أطلس للسيول وكود مصري للسيول وميزانيات بالملايين وتصريحات اعتادتها الآذان وملتها الأعين عن إجراءات وقائية.. ثم تأتي سيول الصعيد العارمة فتجرف أمامها كل ماسبق. ولا يبقي أمام المسئولين عن صعيدنا سوي حصر الخسائر والعديد فوق أطلال الكارثة. وفي هذا الشتاء, ككل شتاء, خرجت البيانات الصحفية من محافظات الصعيد وتصريحات المحافظين بلا طعم كالوجبات الجاهزة المعدة سلفا, حيث قال اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط إنه رفع درجة الاستعداد القصوي بجميع مراكز ومدن المحافظة تحسبا للسيول, وهي نفس الدرجة القصوي التي أعلن عنها محافظ قنا اللواء مجدي أيوب ومحافظ أسوان مصطفي السيد وغيرهم. كما أكدوا- جميعا- علي وجود مراجعة ميدانية يقظة لمخرات السيول الطبيعية والصناعية وتوافر الاحتياطي الاستراتيجي من العقاقير والأدوية بالمستشفيات العامة ووحدات الإسعاف الطائر والمواد التموينية. وأضاف وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد نصر الدين علام علي ذلك كله معلنا أن وزارته انتهت من إعداد. أطلس للسيول علي مستوي المحافظات واعداد الكود المصري للسيول, فيما كشف وزير التضامن الاجتماعي الدكتور علي مصيلحي عن ميزانية رصدت للكوارث الناجمة عنها. غير أن كل هذه التصريحات والبيانات جرفتها السيول كعادتها مع كل شتاء وجاءت مخالفة تماما لما قاله هؤلاء السادة المسئولون. فلقد جرفت مياه السيول حافلة رحلات تقل أطفالا علي طريق المنيا- أسيوط لتودي بحياة15 شخصا بينهم9 تلميذات من مدرسة الوليدية الإعدادية بأسيوط يوم الأربعاء الأخير من العام الماضي وسط اتهامات لمواسير تصريف مخرات السيول بأنها كانت مسدودة!, علما بأنها ليست الحادثة الوحيدة التي أوقعها السيل حتي اليوم, وإن كانت الأضخم من حيث عدد الضحايا. كما أسفرت سيول الصعيد حتي الآن عن خسائر ضخمة بدءا من الطرق مرورا بأعمدة الانارة وخطوط الضغط العالي وصولا لتعطل الخدمات كالكهرباء والمياه وغيرها حتي ليبدو أن الأجهزة الرقابية في المحافظات قد بدأت مرحلة حصر الخسائر!, والتي قدرت العام الماضي بنحو400 مليون جنيه.