الجهاد أصبح أمريكيا مثل كعكة التفاح والشاي الإنجليزي, وعلي الغرب أن يعترف بأن الجهاد-وبعد ثماني سنوات من إعلانه الحرب ضد الإرهاب- لا يزال قادرا علي مهاجمة أراضيه. وهو جهاد محلي المنشأ, جهاد غربي وصل إلي هذه الأراضي ليبقي. صاحب هذه العبارة ليس أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة, وإنما هو المتطرف الأمريكي اليمني أنور العولقي الذي بات وفقا لوصف جونثان إيفنس رئيس جهاز المخابرات البريطاني الداخلي إم.أي5. عدو الغرب رقم1. العولقي الذي تريده إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حيا أو ميتا يمثل الوجه الجديد للإرهاب, وهو وجه أكثر تأثيرا في الشباب لأن أدواته ليست البندقية ولكن الكلمة التي يطيرها في أنحاء العالم مستخدما كافة وسائل التكنولوجيا بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي كال يوتيوب. فعلي عكس بن لادن الذي لم يظهر للعلن منذ سنين, يتعمد العولقي أن يكون صاحب ظهور صاخب حتي لو وصلت درجة هذا الصخب إلي دعوة المسلمين في صفوف الجيش الأمريكي إلي الاقتداء بنضال حسن الذي قتل13 جنديا عام2009 في قاعدة فورت هود, واصفا هذا العمل بالبطولي. ورغم أن العولقي ليس أمير حرب مدججا بالسلاح كما هو الحال بالنسبة لبن لادن, فإنه بات أكثر خطورة من الأخير. فالعولقي واعظ ينشر أفكاره عبر الإنترنت وهنا تكمن خطورته وذلك نظرا لصعوبة وضعه تحت الرقابة, فالأمن يمكنه تعقب المجموعات التي تخطط لتنفيذ أعمال إرهابية, لكن سيكون من المستحيل أن يراقب أشخاصا يتصرفون بشكل فردي بعد أن تأثروا بخطب العولقي. كما تكمن خطورة العولقي في المزيج الذي يمثله, فقد ولد عام1971 من أب وأم يمنيين في ولاية نيو مكسيكوالأمريكية حيث كان والده يدرس لنيل درجة الماجستير. وفي1991 حصل العولقي علي درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة ولاية كولورادو, وبعدها درجة الماجستير في التعليم من ولاية سان دييجو, وكان وقتها إماما لمسجد سان دييجو. وهكذا جمع العولقي بين القدرة علي الحديث بالإنجليزية والعربية بطلاقة, إضافة إلي شخصيتة الهادئة وكاريزماتيته التي تمكنه من الوصول لعقول الشباب كنضال وعمر الفاروق الذي حاول تفجير طائرة أمريكية كانت متجهة من أمستردام إلي ديترويت في ديسمبر الماضي. إن العولقي ليس قاتلا فهو لم يحمل سلاحا قط لذلك لم تستطع أي سلطة اعتقاله لفترة طويلة, ولكنه رجل دين متطرف الأفكار, وهنا تكمن المشكلة فقتل العولقي أو حتي حذف تسجيلاته من اليوتيوب كما حدث- لن ينهي تسرب أفكاره إلي عقول الشباب خاصة بعد أن انتشرت عبر الإنترنت, إن ما يحتاجه العالم فعلا هو ضبط ميزان العدالة والتطبيق الصحيح لمفاهيم السلام والديمقراطية دون الكيل بمكيالين. [email protected]