أفضل ما في حفلات جوائز الأوسكار الأمريكية هي حرص كل نجوم السينما علي الحضور في ليلة توزيع الجوائز, تراهم عبر الفضائيات وكأنهم في يوم عرسهم.. متأنقون, مبتسمون, عيونهم تلمع, وهم يدركون أن الجوائز ستذهب لعدد قليل منهم, لكنهم جاءوا وهم يرفعون شعار تعالوا نفرح كلنا.. الجائزة لك هذا العام, وستكون لغيرك العام المقبل, أناس متصالحون مع أنفسهم ومع المهرجان ومع زملائهم.. وهذا بالضبط ما نفتقده في فنانينا ومهرجاناتنا.. فقد أصبح الشائع عند إرسال دعوة لفنان لحضور المهرجان, أن يترقب مع الدعوة جائزة, حتي ولو لم يكن له عمل, فلا مانع من جائزة تكريم.. هذا هو الشرط المعلن في الخفاء وفي النور بين كثير من الفنانين.. شعارهم مفيش جايزة.. مفيش حضور؟!.. لذا تجد مهرجانات مصر التي يحبون تسميتها بهوليوود الشرق, مهرجانات مهجورة من معظم فنانيها, ولا تتعجب أن تجدهم في نفس الأسبوع يخرجون لسانهم من أحد مهرجانات الخليج! وفي مهرجان الإعلام العربي, تحدث أشياء أخري تدفع الفنانين إلي الغياب, مثل سياسة المواءمات, والمصالحات والمهادنات وتسوية الحسابات وكل ما هو آت من أمراض المهرجانات, تستطيع أن تفهم وتستشعر بعضا ممن ستذهب إليهم الجوائز, قبل أن تنطلق إشارة بدء المهرجان.. فقد أخرجت إدارة المهرجان الكارت الأحمر ليسرا والفخراني وعمرو الليثي ومفيد فوزي, وغيرهم, فتم إفراغ الساحة من المنافسين. ثم ماتردد عن التلاعب في النتيجة.! وتجددت الثقة بين آل العدل جروب والتليفزيون.. فعندما حل الفنان سامي العدل ضيفا علي أحدي الفضائيات, قال ردا علي سؤال عن عدم حصول آل العدل علي جوائز من مهرجان الإعلام العربي, ما معني الجائزة وسط920 جائزة!؟ تغيرت هذه التصريحات360 درجة هذا العام, فذهبت إليهم عدد من الجوائز, وهم يستحقونها, أهمها ذهبية الإنتاج ومسلسلهم قصة حب الذي حصد عددا من الجوائز, هو واحد من أفضل مسلسلات..2010 وإن كان هناك مسلسل لا يقل عنه في التميز تمثيلا وتأليفا وإنتاجا, هو أهل كايرو, لم يحصل علي أي جائزة, فترك أكثر من علامة استفهام ؟؟؟! وعلي جانب آخر أتذكر مقولة تربينا عليها هي التواضع عند الانتصار, كلما ازددت تواضعا عند الفوز, ازددت شموخا, الرسالة أوجهها للفنانة نادية الجندي, فبعد فوزها بجائزة أحسن ممثلة عن ملكة في المنفي, أطلقت تصريحا علي طريقة والنبي لنكيد العزال.. قالت أهدي الجائزة إلي أعداء النجاح, حالة من التشفي!! هل هو تتشفي في زميلاتك اللاتي سبقوك في الفوز بجائزة أحسن ممثلة في الشهور الماضية, أم تشف في الجمهور نفسه الذي اختار أحسن ممثلة غيرك من خلال الاستفتاءات, التي أجرتها جهات عديدة, منها مؤسسة الأهرام عبر ملحق الأهرام ع الهواء, وجريدة المصري اليوم, أم تشف في لجان تحكيم مهرجانات أخري, سبق وأن منحت غيرك لقب أحسن ممثلة لهذا العام!! ماذا كان سيجري لو أكملت الصورة الحلوة بضحكة حلوة خالية من اللون الأصفر, مع كلمات تعزز من قيمتك كفنانة, وتدخلك نادي النجوم الكبار.. النجومية لا تتجزأ, سواء أمام الكاميرا أو بعيدا عنها, أو في حوارات الفضائيات.. أنت فنانة موهوبة, ولكنك لست موهوبة في إخفاء غيظك من الآخرين, والصياح بنبرة كيد العوازل.