سقطة عضو مجلس إدارة نادى الزمالك «المُقال» أحمد رفعت فى برنامج الكابتن مصطفى عبده على قناة «دريم» تفتح من جديد ملف برامج التليفزيون المذاعة على الهواء مباشرة، والتجاوزات الكثيرة التى تحدث فى مثل هذه البرامج. وإن كانت واقعة الكابتن رفعت قد أثارت الانتباه بشدة بسبب الألفاظ البذيئة التى استخدمها فى وصف لاعب صاعد، فإن هناك سقطات أخرى مرت بسلام لأنها لم تكن على نفس الدرجة من الفجاجة.. فبعض ضيوف البرامج لا يحسنون التفرقة بين ما يمكن أن يقال على المقاهى وفى الجلسات الخاصة، وبين ما يقال على شاشات التليفزيون. والمشكلة أن مثل هذه التجاوزات لا تصدر فقط عن الضيوف، لكنها قد تصدر أيضاً عن بعض المذيعين ومقدمى البرامج. ورغم أن هناك لجنة خاصة فى التليفزيون تتولى مراقبة ما يذاع على الهواء، وفى البرامج المسجلة، وترصد أخطاء المذيعين والمذيعات، وتقوم بتقييم أدائهم، إلا أن المسئولين عن التليفزيون لا يأخذون عادةً بمثل هذه التقارير ولا يضعونها فى اعتبارهم، ولا يحاسبون أصحابها على «هناتهم»، وأخطائهم المتكررة.. وهناك مذيعون معروفون ومستمرون على الشاشة، رغم عشرات الأخطاء المهنية التى وقعوا فيها، وعلى رأسهم مقدم برنامج «مصر النهاردة» تامر أمين، والذى تعوَّد منذ بداية اشتراكه فى تقديم برنامج «البيت بيتك» على تجاوز القواعد الإعلامية وأبجديات العمل التليفزيونى، ويحرصون دائماً على استعراض قدراته فى التنكيت والتبكيت، ويتطاول أحياناً على ضيوفه بدعوى التبسط والاستجابة لروح الفكاهة و«الإفيهات» المباغتة، وقد شاهدته فى إحدى الحلقات يمسك بقلم وزير الصناعة ويضعه فى جيبه ويقول له إنه باعتباره واحداً من الشعب فهو يأخذ منه جزءاً من فلوس الشعب!. أما زميله الإعلامى محمود سعد فهو يتعامل مع المسئولين الذين يحاورهم وكأنه ناظر مدرسة، ورغم لطفه الشديد فى التعامل بأدب جم مع أصدقائه الفنانين، إلا أنه يشخط وينطر فى وجه ضيوفه الآخرين، وتأخذه أحياناً روح الزعامة والبطولة من أجل كسب فريد من الشعبية لدى جمهور المشاهدين. وليس نجم «التوك شو» عمرو أديب سوى نموذج آخر صارخ لحجم التجاوزات اللفظية والأدائية من جانب بعض مقدمى البرامج، و«كليباته» على موقع «اليوتيوب» تفوق فى غرابتها وقدرتها على إثارة الدهشة كثيراً من الفقرات الكوميدية فى برنامج «ساعة لقلبك» الشهير. والقاسم المشترك الأعظم فى معظم «طلبات» المذيعين على الهواء هو رغبتهم المحمومة فى ابتكار أساليب ساخرة وزاعقة ينافسون بها نجوم الكوميديا، باعتبار أن ذلك هو ما يعجب الناس ويجذب المشاهدين والمعلنين للبرامج. لكن هناك نماذج أخرى أكثر هدوءاً والتزاماً فى مناقشة القضايا الساخنة وطرح الأسئلة الجريئة. ومنهم الموهوب والإعلامى المحترف «معتز الدمرداش» فى برنامج «90 دقيقة»، والذكية المتمكنة منى الشاذلى فى «العاشرة مساء»، والهادئة البسيطة «ريم ماجد» فى «بلدنا بالمصرى»، والمثقفة الواثقة من نفسها «دينا عبد الرحمن» فى «صباح دريم»، والجميلان «شريف عامر» و«لبنى عسل» فى «الحياة اليوم»، ولا أحد فيهم يحرج ضيفاً أو يستخدم كلمة سوقية، أو يحاول الظهور بمظهر المناضل أو البطل الشعبى، ومع ذلك فبرامجهم ناجحة وتحقق نسب مشاهدة عالية بدون تصنع ولا ادعاء. وقبل أن تبحثوا عن آلية لوقف تجاوزات الضيوف على الهواء، ابحثوا أولاً عن «فرامل» لكبح جماح بعض مقدمى البرامج وإلزامهم بأدب الحوار وقواعد اللياقة التليفزيونية.