كتب:أبو العباس محمد إذا كانت هناك حكايات ومشاهد كثيرة مؤلمة جرفتها إلينا كارثة سيول المنيا التي راح ضحيتها15 طالبة من طالبات مدرسة الوليدية الإعدادية, فهناك حكاية عم كامل بشري ذلك الرجل المسيحي الطيب الذي قام بإنقاذ ياسمين المسلمة واحدة من طالبات المدرسة المنكوبة. نعم إنها حالة مصرية ومصرية فقط, فالناس في الصعيد أحلامها بسيطة قلوبها طيبة, الأديان أبدا لم ولن تفرق بينها مهما يكن همس الشياطين قال لي: مسقط رأسه من اسيوط, لأ مسقط رأسه من بلبيس الشرقية, لا الشرقية ولا اسيوط هو من المنيا, ولا المنيا وحياتك هو من اسوان, حصل علي الثانوية منها ووالده كان طبيبا كبيرا في كوم أمبو.. نظرت إلي محدثي وقلت: ليكن مسقط رأسه مايكن, من المنيا من اسيوط من الشرقية, من أي مدينة أي مركزأي قريةأي نجع, من بحري من الصعيد كل ذلك ليس مهما,.. المهم إنه من مصر, فهوفي النهاية ملك القلوب, دقات قلبه من قلوب فقراء مصر, احلامه من احلامهم.. نحن نتحدث عن البروفسير مجدي يعقوب الذي منحه الرئيس مبارك قلادة النيل أرفع وسام مصري تقديرا لجهوده ونبله العلمي والطبي في إنقاذ حياة الفقراء المصريين وأطفالهم من مرضي القلب لاسيما فقراء الصعيد الذي لم يدخر السير يعقوب جهدا ولاعلما ولامالا في إجراء جراحات لهم وعودتهم للحياة بالمجان. حسنا فعل الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية عندما اعترف بمسئولية الحكومة عن حادث أتوبيس السياحة الذي وقع بطريق أسوان أبوسمبل, وأسفر عن مصرع8 أمريكيين وإصابة22 آخرين بينهم مصريان, لكن الذي كنت أتمني أن يعترف به الوزير شهاب, أن الحكومة لازالت تقف عند مرحلة الإعتراف والتصريحات في مواجهة حوادث الطرق ومقتل المئات من المواطنين والسياح في هذه الحوادث, كنا سنطمئن أكثر لو أن الوزير شهاب قدم لنا دليلا أو إشارة يمكن أن تطمئننا بأن الحكومة ستنتقل من مرحلة الكلام إلي مرحلة الفعل التصدي لهذه الحوادث بإجراءات عملية حقيقية, فهذه الحوادث التي باتت تقتل اوتحصد أرواح العشرات كل يوم علي طرق الصعيد, لا اغالي إذا قلت إنها أصبحت أشد من الإرهاب خطورة علي حياتنا وحياة السياح. قبل عشرة ايام صباح السبت كنت ضيفا علي برنامج ألوان في إذاعة الشباب والرياضة عندما سألاني الزميلان حسين عباس وأمل الدالي مقدما البرنامج: هل تعتقد أن الصعيد مظلوم إعلاميا, نظرت إليهما وقلت بحسم: نعم مظلوم والإعلام بفضائياته وصحفه مازال حتي هذه اللحظة قاهريا لايهتم بالصعيد أو بماهو خارج العاصمة عموما إلا عند وقوع الكوارث أو تغطية لزيارة يقوم بها السيد الرئيس أو رئيس الوزراء للصعيد, ورحت أستشهد قائلا: في مثل هذه الأيام من كل عام اعتادت قري محافظات المنياواسيوطوسوهاج وقنا والبحر الأحمر أن تكون علي موعد تنتظر قدرها المشئوم مع السيول.. فهل فكرت هذه الفضائيات والصحف أن تجري تحقيقا أو تخصص برنامجا لتسأل كيف تم الاستعداد في هذه المحافظات لمواجهة هذا الخطر السنوي, بالطبع لم ولن تفكر لأنهاببساطة تنتظر أن تمارس هوايتها المفضلة تغطية الكارثة وحتي هذا لم يتم بالصورة التي تليق ومستوي الكارثة. الأسبوع الماضي بقدر ما كانت سعادتي لا توصف للبدء في إنقاذ تراث رفاعة الطهطاوي في مسقط رأسه بسوهاج وذلك وسط احتفال كبير حضره السفير محمد رفاعة الطهطاوي ومحافظ سوهاج محسن النعماني وفيليب حنا مندوبا عن معهد جوتة بقدر ما تملكني شعور من العتاب لأن أصحاب الاحتفال تجاهلوا بالذكر ملحق الصعيد الذي كان أول من لفت الانتباه إلي ضرورة إنقاذ هذا التراث ولمن يريد أن يتأكد عليه مطالعة العدد الثالث الصادر2 نوفمبر من العام الماضي ولذا لزم التنويه.