لا يقل تخبط الأجهزة التنفيذية المسئولة وعدم اتخاذها قرارات سريعة بغلق الشواطيء بمجرد إبلاغها بأول حوادث القرش عن العواقب الوخيمة التي ترتبت علي موافقات بعض المسئولين في وزارة السياحة. وايضا فى محافظة جنوبسيناء منذ نحو ثلاثين عاما سواء عن جهل أو فساد علي إنشاء فنادق وقري سياحية في مناطق بكر كان يجب الحفاظ عليها لبقاء التوازن البيئي. الحادث كشف هذا التخبط, وذلك الجهل والفساد.. وهو ما يجب أن نحاسب المسئولين عنه.. وفي الوقت نفسه ندرس أسباب ما حدث, ربما تكون الأسباب التي رصدتها اللجنة العلمية الامريكية صحيحة ومن أبرزها تغير سلوك سمك القرش أو بعض أنواعه السبعة عشر الموجودة في منطقة شرم الشيخ وخليج العقبة, وتغير عاداتها الغذائية نتيجة القاء خراف نافقة في المياه قبل عيد الأضحي, ولم يعف التقرير الذي وصلت اليه اللجنة السائحين من التسبب في الحادث بإلقائهم الأطعمة إلي هذه الكائنات البحرية مما يؤثر في النمط الغذائي للقرش ومن الأسباب أيضا الصيد الجائر الذي أثر علي توافر الغذاء المعتاد لسمك القرش في مناطق تواجدها وأيضا ما قيل عن تأثير النفايات التي تلقي من المراكب التجارية والسياحية ومن أهم ما توصلت إليه اللجنة هو ضرورة الحذر والمراقبة واتخاذ وسائل حماية. وهو ما كان يجب منذ عشرين عاما أن تفكر فيه الأجهزة المعنية بهذه المنطقة المهمة من مصر. وقد رصدت تحقيقات الأهرام التضارب والتخبط الذي عم مدينة شرم الشيخ خصوصا في مناطق السباحة أمام الفنادق والقري السياحية التي يسمح بعضها لنزلائه بالسباحة والبعض لا يسمح وتختلط الرايات السوداء بالحمراء والبيضاء في مساحات بينيه بسيطة فعندما التقينا مدير أحد الفنادق لم يبد اهتماما كثيرا بقرارات المحافظ أو وزارة السياحة. لأنها حسب قوله تبلغ لنا خطأ ولا توجد معاونه في الانقاذ أو التصرف السريع! لافتا الي عدم وجود مستشفيات يمكن لها أن تستقبل مثل هذه الحالات بدليل نقلها الي القاهرة. واضاف ان القرش ظهر بعد حادثة موت السائحة الالمانية ثلاث مرات في منطقة الجاردن أمام فندق حياة علي مسافة2 كيلو جنوب خليج نعمة وللأسف فإن الاستعدادات التي نفذتها الأجهزة لم تستطع اصطياده لعدم وجود تجهيزات وتم البحث بعدها عن مخطاف جديدي في شرم الشيخ لدي محلات المعدات البحرية فلم يجدوه وأرسلوا من يحضره من السويس. ومع احتمالات تكرار مثل هذه الحوادث تم استدعاء فريق فني من هيئة قناة السويس لدراسة الشواطيء لعمل حماية بالشباك. وقد قام الفريق بمعاينة خليج نعمة أمس الأول.. وخليج شرم المية وهما المنطقتان الرمليتان التي يسمح فيها بالسباحة وممارسة الترفيه الشاطيء بهما وللأسف فإن شرطة المسطحات قامت بناء علي تعليمات مدير ميناء شرم الشيخ بمنع المجموعة الفنية من الابحار بمركب للاستطلاع ودراسة الأعماق والمنطقة علي الطبيعة لاعداد تقريرها لتحديد حجم الشباك التي تستخدم. ولم يتم السماح لهم إلا بعد ساعتين بعد عدة تدخلات ولكن هل الشباك ستحمي الشواطيء؟ يقول الخبير السياحي سامح سعد: هذه الفكرة مكلفة جدا فضلا عن عدم جديتها في مواجهة ما قد يحدث مستقبلا من أحداث مماثلة لعدم القدرة علي السيطرة علي البحر أو وضع الشباك في كل مكان ونتيجة لاختلاف الأعماق والتعرجات مضيفا أن معظم فنادق وقري شرم الشيخ باستثناء نعمة وشرم الميه, مقامة في مناطق شعاب مرجانية وبذلك فإن الشباك ستحمي فقط هاتين المنطقتين فقط والحل يكمن في تعاون المحافظة ووزارة السياحة وجمعية الغوص والبيئة وغيرها من الأجهزة المعنية للوصول الي حل منطقي. المنع غير وارد اللواء عبدالفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء يؤكد أن احتمالات منع حدوث هذه الحوادث غير وارد ولكن الهدف هو التقليل من تأثير حدوثها واكد أن المحافظة ستعمل علي حماية شواطيء شرم الشيخ. والتنبيه علي التشدد في تنفيذ التعليمات لرواد الفنادق. وتأمين الشواطيء بالمدربين علي التعامل مع حوادث أسماك القرش في حالة هجومها علي أي شخص لأنها حسب كلام المحافظ إذا هاجمت شخصا وظهر شخص آخر تختفي!! وقال: أمرت بانشاء أبراج مراقبة للشواطيء وأن نغير من اسلوب التحذير للسائحين بالاساليب الخاطئة للتعامل مع الاسماك أو القاء الطعام لها وأن توجد آلية للتخلص من مخلفات السائحين علي مراكب الغوص والتأكد منها ويضيف المحافظ شوشه: هناك ترتيبات أخري علي مستوي الدولة بتفعيل الاتفاقيات الموقعة لحماية المياه الدولية والاقليمية من القاء النفايات من المراكب المارة ومراقبتها. كما قرر المحافظإغلاق8 كيلو مترات من شواطيء شرم الشيخ من شمال خليج نعمة وحتي راس نصراني. أما اللواء أحمد صالح السكرتير العام المساعد للمحافظة فقد أكد للصحفيين أن المناطق آمنة بدليل قيامه شخصيا بالغوص أمامهم ثم الخروج من المياه سالما. باقي الأجهزة المعنية بالازمة يحجم المختصون فيها عن الإدلاء بأي رأي تنفيذا لتعليمات المحافظ. باختصار وجدنا تخبطا شديدا وتعاملا سطحيا مع الأزمة, ولكن هل الحل هو صيد القرش؟ وكم قرش يمكن صيده؟ وكيف يمكن تحديد القرش المفترس؟ يرد زياد ممدوح الباسل العضو المنتدب لغرفة سياحة الغوص قائلا: نحن كغرفة ضد صيد أي قرش ولانوافق عليه فضلا عن أن محاولة صيد القرش المفترس غير علمية لأنها قد تؤدي الي صيد قرش آخر بريء كما أن تأثير الخراف النافقة والمخلفات سيزول بمرور الوقت لأن تغيير العادات الغذائية للقرش طارئة ومؤقتة وهذا ما اقرته أيضا اللجنة. ويضيف عمرو البنداري مفتش الغوص: عندما وقعت هذه الحوادث قام135 غواصا محترفا بالغوص الاستكشافي في مواقع شرم الشيخ بداية من خليج نعمه وحتي راس محمد وشعب محمود وشعب العطف وغيرها لرصد بيانات حول وجود هذه الاسماك من حيث العمق ودرجة حرارة المياه وسرعة التيارات المائية وملاحظة أي تغيير في سلوك القرش تجاه الغواصين وبذلك لدينا قاعدة بيانات جيدة ومكتملة يمكن أن تسهم في دعم اتخاذ أي قرار وعن الحوادث المماثلة يقول عمرو البنداري هناك100 حادث سنويا في مختلف أنحاء العالم. ولكن هل ستتأثر حركة السباحة الي شرم الشيخ؟ يجيب سامح سعد: السياحة الترفيهية أو الشاطيء لن تتأثر فالقرش لايذهب الي المناطق الرملية مثل خليج نعمة أو شرم الميه وسياحة الغوص في شرم الشيخ لاتزيد علي10 % من اجمالي السائحين ولكن الحل الأكثر اهمية هو إقامة حمامات سباحة داخل البحر باستخدام الشباك وهو الحل الاسرع والممكن صيانته بسهولة وبدون تكاليف مرتفعة خصوصا في المناطق التي بها شعاب مرجانية علي ألا يمنع جهاز البيئة ذلك بحجة تغيير التركيبة البحرية في المنطقة لأننا يجب أن يكون لدينا وضوح في اهدافنا هل نريد تنمية السياحة أو الحفاظ عليها أم لا وعما مااشيع حول الغاء حجوزات السائحين يقول شريف خليفة مدير أحد الفنادق. لم نبلغ بالغاء إلا في حدود 2 % ويعوضها حجوزات جديدة خصوصا موسم رأس السنة. سألت زياد الباسل عن تأثر سياحة الغوص وهل ألغيت حجوزات فقال: لم تتأثر ولم تلغ أي حجوزات بها كما أن الأوروبيين متفهمون لطبيعة مثل هذه الحوادث وأن عدد ضحايا قرص النمل في العالم اكثر بكثير من عدد ضحايا هجوم القرش!