في عام1890 م وبعد مرور أقل من مائة عام علي بنائه تم بيع هذا المنزل الذي يشبه معبد دندرة بسراديبه وحجراته من مالكيه الذين ينتمون لعائلة وزير مالية مصر الأسبق مكرم عبيد باشا. لعائلة منقريوس بقرية دندرة بقنا, الذين جعلوه سكني لهم ليخرج15 جيلا من العائلة كل فرد يؤمن بشاعريته وجمالية أحلامه المتسقة مع مقولة المزمور المنقوش بالجير علي أحد جدرانه الساكن في ستر العلي.. في ظل القدير يبيت. ويكشف باسم حسني رزق تكلا الباحث الأثري الذي يعد رسالة ماجستير في فن المنمنمات الإسلامية عن أسرار هذا المنزل قائلا أن مساحة المنزل300 متر علي ثلاثة أدوار, ويضم4 حجرات في الدور الأرضي تضم مندرة خارج الشارع و5 ممرات, و4 حجرات في الدور الثاني وحجرة مفردة تأخذ مساحة البيت الطولي التي تصل إلي حد12 مترا وربما جعلوا الحجرة تأخذ مساحة ال12 مترا من أجل افتقادهم لصنع أعداد سراديب معبد دندرة كاملة وهي ال12 سردابا, بينما يبقي الدور الثالث سطوحا معرضا للشمس. ويشير باسم حسني إلي أن ثقل المنزل محمل علي عمودين مبنيين بالحمرة والجير فقط بدون اسمنت وفيهما شراعات تشبه اللوتس كمعبد دندرة, والحوائط الطينية عرضها90 سم معشقة في بعض الأحيان بالخشب مثلما فعل الفراعنة في معبد الآلهة حتحور بينما الممرات التي تشبه السراديب لها قيمة لكونها كانت تؤدي إلي الأشياء المهمة مثلما الحال علي أيام الفراعنة حيث يخزن فيها الدقيق والقمح وغيرها من المحاصيل والحبوب ووسائل المعيشة. ويعتبر أن سر جاذبية هذا المنزل يكمن في أن ملائكته مريحة, وهو اعتقاد فرعوني للقرين, موضحا أن كل الذين فرشوا امتعتهم وغطوا أجسادهم هنا وناموا استيقظوا براحة نفسية, وهو ما تعكسه مقولة المزمور المكتوبة بالجير منذ زمن( الساكن في ستر العلي) وهي مقولة تشبه ما يوجد من كلمات في معبد دندرة للحماية, فالمصري القديم كان يبتهل للإله حورس لكي يحمي المعبد من الأرواح الشريرة مثلما يبتهل هنا باني هذا البيت للرب لكي يحميه بالستر. ويوضح الباحث الأثري باسم حسني أن الشبابيك التي تضم60 شباكا للداخل تعكس ملامح العمارة الإسلامية, كما تعكس عمارة هذا البيت أيضا تأثيرات عمارة مدينة هابو الأثرية ومقابر العمال في غرب الأقصر حيث الباب يؤدي إلي مدخل الصالة, والصالة تؤدي إلي سلم طويل بدون درابزين يؤدي إلي الدور الثاني. ويختتم باسم حسني حديثه عن المنزل بقوله أن حكاية سكان هذا البيت مع أحلامه تختصر في الآية الشهيرة من الإنجيل تعالوا إلي يا متعبين, فكل متعب يحط رحاله هنا يشفي من الأرق والكوابيس.