تلا من أحمد الزهيري: الدائرة الأعجوبة تلا التي تصلح فيلما لجيل الممثلين الجدد الذين يضحكون الناس وتستعصي أفكارهم علي الفهم. دائرة الأشقاء أو الأعدقاء الثلاثة عفت السادات وزين السادات ومحمد أنور السادات رضوا دون إعتراض أن يكونوا أبناء لأب وتصارعوا فيما بينهم ليستأثر أحدهم بالمقعد الواحد!.. بدت الأمور في دائرتهم تلا ساكنة ولكنه كان السكون الذي يسبق العاصفة.. فما بين الضحي والظهيرة حتي أعلن مكتب محمد أنور السادات لمؤيديه أن تجاوزات قد حدثت في الدائرة بدأت بمنع دخول مندوبي زين السادات ومحمد أنور السادات في مدرستي أم الأبطال والسادات الثانوية وكذلك لجنة أم الشوم.. بينما أعلن مؤيدو زين السادات أن هناك تعنتا في دخول مؤيديه وموكليه في طوخ وتلا والبندارين, وأنه تم أيضا غلق لجنة سمالين.. ثم زاد الموقف إشتعالا في الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس. بعد ماتردد من كلام عن وجود مجموعة من البلطجية التابعين لمرشحي الحزب الوطني فخري طايل والدكتور عفت السادات في مدرسة أم الأبطال حيث قاموا بغلق اللجنة إستعدادا لتسويد الأصوات.. وكانت المدرسة قد أغلقت بالفعل بعد أن تجمهر الناخبين لأكثر من نصف ساعة.. في الساعة العاشرة و45 دقيقة إنتقل الشجار ليصبح أمام مدرسة السادات وعفت السادات بالأيدي.. ولم يفض الإشتباك العائلي إلا بعد تدخل الأهل الذين لعنوا الإنتخابات التي فرقت بين أبناء الأسرة الواحدة. بعيدا عن هذه البلدة فالأمور تبدو هادئة وتشاهد العين العابرة أن التوك توك والميكروباص هو حامل لواء الدعاية الإنتخابية وتتعالي الأصوات المنطلقة من الميكروفونات تدعو لإنقاذ عائلة السادات وإسم السادات من معركة الإنتخابات.. مرددين إنقذوا العائلة المباركة! الدكتور عفت السادات ظهر في المشهد ونفي كل ماحدث وقال إن الذي يتردد هو شائعات الغرض منها التأثير علي العملية الإنتخابية وأكد أن المنافسة مع أشقائه في منتهي الشراسة وأنها سوف تزداد قبل الساعات الأخيرة. في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد الظهر اشتعل الموقف أمام مدرسة أم الأبطال للبنات بعد ظهور مرشحي الجماعة المحظورة حيث تعالت صرخات مرشح الجماعة عاطف شهاب أمام مؤيديه: المرشحون إنسحبوا أمام الجماعة وهربوا مثل الأرانب! ووسط هتافات مؤيدي الجماعة أغلقت اللجنة أبوابها وحاول ألف من مندوبي مرشحي كل الأحزاب إقتحام اللجنة وكسر بابها إلا أنهم لم يتمكنوا فخرجوا في مظاهرة حاشدة.. مدرسة أم الأبطال وحدها تضم7 لجان وتمثل أكثر من نصف أصوات دائرة تلا. وفي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر أمام مدرسة السادات الثانية اشتبك المرشح عفت السادات مع سائق أخيه زين المنافس علي نفس المقعد وقام بركله بالشلوت أمام جميع الناخبين وحدثت بينهما مشادة كلامية انتهت سريعا بظهور الإخوان المسلمين في الكادر الذين هتفوا ضد عائلة السادات. وكاد الموقف يشتعل حتي موكب محمد انور السادات الأخ الثالث الذي إلتف حوله الجميع وخرجوا إلي دائرة انتخابية أخري تاركا عفت وانصار زين خلفه.