أكدت السيدة سوزان مبارك ان مشاركة شباب من39 دولة في المنتدي الدولي لمناهضة الاتجار بالبشر بالاقصر يدل علي أنه علي الرغم من تعاظم الظاهرة علي مستوي العالم. إلا أنه هناك اعدادا متزايدة من الحركات المناهضة لها والعاملة علي ايقافها. وأوضحت السيدة قرينة الرئيس في كلمتها امس في ورشة العمل الخاصة بالشباب المشارك في المنتدي انه دعم الحركات المناهضة للاتجار بالبشر هو من اهم أهداف منتدي الاقصر الدولي. وأوصت الشباب المشاركين من الشبكة الدولية للشباب التي تم تأسيسها في شرم الشيخ عام2007 عند انعقاد منتدي الشباب والسلام الذي نظمته الحركة الدولية من أجل السلام. وأكدت ان هذه الشبكة الدولية للشباب اتاحت للحركة التواصل مع قادة الشباب من100 دولة مختلفة. وأوصت السيدة سوزان مبارك ان كثير من الاشخاص لا يدركون ان ظاهرة الاتجار بالبشر يمكن ان تكون في اي مكان مثل الحديقة التي يلعب فيها الاطفال أو علي الانترنت حيث يتعلمون ويتصلون بالعالم موضحة اننا قد لا ندرك مدي سهولة ان ينخدع الاشخاص ويتنازلوا عن حريتهم وحقوقهم ومدي العذاب والمعاناة التي يتعرض لها الضحايا. وأشارت الي انه علي الرغم من وجود تعريف واضح للاتجار بالبشر الا ان المفهوم يضيع بين المجالات المختلفة التي تشمل عمالة الاطفال والهجرة والاستغلال والعمالة العسكرية. وأكدت ان المتاجرين بالاشخاص يستغلون رغبة الناس في حياة افضل والهروب من الفقر والضحايا يكونون من الاطفال المدفعوين من اسرهم للعمل في المجالات الاقتصادية والزراعية والتجارة والجنسية. وأشارت الي ان التحدي الذي نحن أمامه له عدة أبعاد متشابكة ما بين الفقر وعدم المساواة والجريمة المنظمة ووجهت التحية لكل المشاركين من المنظمات الاهلية المختلفة علي شجاعتهم في التصدي للظاهرة مما أدي الي الاعتراف بجهودهم علي المستوي الدولي. وأكدت السيدة سوزان مبارك انه من خلال عملها مع الشباب خلال السنوات الماضية أدركت مدي قدرتهم علي التأييد الايجابي علي مجتمعاتهم بطرق مختلفة. وأشارت السيدة سوزان مبارك إلي إطلاق الحركة لمبادرة الاستخدام الآلي للإنترنت لنشر ثقافة السلام عام2007, وتهدف إلي تمكين الشباب من توصيل صوتهم وترجمة أفكارهم والاستفادة من الإنترنت. و أوضحت أن هذه المبادرة تتيح للشباب العمل جنبا إلي جنب مع أولياء أمورهم ومعلميهم لنشر ثقافة السلام والاستخدام الآمن للإنترنت. وأكدت عزم الحركة مواصلة الحاق الشباب بجهودها لمكافحة الاتجار بالبشر. وأشارت الي ضرورة التصدي لاستغلال الأطفال والشباب علي الإنترنت. كانت السيدة قرينة الرئيس قد شهدت أمس جلسة العمل الخاصة بالشباب التي شارك فيها100 شاب وفتاة من35 دولة يمثلون الثقافات المختلفة بهدف تعريفهم بمخاطر الاتجار بالبشر باعتبارهم الأكثر عرضة لمخاطره والاستماع إلي آرائهم بشأنه وحثهم علي نشر الوعي بخطورته بين أقرانهم. وقد استمعت السيدة قرينة الرئيس إلي التجارب المختلفة للشباب من شتي الدول في التصدي لجريمة الاتجار بالبشر بأشكاله المختلفة. الخطة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر أعلنت السيدة سوزان مبارك, بالأقصر أمس, أول خطة وطنية لمكافحة الاتجار بالبشر من2011 إلي.2013 وأوضحت في مؤتمر صحفي عقدته أمس أن جريمة الاتجار بالبشر قد شهدت تصاعدا غير مسبوق علي مستوي العالم, وهي جريمة عابرة للحدود والاعمال غير الأخلاقية واستغلال الأطفال بالأشكال المختلفة. وقالت أنه بحكم موقع مصر الجغرافي فهي تؤثر وتتأثر بأي ظاهرة عامة مما دعي الي ضرورة التصدي لانتشار هذه الظاهرة من خلال تشكيل اللجنة الداخلية لمكافحة الاتجار بالبشر عام2007 وهي الجهة المقيمة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية والتي تضم16 وزارة الي جانب الجهات الأخري. قانون شامل للتصدي للظاهرة وأكدت السيدة قرينة الرئيس انه مع تشكيل اللجنة الوطنية ظهرت الحاجة الي وجود قانون شامل للتصدي لظاهرة الاتجاه بشكل أكثر تحديدا ووضوحا عن القوانين السابقة التي تناولت هذه الجريمة. وأوضحت ان تعريق جريمة الاتجار بالبشر جاءت في القانون هي استغلال البشر عن طريق العنف من خلال العمل البشري وأكدت السيدة سوزان مبارك أن اللجنة الوطنية قد قامت بإعداد مشروع قانون يضمن حقوق الضحايا كما ان قانون الطفل الجديد يعتبر مثاليا وشموليا في حماية الأطفال من كل الجوانب. واضافت انه تم عمل أول دراسة ميدانية للتعرف علي جذور وأسباب ظاهرة الاتجار بالبشر واشكالها المختلفة وكانت اكثر المشكلات شيوعا هي الزواج المبكر وتجارة الاعضاء البشرية والعمالة القسرية والاستغلال الجنسي للفتيات والأطفال. وأكدت السيدة سوزان مبارك انه علي الرغم من أن المشكلة في مصر مازالت محدودة بالمقارنة بمجتمعات أخري, إلا أن الوقاية خير من العلاج, لذلك وجب العمل علي وضع خطة وطنية لمكافحة الاتجار بالبشر بعد دراسة60 خطة علي مستوي العالم في هذا المجال بهدف الاستفادة من تجارب الآخرين, وتركز الخطة علي4 محاور هي: المنع, والحماية, والملاحقة, والمشاركة, وتقوم الخطة التي سيتم تنفيذها عام2011 إلي2013 علي تنفيذ عدد من البرامج تنفذها الجهات المختصة في أوقات محددة, وتعني الأسر الأكثر احتياجا, ومكافحة الفقر في القري التي تقع فيها هذه الظواهر. وأوضحت السيدة قرينة الرئيس أنه سيتم عقد دورات تدريبية للجهات المعنية بالتعامل مع مكافحة الاتجار من خلال المجلس القومي للطفولة والأمومة. وأكدت السيدة قرينة الرئيس أن كل هذه الأنظمة لم تكن لتري النور لولا مساندة القيادة السياسية, وانطلاقا من احترام مصر لتعهداتها الدولية. وأعربت السيدة سوزان مبارك عن سعادتها بإعداد الخطة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر, مؤكدة أنها تدعو للفخر. وأوضحت السيدة قرينة الرئيس أن المنتدي الدولي لمكافحة الاتجار بالبشر الذي يبدأ أعماله اليوم بالأقصر, يهدف إلي تقويم ما تم تنفيذه من وثيقة باليرمو لمكافحة الاتجار بالبشر التي صدرت منذ10 سنوات, وأكدت إيمان الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام بدور الشباب والمجتمع المدني في التصدي لتلك الظاهرة. وأوضحت أن الحركة قد أنشأت تحالفا للتصدي للعنف ضد المرأة في أثناء انعقاد مؤتمر عام2004 حول هذا الموضوع بهدف تبادل الخبرات والمعلومات. وأضافت السيدة قرينة الرئيس أنها في عام2006 أطلقت الحركة مبادرتها بعنوان أوقفوا الاتجار بالبشر الآن بهدف التصدي لهذه الظاهرة بالتعاون مع مجتمع الأعمال باعتباره شريكا أساسيا بحكم دوره في نشر ثقافة السلام بين العاملين في شركاته المختلفة, وقد تم إصدار وثيقة نادي أثينا الأخلاقية عقب المؤتمر, ووقع عليها المشاركون من مجتمع الأعمال في الدول المختلفة كالتزام منهم بالتصدي للظاهرة, وقد تمت مراجعة أوضاع العديد من الشركات علي هذا الأساس فهي تؤثر علي جميع المجتمعات, وبحكم موقع مصر الجغرافي فهي تؤثر وتتأثر بأي ظاهرة عالمية, مما دعا إلي ضرورة التصدي لانتشار هذه الظاهرة من خلال تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر عام2007 وهي الجهة المعنية بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية التي تضم16 وزارة إلي جانب الجهات الأخري. وأكدت السيدة قرينة الرئيس أنه مع تشكيل اللجنة الوطنية ظهرت الحاجة إلي وجود قانون شامل للتصدي لظاهرة الاتجار بشكل أكثر تحديدا ووضوحا عن القوانين السابقة التي تناولت هذه الجريمة. وأوضحت أن تعريف جريمة الاتجار بالبشر كما جاءت في القانون هي: استغلال البشر عن طريق العنف من خلال العمل القسري. وأكدت السيدة قرينة الرئيس أن منتدي الأقصر سيخرج برسالة تؤكد أن قياس نجاح أي مؤسسة لا يكون فقط بالأرباح المادية, وإنما بما تقدمه من خدمة لمجتمعها, ورفع مستوي المعيشة لأفرادها, كما سيعطي المنتدي دفعة للجهود الدولية للتصدي للاتجار بالبشر, وأكدت أن الحركة قد استطاعت إشراك الأممالمتحدة والمجتمع المدني في التصدي لهذه الجريمة, كما أنها ستشارك نهاية هذا الشهر في المؤتمر الذي ستعقده جامعة الدول العربية حول هذا الموضوع. وأعربت السيدة سوزان مبارك عن سعادتها بتطوير مدارس الأقصر, مؤكدة أنه في العام المقبل سيتم الانتهاء من تطوير جميع مدارس المحافظة, مؤكدة أن التعليم يعتبر من الأسلحة الأساسية للتصدي للاستغلال بجميع أنواعه, حيث إن الفتاة المتعلمة تكون أكثر قدرة علي الدفاع عن نفسها وحمايتها. وأضافت أن الحركة ستقوم بإشراك تلميذات مدارس الأقصر في مراجع التوعية بثقافة السلام. وأكدت السيدة سوزان مبارك أن جمعية مصر الجديدة تأمل في تطوير100 مدرسة بكل محافظة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم التي تقع علي عاتقها المتابعة, كما أن الحكومة ستقوم بتمويل50% من مشروع تطوير المدارس في مراحله المقبلة, بعد نجاح التجربة. وأضافت أن جمعية مصر الجديدة ستخصص مبلغا لصيانة المدارس التي تم تطويرها للحفاظ علي مستواها, وأشارت إلي تعاون جمعية مصر الجديدة مع جمعيات أهلية أخري في المحافظات لمتابعة أعمال الصيانة والحفاظ علي المستوي.