الخبراء يطرحون رؤيتهم لتحويل الأقاليم إلي مراكز إنتاج وتطوير المحافظات المصرية طاردة للسكان.. خطر يهدد مستقبل التنمية في مصر ويهدد العاصمة أيضا ويعرضها للمزيد من البطالة. بسبب نقص الخدمات المعيشية والصحية بالأقاليم, والمركزية الشديدة للإدارة بالقاهرة, وكذلك التخبط في تنفيذ الكثير من المشروعات الطموحة مثل مشروع طريق سوهاج البحر الأحمر المهدد بالتوقف بعد خروج وزير الاستثمار السابق من الوزارة بدعوي الحاجة لإعادة دراسة الجدوي منه! الخبراء يطرحون بدائل عديدة للتنمية وتحويل المحافظات المصرية إلي مراكز للإنتاج والتصدير, كما يطرحون ممرا جديدا للتنمية يعد إضافة للممر الذي سبق إعداده بمعرفة العالم المصري فاروق الباز. جاء ذلك في حوار المشاركين بالمنتدي الثقافي المصري, وأدار الحوار فيه السفير أحمد الغمراوي نائب رئيس الملتقي الذي استضاف الخبير العقاري المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين, فكان لقاء اتسم بالكثير من الآمال حول إمكان انطلاق مصر, والكثير من الآلام أيضا علي ما يمر بنا من أحداث وحوادث مؤلمة نتيجة لسوء التخطيط, وآخرها حادث انهيار مصنع الإسكندرية إثر يوم عاصف!! يقارن صبور بين أوضاع المحافظات اليوم والأمس حيث كان سكان مصر عام1952 نحو20 مليون نسمة, والقاهرة وحدها نحو مليوني نسمة, أي أن كل فرد في القاهرة كان يقابله01 أفراد في باقي الجمهورية, أما الآن فقد وصل عدد السكان إلي80 مليونا في مصر, منهم20 مليونا في القاهرة, أي أن هناك فردا واحدا يعيش في القاهرة مقابل4 أفراد في باقي مصر, ويتوقع صبور أن يصل عدد سكان مصر عام2050 إلي140 مليونا نصيب القاهرة منهم53 مليون نسمة علي الأقل. وإذا كان فاروق الباز قد طرح بديلا جيد للتنمية يتمثل في ممر التنمية الذي يسير فوق بحر من المياه الجوفية, فإن صبور يطرح بديلا جديدا يعتمد علي الاستفادة بالشريط الساحلي علي امتداد نحو3 آلاف كيلومتر طولي علي سواحل مصر البحرية لإقامة مراكز للتنمية تعتمد علي السياحة والأنشطة البحرية, ثم إقامة مراكز صناعية وزراعية علي الظهير الصحراوي لتلك المناطق, مما يؤدي إلي جذب الكثافة السكانية وتوفير فرص عمل وزيادة الصادرات كما هو الحال في سواحل اسبانيا وإيطاليا, وإيقاف هذا السلوك بإضاعة هذه السواحل الذهبية ببيعها علي هيئة مصايف وشاليهات! ويري صبور أن تخطيط المستقبل يجب أن يبدأ من تحسين التعليم والاهتمام بالصحة, مشيرا إلي أن عدد البراءات العلمية في إسرائيل يفوق عدد البراءات المسجلة بالدول العربية مجتمعة. وأجاب المهندس حسين صبور في المنتدي الذي يرأسه الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق عن الأسئلة التي تناولت الخطر الذي يهدد الثروة العقارية في محافظات مصر, بالإشارة إلي حادث انهيار مصنع الإسكندرية, وقال: إن الحادث يحمل أكثر من مخالفة, أولاها أن المبني في الأصل سكني وقد حوله صاحبه لصناعي, وثانيتها: إدخال ماكينات ضخمة أدت إلي تصدع بالعقار! وحول الأعمال الكبري التي يظهر فيها انعدام التخطيط أبدي الحاضرون أسفهم علي طريق سوهاج البحر الأحمر الذي توقف العمل به بدعوي أن المشروع يحتاج لمزيد من الدراسة, حتي إن واضعي اليد بدأوا في التسلل لمناطق كثيرة علي الطريق, ويتساءل هؤلاء: لماذا شرعنا في إقامة الطريق أصلا إذا لم تكن له جدوي من الأصل, خاصة أن الطريق يشكل شريانا حيويا لنقل صادرات الصعيد للخارج؟ ويعلق المهندس صبور علي هذا الطريق قائلا: إنه كان من العلامات المضيئة للدكتور محيي الدين في أثناء توليه الوزارة!!