في أحدث حلقات التقارير التي ترسم صورة قاتمة عن الوضع في أفغانستان, حذرت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نشرته أمس من أن الغربيين يفشلون في أفغانستان وأن انسحاب قواتهم القتالية المرتقب في نهاية 2014 يمكن أن يدفع البلاد نحو حرب أهلية. وقالت مجموعة الأزمات التي يوجد مقرها في بروكسل إنه بعد تسع سنوات علي غزو التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةأفغانستان بهدف القضاء علي حركة طالبان فإنه لم يتمكن من القضاء علي تمرد طالبان ولم ينجح في كسب تأييد الرأي العام,خاصة بعد أن فشل علي مدي السنوات السابقة في إقامة دولة قوية تتمتع بقوات أمنية- سواء في الشرطة أو الجيش- قادرة علي حفظ الأمن داخليا وتأمين الحدود الأفغانية. وأوضح التقرير أنه علي الرغم من انتشار أكثر من 140 الف جندي أجنبي ثلثهم من الأمريكيين في أفغانستان وبالرغم من إرسال تعزيزات غربية إضافية للبلاد فإن التمرد حقق مكاسب علي الأرض في السنوات الماضية وألحق خسائر متزايدة بصفوف الحلفاء 6620 قتيلا العام الحالي بعد سقوط 521 قتيلا العام الماضي. وأشار إلي أن هذا العدد المتزايد من القتلي في صفوف قوات التحالف زاد من عدم تأييد الرأي العام في الغرب لهذه الحرب. وقالت مجموعة الازمات: إن عوامل قليلة جدا تشير إلي أن العمليات الأمريكية وعمليات حلف شمال الاطلنطي- الناتو- اضعفت قوة حركة التمرد. وتستند استراتيجية الغرب بشكل اساسي علي القوات الافغانية التي يفترض ان تتولي الامن في جميع انحاء البلاد اعتبارا من نهاية 2014 بحسب الخطة التي اعتمدت الاسبوع الماضي خلال قمة حلف شمال الاطلنطي في لشبونة. لكن تقرير مجموعة الأزمات تحدث عن مجموعة من العوامل يمكن أن تقوض خطط الانسحاب حيث وصف الشرطة الأفغانية بأنها فاسدة وجشعة وعنيفة. وخلص التقرير الدولي إلي أن الانسحاب التدريجي للقوات الغربية المرتقب في هذا الاطار لا يشكل الحل للازمة في افغانستان. وأضاف: بدون دعم خارجي ستنهار حكومة الرئيس حامد كرزاي وستسيطر حركة طالبان علي غالبية البلاد وستتفاقم النزاعات الداخلية وهوما يثير مخاوف من عودة الحرب الأهلية المدمرة التي شهدتها البلاد في التسعينيات من القرن الماضي. في هذه الأثناء, أعلنت قوات الناتو في أفغانستان أمس اعتقال قيادي بشبكة حقاني التي تربطها علاقة قوية بتنظيم القاعدة ويواجه تهم بتنفيذ تفجيرات انمتحارية تستهدف قوات الناتو.