كتب نصر زعلوك : الانجاز الامني الجديد الذي حققته المملكة العربية السعودية أخيرا عقب انتهاء موسم الحج بايام قلائل المتمثل في الكشف عن تفكيك19 خلية ينتمي اليها149 شخصا ممن لهم علاقة بتنظيم القاعدة منهم124 سعوديا وال25 المتبقون من جنسيات مختلفة يكشف عن ان السعودية لاتزال مستهدفة من هذا التنظيم الذي اقترب منها من خلال وجود بعض عناصره في اليمن. الجديد في هذا الكشف الامني المبكر ان الفئات العمرية للسعوديين المقبوض عليهم من صغار السن وكانت أعمالهم تتركز علي التدريب بالاضافة الي قدرة تنظيم القاعدة علي استغلال النساء لخدمة أهدافهم. يكشف المخطط ايضا عن ان الإنترنت اصبح وسيلة مهمة تستخدمها القاعدة في اعمالها الاجرامية حيث بدأت في استخدامها عندما عجزت عن تحقيق مخططاتها في المملكة ولأن التنظيمات لا تتبناها دولة فهي تسعي للاستفادة من الدعم غير المباشر لتوجه الشباب عبر الإنترنت للإضرار بأوطانهم. مثل هذه العمليات( الأمنية) النوعية تؤكد أن معركة السعودية مع الإرهاب والإرهابيين لاتزال قائمة كما تجعل المحافظة علي الأمن عملية في غاية التعقيد والتشابك غير أنها رغم كل ذلك أفرزت جهازا أمنيا سعوديا استطاع أن يكون في مستوي التحدي وأن يحقق نجاحات كبيرة ومشهودا لها ولعل حادثة( الطرود المفخخة) التي كشفتها السلطات الأمنية السعودية قبل شهر تقريبا والمرسلة من اليمن إلي الولاياتالمتحدة تؤكد بوضوح القدرة الامنية السعودية علي الرصد والمتابعة والمواجهة الناجحة. المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي يشير الي وجود متورطين لم يتم القبض عليهم لوجودهم خارج المملكة ويوضح ان الخلايا التي تم القبض عليها لايعلمون شيئا عن بعضهم بعضا ولكنهم جميعا علي ارتباط بتنظيمات في الخارج. وبؤكد رئيس اللجنة الامنية بمجلس الشوري السعودي اللواء محمد ابو ساق ان هذه العملية التي ضبطت في مهدها تؤكد ان الامن السعودي يطارد الارهابيين في مرحلة استثمار للفوز واجتثاث للارهاب ومنع وقوعه بالوصول الي قواعد الارهابيين وكسر كل ماحولها من دوائر واسوار. ويضيف ان تفكيك19 خلية ينتسب اليها149 ارهابيا واعتراض خططهم والقاء القبض عليهم يعد استمرارا للنجاحات الامنية السعودية ويحمل بشائر تؤكد ان الارهابيين اليوم اصبحوا تحت السيطرة وسيتم اجتثاثهم تباعا. ويوضح المسئول الامني بمجلس الشوري السعودي ان العمليات الامنية اصبحت اليوم تعمل في مناطق متعددة وتحكم السيطرة علي كل المجالات بمافي ذلك مخططات جمع الاموال والتخطيط للاغتيالات والتخريب وايضا شبكة الانترنيت التي أصبحت مجالا خصبا لاعمال دعايات الارهابيين ونشر الفكر المخرب والمتطرف. ويكشف رئيس لجنة الاسرة والشباب في مجلس الشوري الدكتور طلال بكري ايضا عن ان اهداف الفكر الضال والعمليات الارهابية هي سياسية بالدرجة الاولي حتي لو تذرعوا او استتروا بالدين وهو منهم براء فهدفهم زعزعة الامن والاستقرار ويجب ان نتعامل معهم بشكل جدي مشددا علي ضرورة تكاتف العلماء والدعاة واساتذة الجامعات للحرب علي هذا الفكر الدخيل بجانب الجهات الامنية مشيرا الي ان جميع الادوار لاتزال قاصرة مقارنة بالدور الامني. ويقول عبدالله بجاد العتيبي الباحث السعودي في شئون القاعدة إن مسار القاعدة يسير بنفس المسارات الانحدارية للجماعات الإسلامية في بلدان أخري إذ تبدأ تلك الجماعات بأهداف سياسية كبري وعند المواجهات الأمنية يتحولون عن هذا الهدف ويتوجهون إلي مهاجمة مؤسسات الدولة ومقدراتها ثم يتحولون بعد ذلك إلي استهداف طبقتين من النخب هما العلماء والمثقفون وما خلية الاغتيالات إلا دلالة علي المسار الانحداري للقاعدة في التخطيط لاستهداف ضباط الأمن والمثقفين والإعلاميين, حيث إنهم جميعا يشكلون أهدافا سهلة'. ويوضح حسام تمام الباحث السعودي المتخصص في الجماعات المسلحة أن السلطات السعودية نجحت في تفكيك القاعدة من خلال عدة مؤشرات يأتي في مقدمتها زحف فلول التنظيم إلي خارج السعودية وتمركزهم حاليا في اليمن وذلك بعد الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم إبان وجوده في السعودية وعمليات التعقب الأمني التي أطلقتها الداخلية السعودية.