لا اعتراض لي من حيث المبدأ علي البرامج التليفزيونية المعروفة باسم:(TalkShow) وترجمتها الحرفية:( استعراض كلام), وهي تقوم علي وجود مذيع يتحدث للمشاهدين مستعينا أحيانا بضيف في الاستوديو أو علي الهواء. وطبعا تتراوح التخصصات بين سياسية واقتصادية واجتماعية ورياضية أو فنية, وأحيانا يكون البرنامج( بتاع كله)!! المهم هو أن يكون الكلام مفيدا جديدا موجزا ومقنعا, وهو ما يقتضي أن تكون عناصر منظومة العمل فيه مهنية محترفة ومحترمة, لها رسالة تتخطي حدود التسلية وتمضية الوقت, وصولا إلي الفائدة بتقديم معلومة موثقة, وتحليل علمي, إلي جانب الارتقاء بالسلوكيات, بعيدا عن الهوي والغرض. لكن هل يعقل أن يكون لدينا في الرياضة وحدها نحو51 برنامجا متخصصا من هذا النوع( والبقية تأتي) يمتد بعضها إلي7 و8 ساعات متصلة, وهو رقم قياسي عالمي, يقدمها غالبا هواة يتصدر أولوياتهم مدح الذات, والقدح في المذيعين الآخرين, ويضيع ربع وقتها الطويل في قراءة قصائد الإعجاب والوله من جانب المشاهدين في المحروس مقدم البرنامج العبقري من عينة إنت اللي فيهم والباقي ركش!! ثم إنه ولا واحد من هذه البرامج يتحدث عن الرياضة في حد ذاتها, وإنما هي حكايات وخناقات وخلافات وكواليس وأسرار العلاقات الرياضية غير السوية بين الهيئات واللاعبين والمدربين والجماهير, يعني ساعات وساعات من الإرسال والبث ضائعة فيما لا يفيد بين اللت والعجن الفارغ من المضمون, والنميمة, واختلاق المشكلات, وتصعيد الأزمات, وتقليب المواجع, والتنقيب عن الأخطاء والنرجسية والتقطيع في سيرة الناس!! وكلما تعود المشاهد علي جرعة معينة من الدهشة والاستنكار لهذه المفارقات والتناقضات الصارخة والفضائح, لابد من البحث عن جرعات أشد للوصول إلي ردود الفعل نفسها, حتي وصلنا بكل أسف إلي درجة الإيحاءات الجنسية الخارجة والخادشة للحياء!! وأخيرا فإن ما يبعث علي السخرية حقا هو أن يكون لدينا كل هذا العدد من( التوك شو) الرياضية, ثم لا تكون لدينا أساسا رياضة بالمعني المتعارف عليه للكلمة! [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم