مدبولي: حماية حقوق مصر المائية أولوية قصوى ونتطلع لتحسن إيرادات قناة السويس    قرار مهم يؤثر على أسعار الذهب والفائدة على الدولار غدا.. اعرف التفاصيل    افتتاح أحدث مصانع الأوتوبيسات بمدينة الصالحية بحضور الفريق كامل الوزير    خطاب الدوحة.. لماذا وصف السيسي إسرائيل ب"العدو" الآن؟ دبلوماسيون يجيبون    شوط سلبي بين يوفنتوس ضد دورتموند في دوري أبطال أوروبا    ترامب: أمريكا اتخذت إجراءات ضد سفينة ثالثة من فنزويلا    منتخب تنس الكراسى المتحركة يحصد الذهب فى بطولة كينيا    طلقات في الرقبة والوجه.. إصابتان في مشاجرة مسلحة بسوهاج    الحلقة الرابعة من "ديجافو".. سيف يكشف سرًا مدفونًا ويقلب حياة ليلى رأسًا على عقب    "داخل الأسانسير".. ياسمين رئيس تخطف الأنظار والجمهور يغازلها    بالصور.. محافظ سوهاج يسلم 25 عقد عمل لذوي الإعاقة ويطلق مشروعين لدعمهم    فني صحي طنطا يتصدر قائمة تنسيق الثانوية الصناعية 3 سنوات بحد أدنى 99.5%.. النتيجة كاملة    وزير الخارجية يلتقى سكرتير عام منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية    أحمد موسى: كل ما يفعله نتنياهو اليوم سيكون له رد فعل    بتكلفة 65 مليون جنيه.. محافظ الشرقية يفتتح 4 مشروعات جديدة غدًا    غرفة عمليات وإشراف قضائي.. كل ما تريد معرفته عن اجتماع الجمعية العمومية    أول تعليق من حسام البدري على قرار الخطيب بعدم الترشح لرئاسة الأهلي    مدبولي: زيادة البنزين المقررة في أكتوبر قد تكون الأخيرة.. ودعم السولار مستمر    فى الأقصر .. الإعدام ل4 متهمين لاتهامهم بمقاومة السلطات وحيازة مخدرات    موعد صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025 للموظفين والأشهر المتبقية بعد بيان المالية    وفد نقابة المهندسين يتابع أعمال المرحلة الثانية من النادي بأسيوط الجديدة    الجرائم الأسرية دخيلة على المجتمع المصرى    ماريا كاري تخطف الأنظار بإطلالتها ومجوهراتها الفاخرة في حفل أم أي 2025    ريهام عبد الحكيم: المنافسة صحية وأنغام أقرب الناس لقلبي    فيديو - أمين الفتوى يوضح حالات سجود السهو ومتى تجب إعادة الصلاة    كم يحتاج جسمك من البروتين يوميًا؟    الرئيس الصومالي: علاقتنا مع إثيوبيا لا تؤثر على شراكتنا مع مصر    فسحة تحولت لكارثة.. إصابة سيدتين في حادث دراجة مائية بشاطئ رأس البر    شن حملات تفتيشية على المستشفيات للوقوف على التخلص الآمن من المخلفات في مرسى مطروح    عمرو عبدالله يقدم ماستر كلاس عن فلسفة السينوغرافيا في مهرجان الإسكندرية المسرحي (صور)    بعد صعودها لأعلى مستوى في 14 عامًا.. كيف تستثمر في الفضة؟    أمين الفتوى يوضح الجدل القائم حول حكم طهارة الكلاب    لأول مرة.. رئيس الوزراء يكشف عن رؤية الدولة لتطوير وسط البلد    الصحة: توفير لقاح الإنفلونزا الموسمية مجانًا للفرق الطبية    الشيخ خالد الجندى: أبو هريرة كان أكثر الصحابة رواية للسنة النبوية    مراسل "القاهرة الإخبارية" من النصيرات: غزة تباد.. ونزوح جماعى وسط وضع كارثى    شاهد تخريج الدفعة 7 من المدرسة القرآنية فى سوهاج    "حياة كريمة" تنظم قافلة طبية شاملة لخدمة أهالي القنطرة غرب بالإسماعيلية    افتتاح المؤتمر السابع للشراكة من أجل المبادرات الدولية للقاحات (PIVI) فى القاهرة    طريقة تجديد بطاقة الرقم القومي إلكترونيًا 2025    رئيس هيئة النيابة الإدارية يلتقي معاوني النيابة الجدد    أمل غريب تكتب: المخابرات العامة المصرية حصن الأمن القومي والعربى    8 صور ترصد استقبال زوجه وأبناء حسام حسن له بعد مباراة بوركينا فاسو    برشلونة يعلن مواجهة خيتافي على ملعب يوهان كرويف    هتوفرلك في ساندويتشات المدرسة، طريقة عمل الجبن المثلثات    تشكيل الهلال المتوقع أمام الدحيل في دوري أبطال آسيا    «شوبير» حزين لجلوسه احتياطيًا في لقاءات الأهلي ويطلب من «النحاس» تحديد مصيره    البنك الأهلي المصري يحتفل بتخريج دفعة جديدة من الحاصلين على منح دراسية بمدينة زويل    انتبه.. تحديث iOS 26 يضعف بطارية موبايلك الآيفون.. وأبل ترد: أمر طبيعى    السكك الحديدية: إيقاف تشغيل القطارات الصيفية بين القاهرة ومرسى مطروح    وزيرة الخارجية البريطانية: الهجوم الإسرائيلي على غزة متهور    مهرجان الجونة السينمائي يمنح منة شلبي جائزة الإنجاز الإبداعي في دورته الثامنة    الأرصاد: انخفاض طفيف فى درجات الحرارة.. وبدء الخريف رسميا الإثنين المقبل    وزير التعليم: المناهج الجديدة متناسبة مع عقلية الطالب.. ولأول مرة هذا العام اشترك المعلمون في وضع المناهج    أمين الفتوى: الشكر ليس مجرد قول باللسان بل عمل بالقلب والجوارح    الغلق لمدة أسبوع كامل.. بدء تطوير نفق السمك بشبين الكوم -صور    بلدية غزة: اقتراب موسم الأمطار يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية بالمدينة    إبراهيم صلاح: فيريرا كسب ثقة جماهير الزمالك بعد التوقف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعترافات مثيرة للمتهم بالتجسس لصالح إسرائيل

كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضية طارق عبد الرازق المتهم بالتجسس والتخابر ضد مصلحة البلاد لصالح اسرائيل عن معلومات جديدة أدلي بها المتهم في اعترافاته امام المستشار طاهر الخولي المحامي العام لنيابات أمن الدولة العليا . برئاسة المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا‏ وفجر المتهم خلال التحقيقات مفاجأة كبيرة حيث اعترف بأن ضباط الموساد طلبوا منه تجنيد الدكتور فيروز عثمان فلسطيني الجنسية رئيس الجمعية الخيرية بجنوب افريقيا والذي يقوم بجمع التبرعات العينية والنقدية لدعم المقاومة في فلسطين وذلك بعد فشله في محاولة تجنيد واستقطاب شارل ايوب رئيس تحرير جريدة الديار اللبنانية‏.‏ وكشفت التحقيقات أيضا عن كيفية رصد الجاسوس وقصة سقوطه وكيف رصد ضباط المخابرات المصرية تحركاته وتنقلاته والتسجيلات التي كان يجريها خلال وجوده بالبلاد وحتي إحالته إلي المحاكمة الجنائية‏.‏
لحظة القبض علي الجاسوس
بدأت أجهزة الأمن القومي في رصد تحركات طارق منذ دخوله علي الموقع الاليكتروني الاسرائيلي لجهاز الموساد حتي قيامه بمقابلة أحد أفراد الأمن بالسفارة المصرية بالعاصمة الصينية بكين من أجل مقابلة السفير المصري لأمر مهم‏,‏ ولم يعلم طارق أن جميع تحركاته مرصودة من المخابرات المصرية حيث أمر المستشار النائب العام عبد المجيد محمود والمستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا بالموافقة علي التسجيلات‏,‏ وسرعة ضبط المتهمين داخل البلاد أو خارجها‏,‏ وتم توجيه طارق عن طريق السفير المصري بالصين بضرورة قطع تذكرتي سفر الي القاهرة والعودة إلي الصين مرة أخري من أجل الذهاب الي رجال الأمن القومي لإبلاغهم‏,‏ بعد حديثه مع السفير عن تعاونه مع الموساد حيث حضر بالفعل ولكنه لم يذهب الي رجال المخابرات وبعد مرور خمسة أيام في القاهرة كان في طريقه الي العودة الي الصين مرة أخري فتم القاء القبض عليه وقال‏:‏ في اللحظة الأولي حيث كانت عقارب الساعة تقترب من الثامنة من مساء اليوم الأول من شهر أغسطس الماضي حيث فوجئ بضباط الأمن القومي يلقون القبض عليه ويقومون بتفتيشه عندها أكد لهم أنه سوف يعترف بكل شيء وذهب معهم في هدوء بعد التحفظ علي هاتفيه المحمولين وجهاز اللاب توب المشفر وحقيبة جلدية تحتوي علي جيوب سرية وكارد ميموري مشفر‏,‏ وتم اقتياده الي مبني خاص بالأمن القومي للتحقيق معه وتدوين اعترافاته بخط يده أمام ضباط المخابرات‏.‏
وكانت نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول قد طلبت من حمدي خليفة نقيب المحامين ومجلس النقابة تكليف أحد المحامين بالحضور خلال التحقيقات للدفاع عن المتهم وحضور التحقيقات التي تجريها النيابة وفقا لنزاهة القضاء المصري فتم تكليف عصمت طلعت عقل المحامية بحضور جلسات التحقيق معه‏.‏
وفي اليوم الثاني من اغسطس الماضي وبداخل مكتب المستشار طاهر الخولي بالطابق الثاني بسرايا نيابة أمن الدولة بدأت وقائع التحقيقات حيث جلس طارق عبد الرازق أمام المحقق المحامي العام ومحمد قاسم سكرتير جلسة التحقيق الذي سطر الاعترافات من البداية حتي النهاية في حضور دفاع المتهم التي سألته عن طلباته فأجاب بموافقته علي حضورها بعد ان سأله اذا كانت تابعة للمخابرات فأخرجت له كارنيه نقابة المحامين علي حد قولها‏.‏
بدأ طارق اعترافاته في التحقيقات بأنه ينتمي لأسرة فقيرة جدا وله شقيق محمد أصغر منه وشقيقتان احداهما مطلقة ولديها طفل‏,‏ والاخري لم تتزوج‏,‏ وكان والده العجوز يعيش في قرية يوسف الصديق بالفيوم متزوج من والدته التي تربطه بصلة قرابة ومن أجل البحث عن عمل نزح الي القاهرة للعمل حارسا في احدي شركات المياه واستأجر شقة صغيرة تتكون من حجرتين وصالة ومساحتها لا تزيد علي‏60‏ مترا بالعقار رقم‏18‏ حارة محمود عمر عزبة مكاوي حدائق القبة‏..‏ وحصل علي دبلوم الصنايع‏3‏ سنوات عام‏1990‏ والتحق للعمل بأحد المطاعم الشهيرة للبيتزا ثم عمل في شركة صيانة المصاعد لمدة‏6‏ شهور ومن خلال متابعته لاحدي المجلات الصينية فقام بمراسلة احد معاهد تدريب الكونغوفو بالصين التي كانت تعلن عن قبول دارسين بالمجان لمدة عامين لتعليم رياضة الكونغوفو‏..‏ والاقامة علي نفقة المعهد داخليا ولكنها كانت تبعد عن العاصمة بكين ب‏800‏ كيلومتر‏.‏
وكانت المفاجأة له بإرسال المعهد المنحة له فعرض الأمر علي أسرته وقامت والدته بعمل جمعية من خلال جيرانها ومساعدته في شراء تذكرة السفر والاقامة هناك وخلال دراسته هناك لم يحضر القاهرة لمدة عامين حيث كان يقيم بداخل المعهد وتعلم اللغة الصينية وتعرف أثناء تلك الفترة علي صديقته هورش تك التي كانت تدرس بإحدي المدارس الثانوية بجوار المعهد ومساعدته في تعليم اللغة الصينية كما ساعدها هو في تعلم اللغة العربية‏.‏
وقال طارق انه عاد الي القاهرة مرة أخري‏,‏ وقام بالعمل في أحد الأندية الشهيرة بمدينة نصر مقابل مبلغ مالي قدره‏150‏ جنيها بالاضافة الي مبلغ مالي آخر عن كل مشترك من أعضاء الفريق الذي يقوم بتدريبه‏..‏ وتصادق مع بعض المتدربين معه‏,‏ وكذلك أولياء أمورهم الذين كانوا يعملون في مراكز مرموقة‏..‏ واستمر في هذا العمل لمدة‏11‏ عاما‏..‏ وفي عام‏2002‏ شرع في إنشاء مشروع يخرجه من حالة الفقر التي كان يعيشها فتشارك مع ثلاثة من أصدقائه في عمل قرض اجتماعي باسم شقيقه الأصغر محمد قيمته‏200‏ الف جنيه من الصندوق الاجتماعي وقاموا بعمل شركة لتصنيع العبوات البلاستيكية وعندما شعر شركاؤه بعدم مصداقيته قاموا بإنهاء شراكته وأخرجوه من المشروع الذي نجح بعد ذلك وكان قد أنفق المبلغ المالي ولم يتمكن من سداد القرض‏,‏ فقام الصندوق برفع قضايا ضد شقيقه وصدرت ضد شقيقه أحكام بالحبس فحدثت الخلافات بينهما‏.‏ وقال طارق للمحقق انه كان في تلك الفترة يتردد علي السفارة الصينية بالقاهرة ويقوم بمساعدة الوافدين من الصين لعمل مشرعات استثمارية في مصر حيث كانوا يقدمون له المكافآت والهدايا‏,‏ وحضرت محبوبته هوش تك لزيارة القاهرة بعد ان انتهت من دراستها الجامعية بالصين حيث التحقت بعمل مهم وكانت مسئولة عن الجاليات العربية هناك‏.‏
فساعدته في الهجرة الي الصين‏,‏ وتمكن من استئجار حجرة في بكين ليعيش فيها حيث كان يقوم بمساعدة رجال الأعمال الذين يرغبون في إنهاء أوراقهم للسفر من الصين الي القاهرة مقابل حصوله علي عائد مادي‏.‏
للحصول علي مليون جنيه
وأوضح طارق انه كان يمر بضائقة مالية شديدة وكان يجلس بمفرده في الحجرة التي يعيش فيها وأثناء بحثه عن فرصة عمل في جهاز الكمبيوتر وجد بوابة سفارة مكتوبا عليها اذا كنت تريد الحصول علي مليون دولار فادخل علي هذا الموقع‏..‏ فلم يتردد فوجد انه موقع جهاز المخابرات الاسرائيلي فدون اسمه وعنوانه وهاتفه المحمول بعد ان ذكر لهم في الموقع انه شاب مصري ويقيم في بكين ويبحث عن عمل‏..‏ ويريد التعامل معهم وبعد يومين اتصل به جوزيف ضابط الموساد وقال له اننا نرحب بك في المخابرات الاسرائيلية وسوف نتصل بك لاحقا‏..‏ وبعد مرور اسبوع اتصل به وطلب مقابلته في تايلاند‏..‏ فلم يتمكن طارق من الحصول علي تأشيرة السفر من سفارة تايلاند بالصين‏,‏ فاتصل بالضابط مرة أخري فطلب منه ضرورة مقابلته في نيبال حيث لا تحتاج الي تأشيرة سفر وبعد ذلك سافر طارق الي نيبال وانتظر اتصال جوزيف به لمدة‏15‏ يوما‏..‏ فلم يتقابل معه واتصل به قائلا سوف اتقابل معك بالهند‏.‏
وفي النهاية عاد الي الصين مرة أخري ثم سافر لمقابلته بالهند وبعد‏3‏ أيام تقابل معه بداخل السفارة الاسرائيلية بالهند وبداخل حجرة مغلقة استمر اللقاء لمدة‏5‏ ساعات متواصلة‏,‏ وقال طارق انه كان يستجوبه عن اسرته وأصدقائه وعلاقاته خلال عمله كمدرب للكونغوفو‏,‏ ومن هم أصدقاؤه الذين كانوا يتعاملون معه خلال‏11‏ عاما‏,‏ وأهم الأماكن التي يقوم بزيارتها في القاهرة وما هي المعلومات التي يمكن ان يقدمها لهم‏.‏
تجنيد العرب
وقال طارق انه طلب من جوزيف العمل من خارج مصر نظرا لإقامته بالصين فوافقه الأخير وتقابل مع ايدي موشيه المتهم الثاني في القضية والمكلف بالتعامل معه حيث تناولا طعام العشاء في أحد المطاعم التي تتردد عليها الجاليات العربية بالصين وطلب منه التعامل مع كل من هو عربي ومحاولة معرفة كل شيء عنهم‏,‏ وترشيح من يصلح للتعامل مع الموساد من بينهم وكذلك كتابة التقارير عن الشخصيات البارزة منهم‏,‏ بالاضافة الي عمل موقع اليكتروني لانشاء شركة وهمية للاتصالات وتجارة الزيتون وحاجته الي عاملين في تلك المجالات من سوريا ولبنان‏.‏
فيروز عثمان
وقال إن رجال الموساد طلبوا منه الاتصال بالدكتور فيروز عثمان رئيس احدي الجمعيات الخيرية بجنوب افريقيا الذي تقابلوا معه في تايلاند وجنوب افريقيا بعد ان قدم له موشيه رقم هاتفه المحمول واتصل طارق به بالفعل وأقنعه بأنه رجل أعمال عربي يريد التبرع بمبالغ مالية لصالح القضية الفلسطينية‏.‏
وعندما وجده يتحدث الانجليزية بطلاقة قدم له موشيه الذي تحدث وتقابل معه في جنوب افريقيا وتايلاند وحصل منه علي مبالغ مالية في جنوب افريقيا حيث رفض د‏.‏فيروز السفر الي الصين في البداية ولم يعلم طارق بانه تم تجنيده من عدمه لان الضابط الاسرائيلي موشيه طلب منه قطع التعامل معه لان هناك اشخاصا مكلفين بالتعامل معه وسوف يتصلون به‏.‏
وأوضح طارق ان هدفه من التخابر مع رجال الموساد هو جمع حفنة دولارات للخروج من الفقر الذي كان يعيش فيه حتي تمكن من شراء شقة في العاصمة بكين وسيارة وتزوج من محبوبته سرا زواج عرفي لان طبيعة عملها تمنعها من الزواج من أجنبي‏.‏
وقال انها لا تعلم بتعامله مع الموساد حتي ساعة التحقيق والدليل علي ذلك هو قيامها بإرسال رسالة له علي الايميل ذكرت فيها بأنها سوف تنتظره حتي نهاية العمر حيث قام المستشار طاهر الخولي المحامي العام بعرض الرسالة علي المتهم طارق‏,‏ وقال له اذا كنت تريد الرد عليها فسوف أحصل لك علي موافقة النائب العام الدكتور عبد المجيد محمود بالحديث معها وتطليقها إذا أردت حتي لا تنتظرك لان القضية طويلة‏..‏ ورفض طارق الرد عليها وقال ان أسرتها ايضا لم تكن تعلم بزواجها‏,‏ وعلل طارق عدم اتصاله بأسرته طوال تلك الفترة لعدم توافر الأموال معه خاصة ان شقيقه كان قد صدر ضده احكام قضائية بسبب القرض المالي الذي يصل الي‏50‏ الف جنيه‏.‏ وكان يقيم بالفعل في الفنادق الخمس نجوم بناء علي تعليمات الموساد ولم يتمكن من زيارة والديه ومساعدتهم برغم فقرهما‏.‏
علاج المتهم
وخلال التحقيقات تعرض طارق لحالة من الاعياء الشديد بسبب اصابته بالقولون العصبي والناسور الشرجي فتم حصوله علي اجازة من التحقيق تحت حراسة أمنية مشددة من جهاز الأمن القومي وتم علاجه لمدة اسبوع‏..‏ وعاد مرة أخري لمواصلة التحقيقات التي كان يشرف عليها النائب العام أولا بأول نظرا لخطورتها علي أمن وسلامة البلاد‏.‏
وذكر طارق في نهاية التحقيقات ان جهاز الموساد كان هدفه الأول هو تجنيد عناصر جديدة من العاملين بجهاز الاتصالات وشركات المحمول المصرية الثلاث ليتمكنوا من مراقبة وتسجيل المحادثات الهاتفية لمسئولين مصريين ولبنانيين وسوريين‏.‏ وحول ذهابه الي السفارة المصرية بالصين قال انه علم بالقبض علي سوريين وإعدام‏3‏ من بينهم العميل السوري فشعر بالخوف من اكتشافه‏,‏ وانه لم يعلم بمراقبة الأمن القومي له فكان هدفه ان يكون عميلا مزدوجا بين مصر واسرائيل‏.‏ وقال ان قول السفير المصري بالصين له عليك ان تذهب الي مصر وابلاغ الأمن القومي هناك وقيامك بالحصول علي تذكرتي السفر الذهاب والاياب هو ما وضع الطمأنينة في قلبه‏..‏ فحضر بالفعل الي القاهرة ولكنه تردد في الذهاب الي المخابرات المصرية حيث طلب منه ايدي موشيه التوقف عن العمل نهائيا‏,‏ موضحا له ان العميل السوري ومعاونيه تم القاء القبض عليهم واعدامهم‏.‏
الإقامة في السعودية
وعن سبب محاولة عودته الي الصين مرة أخري قال انه كان ينوي انهاء عمل زوجته والسفر الي السعودية بعد قيام كل منهما ببيع ممتلكاتهما في الصين حتي يتمكنا من الاقامة هناك خاصة أن الموساد لايمكنها متابعتهما في السعودية علي حد قوله‏.‏
مواجهة بين المتهم والشهود
وقال المتهم طارق انه يعتذر لأسرته وجميع أفراد الشعب المصري علي قيامه بخيانته لوطنه‏,‏ وان هدفه الأول والاخير كان جمع الدولارات للخروج من الفقر الذي كان يعيشه‏.‏ وخلال وجوده أمام المحامي العام تم عمل مواجهة بين طارق وشاهدي الاثبات في القضية وهما المدرب الشاب الذي كان يقوم بتدريبه في النادي الذي كان يعمل به‏,‏ وكذلك والده‏,‏ حيث استمع المحقق الي أقوال شهود العيان اللذين أكدا خيانة المتهم لوطنه‏.‏
محامية الجاسوس‏:‏ المتهم شعر بالندم ولكن بعد فوات الأوان
أكدت عصمت طلعت عقل المحامية المكلفة بالدفاع عن المتهم أن طارق عبدالرازق حسن عيسي أدلي باعترافاته الكاملة بارادته الكاملة وشعر بالندم الشديد علي ما اقترفه تجاه وطنه والبلدان العربية الشقيقة‏,‏ وقال إنها سألته عن موقفه من العار الذي سوف يلحق بأسرته خاصة أنها علمت بأن هناك شقيقة له لم تتزوج فقال لها إن كل واحد مسئول عن نفسه‏,‏ وأشارت إلي انها سوف تستكمل اجراءات الدفاع عنه حيث تقدمت بطلب للحصول علي صورة للقضية للاطلاع عليها حتي يمكنها الدفاع عنه مع بداية أولي جلسات محاكمته في‏15‏ يناير أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بالدائرة السابعة جنوب القاهرة‏.‏
وأشارت إلي انها سوف تطالب بتخفيف العقوبة عن المتهم ولكن أوراق القضية بها اعتراف كامل للمتهم‏,‏ وهناك دليل اثبات مثل الجهاز الذي تم ضبطه معه خلال مغادرته البلاد بالمطار‏..‏ والأوراق السرية التي كان يكتب عليها وأقوال شهود العيان في هذه القضية وهما شاهدان فقط‏,‏ ويصعب الكشف عنهما نظرا لحساسية الموقف في هذه القضية‏,‏ وكذلك تحريات ضباط المخابرات المصرية التي قامت بعملية المراقبة والضبط منذ اللحظة الأولي لتعامل المتهم مع ضبط الموساد‏.‏
وحول ملاحظاتها علي المتهم اثناء تعاملها معه خلال فترة التحقيق التي استمرت‏5‏ أشهر تقريبا قالت انه انسان غير طبيعي‏,‏ ويتمتع ببرود شديد لانها سألته عن عدم مساعدته لأسرته الفقيرة فقال لها‏:‏ لم اكن أملك الأموال في الوقت الذي كان فيه يقيم في فنادق‏5‏ نجوم بالقاهرة ولم يكلف نفسه ولو مرة واحدة بالسؤال عن والديه العجوزين‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.