أضيفت للجامعات وظيفة جديدة بعد البحث العلمي والتدريس بالقيام بإعداد واقامة ملتقيات علي مدار العام الدراسي من خلال الجامعة أو الكليات, للبحث عن وظيفة للخريجين وتدريب الطلاب علي متطلبات سوق العمل وهي جميعها تندرج تحت تنمية القوي البشرية واعدادها وتأهيلها. والسبب الرئيسي يعود إلي ضعف اعداد الطلاب خلال سنوات الدراسة منذ الصغر وتعويدهم وتدريبهم علي الاعداد الفني والنفسي والاجتماعي والقدرة علي التعامل مع الآخر والمناقشة والحوار وغيرها.. مما جعل الجامعات تنتبه إلي هذا النقص الحاد في إعداد الطلاب وكذلك في الخريجين الذين يصطدمون عقب التخرج بمتطلبات السوق الحقيقية التي لا تتوافر فيهم خاصة إجادة اللغة والتعامل مع الحاسب الآلي وعدم القدرة علي اعداد السيرة الذاتية أو التحدث عن أنفسهم أو إدارة حوار أو مناقشة أو الرد علي الأسئلة التي توجه إليهم. والحقيقة أن نظامنا التعليمي لا يفرز احتياجات السوق فتكون نسبة البطالة المرتفعة لعدم تناسب قدرات ومهارات الخريجين مع متطلبات العمل المختلفة, فيبدأ الطالب رحلة البحث عن وظيفة فلا يجدها وان كانت متوافرة في اماكن عديدة لكنها لا تناسب المتقدم لها, لأنها تحتاج إلي أشياء يفتقدها, ويفاجأ الكثير من الطلاب بأن الشهادة التي حصل عليها هي فقط مجرد ورقة سوف تضاف إلي أوراق أخري أهم منها تناسب الوظيفة. وللأسف الشديد تنبهت الجامعات أخيرا إلي هذه النواقص وبدأت في اعداد هذه الملتقيات بعد ان تقوم بإعداد الطلاب وتدريبهم علي فنون الاتصال والإدارة والقيادة وتعليم اللغات ومنح الرخصة الدولية لقيادة الحاسب وذلك بعد ان شعر العديد من الطلاب بهذه الأزمات ومتطلبات السوق فبدأوا بالفعل في الاتجاه إلي مراكز التدريب بالجامعات لاعداد أنفسهم. وقد بدأت بالفعل فرص العمل الخارجية تقل ايضا بسبب المتطلبات التي تحتاجها الوظيفة وغير الموجودة في الخريج الذي عاش سنوات طويلة في وهم انه يدرس من أجل الشهادة وليس من أجل التعلم, وعاشت الجامعات وقبلها المدارس لسنوات طويلة, ومازالت في اعداد طلاب يحفظون المناهج الدراسية ولا يفهمونها أو يتدربون علي النواحي العملية.. ومازلنا نعيش وهم التعليم الذي تركه العالم المتقدم منذ سنوات طويلة وأصبح التعليم مناقشة وحوارا للعقل والقدرة علي الانجاز والتطوير والبحث والابتكار والابداع. وأصبح اليوم من المتطلبات الحقيقية ان تعلم التلاميذ منذ الحضانة ان اعداد المواطن السليم يبدأ من التعامل مع عقله بأدوات حديثة وتدريبه علي أن يكون قادرا علي التحديث والانجاز والابتكار وليس القدرة علي الحفظ والتلقين!