مركز علاج الأورام بطنطا أحد أهم المراكز العلاجية والبحثية في مصر والشرق الأوسط بل وأقدمها وقد شارك أخيرا في مونديال السرطان العالمي تحت رعاية منظمة الصحة العالمية. حيث يتم أختيار أهم خمسة مراكز علاجية للسرطان علي مستوي العالم, وبعد منافسات شرسة فاز المعهد باختيار المونديال. ويقول الدكتور إبراهيم عبدالبر سيف الدين, أستاذ جراحة الأورام ومدير معهد الأورام بطنطا, إن معهد أورام طنطا من أقدم معاهد الأورام علي مستوي الجمهورية والدلتا, ويرجع تاريخ بنائه إلي عام1965 م ويعتبر من أقدم معاهد السرطانات في الشرق الأوسط ويرجع الفضل في انشائه للراحل الدكتور إسماعيل السباعي إذ كان يتردد علي منطقة الغربية وكفر الشيخ من أجل إجراء جراحة السرطان الكبدي في أواسط السبعينيات في وقت لم يكن هذا التخصص معروفا في كثير من دول الشرق الأوسط, ثم حمل الدكتور قدري إسماعيل والدكتور أحمد محمود حبلص المسئولية ونحن نعتبر أن الجيل الثالث بالمعهد يقوم بخدمة5 محافظات لوسط الدلتا والغربية وكفر الشيخ والمنوفية( شبين الكوم) ودمياط والبحيرة, وقد أمر الرئيس مبارك بإنشاء7 مراكز أخري في أنحاء الجمهورية منها3 في الصعيد( أسوان وسوهاج والمنيا) ومركزان في القاهرة هما معهد ناصر ومركز آخر بمدينة السلام. منظومة متكاملة يشير الدكتور إبراهيم أيضا إلي أن معهد أورام طنطا يستقبل سنويا70 ألف مريض سرطان في مقابل أن المعهد القومي للأورام يستقبل150 ألف مريض سنويا وتجري فيه جميع جراحات السرطان علي مستوي الجمهورية بنتائج تضارع نجاح المستويات العالمية وأيضا يتبع علاج أحدث بروتوكولات العلاج الكيماوي, والدولة تقوم بتغطية نفقات العلاج. ويتابع أن علاج السرطان وتشخيصه جزء من منظومة من مكافحة السرطان التي تشمل أيضا الوقاية مع الاكتشاف المبكر والتشخيص السليم والعلاج السليم ثم تأهيل المريض بعد العلاج نفسيا واجتماعيا وبدنيا. علما بأن مراكز السرطان الكبدي تهتم بالمكافحة وليس بالعلاج فقط ومن هنا كان اهتمام المركز بتوفير منظومة للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي والكبد والبروتستاتا وعنق الرحم وأيضا تأهيل المريض نفسيا مع الاهتمام بالنواحي التي تزيل الآلام حيث تم توفير عيادة خاصة بالمراكز لإزالة الآلام وقسم خاص للدعم النفسي لمرضي السرطان وذويهم. ويتابع أن المنظومة أصبحت متكاملة مع وحدة تسجيل السرطان السكاني علي المستوي السكاني حيث يتم حصر حالات السرطان الحادثة في محافظة الغربية ونسبها إلي التعداد السكاني لمواطني الغربية, وأن المعهد حصل علي المركز الأول علي المستوي الإفريقي في التسجيل السرطاني حيث قبلت أرقام السجل السرطاني بالغربية للنشر في أكبر مراجع السرطان العالمية التي تصدرها الصحة العالمية كل خمس سنوات وكتاب السرطان في خمس قارات أو ما يسمي بمونديال السرطان, متقدما علي48 دولة في إفريقيا, وهذا السجل ذو أرقام دقيقة ويرجع إليه باحثو السرطان وطلبة الماجستير والدكتوراه. لتفادي المشكلة يوضح أنه بالنسبة للرجال فإن معدل الإصابة بالسرطان في الغربية150 حالة لكل100 ألف رجل و120 سيدة لكل ألف سيدة وهي معدلات تقترب من معدلات الدول المحيطة الإفريقية والعربية ولكنها نصف المعدلات الأوروبية والأمريكية نظرا لأن مرض السرطان يزداد في المراحل العمرية المتقدمة فوق سن الستين ولكن المشكلة الرئيسية بالنسبة للسرطان هو أن المريض يأتي في مراحل متأخرة مما ينعكس سلبا علي نتائج العلاج غير أننا في الخمسين سنة القادمة نتوقع زيادة متوسط العمر للرجال والسيدات في مصر, وبالتالي فإن نسب حدوث المرض ستزداد وتصل إلي النسب الأوروبية والأمريكية وعندها سوف تتعقد المشكلة لأنه سوف يكون هناك نسب عالية ومراحل متأخرة. ولتفادي هذه المشكلة يضيف لابد أن يكون لدينا برنامج قومي لمكافحة السرطان وبمثل سجل السرطان بمحافظة الغربية ومنها القاعدة التي ينطلق منها هذا البرنامج إذ يلقي الضوء بدقة علي معدلات الإصابة وأنواعها في المنطقة( الغربية) وهذا البرنامج يعتبر أمنا قوميا فلابد من تضافر جميع الجهود من وزارات الصحة والزراعة والصناعة والبحث العلمي والبيئة والإعلام لوضع خطط للوقاية من أنواع سرطانية عديدة مرتبطة بالبيئة المصرية مع إعطاء دفعة أكبر لمنظومة الاكتشاف المبكر للسرطان, وأيضا تأهيل مرضي السرطان فيما بعد العلاج. ويشير الدكتور إبراهيم عبدالبر إلي أنه يوجد داخل المعهد150 سريرا في ثلاثة أدوار, وهناك خطة مستقبلية لإضافة50 سريرا أخري بارتفاع دورين جديدين مع خدمات جديدة غير أن المقاول المسئول عن تنفيذ هذين الدورين تعثر في عمله, ومازالت المشكلة قائمة, وقمت بغلق الغرف ونقل الموظفين من الدور الأرضي إلي الأدوار العليا, وهذا كله بالجهود الذاتية. ويتابع أن المطلوب هو إنشاء مركز سرطان عالمي يضارع أي مركز عالمي علي مستوي العالم ونحن محتاجون إلي مكان جديد أو تخصيص قطعة أرض كبيرة لكي يقام عليها معهد أورام كبير يخفف الآلام والضغط عن المرضي في وجه بحري ووسط الدلتا. مكان جديد من جهته يقول يسري زكي عضو مجلس محافظة بكفر الشيخ: نريد مركز سرطان يضارع أي مركز علي مستوي العالم, وذلك بتوفير مكان آخر جديد فهناك قطعة أرض ملاصقة للمعهد علي مسافة300 متر وهي ملك لمعهد بحوث فإذا تم ضمها إلي معهد الأورام فسوف يكون هناك مركز عالمي, أو توفير قطعة أرض كبيرة لعلاج السرطان علي مستوي القارة الإفريقية والأوروبية لأن المعهد يوجد به العديد من الأطباء المؤهلين مع رفع العبء عن كاهل معهد الأورام بالقاهرة لأن جميع سكان وجه بحري سوف يتوجهون إليه. ويشير الدكتور إبراهيم إلي أن شركات الأدوية لها نحو20 مليون جنيه مستحقات لم يتم صرفها لها, فنحن مهددون بقطع الأدوية عن المرضي. ويقول الدكتور هشام الحمزاوي: إنه يوجد بالمعهد لجنة دائمة الانعقاد أسبوعيا لفحص الحالات الصعبة والمستعصية بحضور استشاريي جراحة الأورام وطب الأورام والطب الإشعاعي والتحاليل الطبية والطب الباثولوجي لمناقشة هذه الحالات وكل حالة منفردة علي حدة من أجل اتخاذ الدواء المناسب لهذا المرض وبصورة عالمية. ويقول الدكتور إبراهيم عبدالبر إنه تم إعداد خريطة بالغربية لمرضي السرطان وهذه الخريطة توضح الإصابة في كل قرية ومركز إذ يوجد318 قرية و8 مراكز ومن هنا نستطيع أن نشخص المرض في كل قرية أو مركز يأتي منه المريض إلينا وعلي سبيل المثال فإن معظم أهالي منطقة قطور مصابون بفيرس سي والمريض الذي يأتي منها نعلم أنه يعاني من سرطان الكبد, وهكذا في كل منطقة. الأهالي يناشدون من جهتهم, يجمع أهالي المرضي علي أهمية بناء العديد من المعاهد التي تكون بالمستوي العلمي الموجود حاليا في الغربية. ويناشد مصباح عبودة( مدرس) ببناء معهد أورام جديد من أجل تخفيف الحمل علي معهد الأورام بالقاهرة, ومن أجل تخفيف الآلام علي المواطنين البسطاء الذين لا يتحملون عناء السفر. انقذوهم بالتبرعات يقف ارتفاع تكلفة العلاج لهذا المرض عائقا أمام توفير الكثير من احتياجات المعهد لذا فإن التبرع من أهل الخير يعد رافدا مهما في تدبير تكاليف العلاج للمرضي الذين يتلقونه بالمجان, ومن ثم يتلقي معهد أورام طنطا المساعدات المادية والعينية في مقره بشارع البحر بطنطا أو التبرعات النقدية علي البنك الأهلي برقم حساب9/450/8026319