هزيمة ثقيلة خرج بها نجوم كرة القدم الكبار الذين خاضوا الانتخابات البرلمانية الأخيرة. فقد الهداف القدير طاهر ابو زيد القدرة علي التهديف في دائرة الساحل بالقاهرة. وعجز الحارس والمدافع البارعان أحمد شوبير وطارق السيد عن منع الهدفين اللذين هزما بهما في مباراة الإعادة في دائرتي طنطا بالغربية وبني مزار بالمنيا. ولايكفي لتعويض هذه الهزيمة فوز شخصيات رياضية مثل محمود عثمان في دائرة قسم الاسماعيلية, ومحمد مصيلحي في دائرة باب شرق الاسكندرية, وهاني أبو ريدة في بور سعيد( دائرة قسم بور فؤاد). هؤلاء الفائزون الثلاثة, مثلهم مثل اثنين من الخاسرين, رشحهم الحزب الوطني الذي استبعد, في الوقت نفسه, عددا اكبر من لاعبي الكرة والرياضيين وقفوا علي أبوابه وقدموا أوراقهم إلي مجمعاته الانتخابية, ثم لزموا بيوتهم عندما لم يقع اختياره عليهم باستثناء واحد فقط ترشح مستقلا في دائرة الدقي بالجيزة, وهو العامري فاروق عضو مجلس إدارة النادي الاهلي. وحده طاهر ابو زيد بين نجوم الكرة الكبار هو الذي رشحه حزب معارض( الوفد), ومعه الكابتن عزمي مجاهد. وقد خسر كلاهما في دائرتين صعبتين, إذ ترشح أبو زيد في مواجهة ثلاثة مرشحين أقوياء هم علي رضوان( الحزب الوطني) والنائب السابق حازم فاروق( إخوان مسلمون), والمستقل عبد القادر طه نجل زعيم هذه الدائرة وممثلها من8691 إلي5991 الراحل أحمد طه. كما خاض عزمي مجاهد انتخابات في دائرة كانت نتيجتها شبه محسومة سلفا لنائبها هشام مصطفي خليل( قصر النيل). ولم يصمد أبو زيد بالرغم من أنه لم يعتمد فقط علي شعبيته الكروية وانتمائه إلي النادي الاهلي الأكثر جماهيرية. فقد حاول استثمار أصوله الصعيدية للحصول علي دعم تجار الغلال أصحاب النفوذ القوي في ساحل روض الفرج. كما حشد عددا من نجوم الكرة المعروفين لمساندته مثل حسن الشاذلي الذي يطل علي الجمهور الآن عبراستوديو التحليل بعد أن أمتعه لاعبا بارعا ذا مستوي رفيع في الترسانة والمنتخب, وطارق يحيي الذي ما زال حاضرا عبر دوره التدريبي. وقد فعل كل من شوبير وطارق السيد مثله, ولحقا به خارج البرلمان بعد أن وصلا إلي جولة الإعادة في معركة بدت متكافئة بسب تقارب أصوات الأول ومنافسه ياسر الجندي, وتفوق الثاني علي منافسه شحاتة غريب بفرق نحو الفي صوت في الجولة الأولي. فكان نجوم مثل أيمن شوقي وحمزة الجمل وغيرهما بين مساندي شوبير, إلي جانب المطرب الشعبي أبو الليف كما استعان طارق السيد بزملائه من نجوم الزمالك مثل طارق السعيد ونادر السيد ومحمد صبري ومدحت عبد الهادي. ولكن هزيمة النجوم الثلاثة قد لا تكون نهاية المطاف لآخرين بالرغم من أن تجربتهم أظهرت مجددا أن الشهرة في ملاعب كرة القدم لاتساوي بالضرورة شعبية في ملعب الانتخابات. صحيح أن نجم الكرة المشهور يحظي بشعبية عامة في كثير من الأحيان, إذا لعب لأندية كبيرة لها قاعدتها الواسعة سواء علي مستوي البلاد, أو في المحافظات التي تعشق هذة اللعبة مثل الإسماعيليةوبور سعيدوالاسكندرية وغيرها. غير أن الجماهير العامة ذات الطابع الكروي لاتفرز شعبية انتخابية بصورة تلقائية. فلا تكفي الأمجاد الكروية, والرياضية عموما, لرفع أسهم الكباتن في انتخابات تسودها أنماط تصويت تعتمد علي العصبية والنفوذ المحلي والإنفاق المالي الواسع والقدرة علي تقديم الخدمات وتنتشر فيها البلطجة. برغم من أن شوبير لم يعتمد علي تاريخه الكروي فقط, إذ قدم خدمات وجمع تبرعات وسعي إلي بناء ركائز نفوذ محلي قوي, فقد فعل منافسه كل ذلك وأكثر منه بما في ذلك شبهة تعاون مع بعض خصوم حزبهما. فالعملية الانتخابية في مصر شديدة التعقيد تتعدد مقوماتها وتتداخل. وليس معروفا كم من الكباتن وغيرهم من الرياضيين, الذين استبعدهم الحزب الوطني من ترشيحاته يملك مثل هذه المقومات. فقد استبعد معتمد جمال من ترشيحات الحزب الوطني في دائرة شبرا الخيمة بالقليوبية وعبد الستار صبري في دائرة الهرم. ولحق بهما مجدي عبد الغني الذي استبعد من ترشيحات الحزب نفسه في شبرا. وكان بعضهم قد باشروا دعايتهم الانتخابية مبكرا, وتجاوزوا في ذلك حدود التحرك في إطار الحزب الوطني, واستعان بعضهم بزملاء كباتن آخرين مثلما فعل شوبير وطارق السيد وأبو زيد. فقد اصطحب معتمد جمال في جولاته الانتخابية الفريق الزملكاوي نفسه الذي ساند طارق السيد, علي نحو يثير التساؤل عما إذا كان هذا الفريق بات متخصصا في مساندة نجوم الزمالك السابقين حين يلعبون في ملعب الانتخابات. كما حصل علي تأييد نجم النادي الأهلي محمد ابو تريكة, ولكن بشكل نظري عبر وضع اسمه علي لافتات انتخابية. واستعان عبد الستار صبري بعدد من الكباتن بعضهم ما زال في ملاعب كرة القدم مثل محمود عبد الرازق( شيكابالا), إلي جانب الفنان محمد منير. ولم يكن هؤلاء النجوم وحدهم الذين استبعدهم الحزب الوطني من ترشيحاته, بل شخصيات رياضية أخري مثل الإعلامي وعضو مجلس إدارة الزمالك السابق محمود معروف الذي سعي إلي الترشح في دائرته التي فاز فيها من قبل( طوخ- قليوبية), وأيمن جبر نائب رئيس النادي المصري في بور سعيد, وسحر الهواري رائدة كرة القدم النسائية التي سعت إلي الترشح علي مقعد الكوتا في محافظة الفيوم. وإذا كان ثلاثة من الرياضيين الذين رشحهم الحزب فازوا( عثمان ومصيلحي وأبو ريدة) فقد خسر آخرون من مرشحيه مثل سيد جوهر في الدقي ووليد هويدي( المشرف علي فريق الكرة في نادي مصر المقاصة) في دائرة العجميين بالفيوم, والمندوه الحسيني أمين صندوق الزمالك السابق في بولاق الدكرور. وقد خسر أولهم فقط من الجولة الأولي أمام مرشح حزب معارض( سفير نور- الوفد) بينما كانت هزيمة الآخرين أمام مرشحين للحزب الوطني وصلا معهما إلي جولة الإعادة. وإذا كانت خسارة الكباتن في هذه الانتخابات تبدو ثقيلة, فهي ليست الأولي, إذا فشل في انتخابات5002 عدد آخر من نجوم الكرة بين هزيمة وانسحاب قبل النزول إلي الملعب مثل مشير حنفي وعبد العليم زكريا, فضلا عن حسام حسن الذي انسحب بعد تغيير صفته الانتخابية من عمال إلي فئات. ومع ذلك, سيظل ملعب الانتخابات مغريا لبعض من يغادرون ملاعب كرة القدم مهما تكن الهزائم التي يمني بها زملاؤه. المزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد