مصر كلها وليس المسيحيين وحدهم وانه موجه لأمنها في الأساس' وهو ما أكده الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة في مداخلة هاتفية مع البرنامج. وتميز برنامج الحياة اليوم المذاع علي قناة الحياة1 بتوجيه دعوة حب تحمل اسم' معا لنصلي' من خلال مقدمه شريف عامر ولبني عسل الي جميع المصريين للمشاركة في قداس يوم غد الخميس للتضامن مع الإخوة المسيحيين في هذا اليوم.واستعرض البرنامج لقاءات مع عدد كبير من مشاهير المجتمع من مختلف المجالات أعلنوا جميعا تقديرهم لتلك الدعوة. برنامج من قلب مصر تقديم لميس الحديدي تميز هو الأخر بتقديم تغطية متميزة للحادث أبرزها ما جاء علي لسان الكاتب الكبير د. وحيد عبدالمجيد رئيس مركز الأهرام للنشر والترجمة.من أن مصر تواجه إرهابا غير واضح الهوية ولا من يقف وراءه او يدعمه ويهدف إلي الأضرار بالبلاد وتمزيق شعبه, وأشار كمال زاخر المنسق العام للأقباط العلمانيين من خلال البرنامج الي وجود قوي خارجية تسعي إلي ضرب استقرار الشعب المصري وتفتيت وحدته. وعلي نفس المنوال بتفاصيل مختلفة سار برنامج بلدنا بالمصري تقديم شريف عامر ولبني عسل ومصر النهادرة الذي قدمه محمود سعد وخيري رمضان وتامر أمين, مما عكس حالة الوعي الشديد بالدور الذي يلعبه الأعلام في مثل تلك الأوقات الحرجة وان كان يؤخذ علي حلقة تامر آمين يوم الأحد الماضي استفاضته في التقديم بصورة اقرب الي الخطابة والأداء المسرحي في مقدمة الحلقة! كما اطلق برنامج الطبعة الاولي من خلال مقدمة احمد المسلماني مبادرة وطنية بعنوان' كلنا نسيج واحد من أجل هذا الوطن' تبدا بمشاركة جميع طوائف الشعب المصري في قداس أعياد الميلاد المزمع اقامتة غدا الخميس وكان من اللافت ان تقوم قناة المحور بتتغيير الخريطة البرامجية لها منذ وقت وقوع الحادث وافردت مساحات كبيرة للتغطية الاخبارية ومتابعة المستجدات اولا بأول من خلال تقارير لمراسلي برنامج90 دقيقة من قلب الحدث أمام كنيسة القديسين وتألق معتز الدمرداش وريهام السهلي في مناقشة كافة جوانب الحدث, وافرد البرنامج الوقت للكلمة التي قالها البابا شنودة الثالث في كاتدرائية العباسية, واقتراح د.أحمد الطيب شيخ الأزهر إنشاء' بيت العائلة المصرية' الذي يضم عقلاء وحكماء من المسلمين والمسيحيين يعملون جميعا علي حل الشكاوي والمشكلات التي يتعرضون لها اولا باول نفس الامر تكرر في' العاشرة مساء' ل'مني الشاذلي' التي حرصت في بداية الازمة علي ارتداء ملابس يطغي عليها اللون الاسود كنوع من المشاركة الوجدانية مع اسر شهداء الحادث وكذلك حرصها علي وصف ما جري بانة' زلزال كبير مركزه الاسكندرية. ايضا كانت القنوات العربية حاضرة بقوة في تغطيتها لحادث الاسكندرية فتصدر العناوين الاولي في النشرات الاخبارية لقنوات العربية والجزيرة وزادت قناة العربية بطرحها من خلال برنامج' بانوراما' للتساؤل الذي يشغل بال الجميع: من يقف وراء تفجير الإسكندرية؟, في حين حرصت الجزيرة في بعض نشراتها إلي التلميح بان ما حدث هو عمل داخلي ناتج عن فتنة طائفية وأسهبت القناة في عرض صور لمشاهد لاشتباكات جرت في اليوم الأول من وقوع الحادث بين قلة من المسيحيين والمسلمين في الإسكندرية لتبرير ادعاءاتها بوجود فتنة طائفية وان قوات الأمن استخدمت خراطيم المياه ة لتفريق الحشود الغاضبة! كما شهدت تترات الشاشة في قنوات الرقص والفيديو كليب والمسابقات الباحثة عن حل لسؤال ساذج هي الأخري رسائل من مشاهدين تدعو لأسر شهداء الحادث بالصبر ولمصر بالأمن والأمان. القنوات الفضائية المسيحية كانت هي الأخري حاضرة بقوة في تغطيتها للحدث بأسلوب حيادي ملتزم و يحسب لها إنها لم تنسق وراء القلة التي روجت للفتن الطائفية او للمتعصبين أبرزها ما جاء في قناةctv من خلال بث مباشر علي مدار الساعة من الأستوديو عرضت من خلال كافة جوانب الحادث وفي سبيل ذلك قامت بتغير خريطة برامجها اليومية المعتادة الي جانب تقديم فاصل عبارة عن مشاهد ممزوجة من وحي ميلاد المسيح مع مشاهد من موقع الأحداث يصاحبه صوت راو يؤكد ان الآلام صاحبت الايمان المسيحي منذ نشاته وكذلك تم استخدام ايات من الكتاب المقدس ومشاهد اخري من عذابات المسيح كفواصل بين الفقرات التي تضمنت لقاءات مع بعض رجال الدين مثل الانبا مرقس اسقف شبرا الخيمة والاب مكاري يونان كاهن البطرخانة القديمة. كما تم استضافة بعض الكتاب والمفكرين ومنهم يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة وطني والدكتور ثروت باسيلي. وقد اتفقوا علي ادانة الحادث وضرورة البحث عن امل للمستقبل كذلك فتحت القناة خطوط ساخنة علي الهواء لاستقبال المشاركات والتعزيات والاقتراحات من جميع انحاء العالم وتخلل ذلك انفراد القناة ببث فيديو للحظة التفجير ووصول مندوب البابا الي الكنيسة وتقديم اول لقاءات مع المصابين واسر الشهداء. كذلك بثت القناة طقوس صلوات التجنييز للجنازة الاولي من دير الشهيد مارمينا بكنج مريوط والتي قام بها الانبا يؤانس والانبا ارميا سكرتيري قداسة البابا ولكن يؤخذ علي القناة تكرار بث صور اشلاء الضحايا اكثر من مرة وصور الدماء!. اما قناة اغابي كلمة قبطية تعني المحبة وهي القناة الرسمية للكنيسة القبطية الارثوذكسية ويشرف عليها الانبا بطرس الاسقف العام وسكرتير البابا شنودة فقد اهتمت بتقديم التعازي الروحية والكلمات الرسمية للكنيسة و انفردت بنقل طقوس صلوات الجنازة الثانية لاربعة من الشهداء من دير مارمينا والتي قام بالصلاة فيها الانبا كيرلس رئيس الدير والانبا موسي اسقف الشباب والانبا رافائيل والقي الانبا موسي كلمة تعزية موكدا المعني الروحي للموت والذي يسمي رقود وعن رجاء امجاد القيامة.